ما حكم الاستحمام مع الزوجة؟ وهل يجوز أن ينام الرجل بجوار زوجته في نهار رمضان؟ نظرًا إلى أنَّ الإسلام وضع لكل شيء حدود وأحكام، ولأن الله عز وجل لم يخلق شيئًا عبثًا بل خلق كل شيء لحكمة وبقدر، وحيث إن العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة تُحدها أحكام معينة، فسنعرض اليوم من خلال موقع القمة الإجابة عن الأسئلة المذكورة إلى جانب توضيح بعض الأحكام التي تخص العلاقة بين الرجل والمرأة.

ما حكم الاستحمام مع الزوجة

يجوز الاستحمام مع الزوجة، حيث ثُبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يغتسل مع زوجاته رضي الله عنهن وأرضاهن، وهذا يدل على جواز نظر الزوج إلى عورة زوجته وكذلك نظر الزوجة إلى عورة زوجها، وأباح الله عز وجل الجماع والمباشرة، ولا يوجد كراهة في ذلك.[1]

الجدير بالذكر أن الحمام هنا يجب أن يكون ليس فيه من ينظر إلى عورتيهما، حيث لا بُد من أن يكون في محل خاص ومستور لا يوجد به سوى الزوجة والزوج، أما في حال أن يكون محل نظر فيُحرم عليهما فعل ذلك، والجواز هو أن يكون محل مستور عن غيرهما.

حكم الاغتسال بعد إتيان المرأة في قبلها

حكم الاغتسال بعد إتيان المرأة في قبلها

بعد معرفة ما حكم الاستحمام مع الزوجة، نوضح أنه يجوز إتيان المرأة من القبل، ويجب الاغتسال حتى وإن لم ينزل، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية، والمالكية بالإضافة إلى الشافعية والحنابلة، وبه قال أكثر العلماء وحُكي الإجماع على ذلك، والأدلة من السنة النبوية حول تلك المسألة هو الحديث الشريف: قال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ومَسَّ الخِتانُ الخِتانَ فقَدْ وجَبَ الغُسْلُ.صحيح مُسلم.

كما أن جاء حديث شريف عن عائشة رضي الله عنها، فقالت إنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُجامِعُ أهْلَهُ ثُمَّ يُكْسِلُ هلْ عليهما الغُسْلُ؟ وعائِشَةُ جالِسَةٌ. فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لأَفْعَلُ ذلكَ، أنا وهذِه، ثُمَّ نَغْتَسِلُ.صحيح مُسلم.

أما بالنسبة إذا مس ذكر الرجل فرج المرأة دون حدوث إيلاج أو إنزال فلا يجب الغسل بفعل ذلك، والدليل بالإجماع من ابن العربي وابن قدامة والنووي والشوكاني.

اقرأ أيضًا: هل يجوز خروج المطلقة في العدة

حكم الإتيان في الدبر رجل أو امرأة

إتيان المرأة أو الرجل في الدبر من الأمور التي تستوجب الغسل وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة سواء كانت الحنفية أو المالكية أو الشافعية أو الحنابلة.

إتيان الدبر من الفواحش، وذلك لقول الله تعالى (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ) [العنكبوت: 28]، وسُمي إتيان الذكور بالفاحشة كما سُمي إتيان النساء سفاحًا فاحشةً، وكان الموجب في هذا أو ذاك واحدًا، والإيلاج في الدبر يكون سبب لنزول المني في العادة مثله مثل الإيلاج في السبيل المعتاد، والسبب هنا يقوم مقام المُسبب.

الوطء في الدبر يوجب الحد ويُفسد العبادات التي تُفسد بالوطء في القبل كالإحرام والصيام والاعتكاف، وكان مثله في إيجاب الغسل.

هل يجوز للرجل أن ينام بجوار زوجته في نهار رمضان

في إطار الإجابة عن سؤال ما حكم الاستحمام مع الزوجة، نجيب عن أحد الأسئلة المطروحة حول علاقة الرجل بزوجته وحكم الشرع بها وهو جواز نوم الرجل بجوار زوجته في نهار رمضان؛ من عدمه جوازه.

وفي حقيقة الأمر جاءت الإجابة عن هذا السؤال من قبل الشيوخ والعلماء بأنه يجوز للرجل أن ينام بجوار زوجته في نهار رمضان ويستمتع بها ما لم يجامعها، والمراد بالاستمتاع هنا هو مس البشرة وليس الجماع، فيجوز للصائم أن يستعمل مع زوجته أي أمر ما دام لم يكن سبب لإنزاله، وكل شخص أدرى بنفسه فمن الناس من ينزل سريعًا ومنهم من يكون بطيئَا.

الجماع في رمضان

الجماع في نهار رمضان من أكبر الكبائر حيث يترتب عليه الإثم وفساد الصوم، إلى جانب وجوب القضاء لأن العبد يكون قد أفسد عبادة واجبة وعليه قضائها، والكفارة تكون عتق رقبة فإن لم يستطع فيقوم بصيام شهرين متتالين ومن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكين.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12

حكم الاغتسال من الجنابة

يذكر أنه إذا أجنب المسلم فلا يجب عليه أن يغتسل على الفور، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه:” أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقِيه في بعضِ طَريقِ المدينة وهو جُنُبٌ، فانخنستُ منه، فذَهب فاغتسَلَ، ثمَّ جاء، فقال: أين كنتَ يا أبا هُرَيرةَ؟ قال: كنتُ جُنُبًا؛ فكرهتُ أن أجالسَك وأنا على غيرِ طهارةٍ، فقال: سبحانَ الله! إنَّ المسلِمَ لا يَنجُسُ” صحيح النسائي.

كما جاء قول حديث عبد الله بن عمر إن: ” ذَكَرَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه تُصِيبُهُ الجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأْ واغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ.صحيح البخاري.

وجه الدلالة في الحديث هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاز للجنب أن يغتسل مما يدل على أن الاغتسال غير واجب على الفور، وذلك بالإجماع من النووي وسراج الدين الهندي.

استحمام الرجل مع زوجته من الأمور الجائزة في العلاقة، حيث الاطلاع على عورة الزوج أو الزوجة أمر لا بأس به، وعلى الأزواج أن يكونوا حريصين في الاطلاع على الأحكام المختلفة التي تخص العلاقة الزوجية بينهما وذلك للمحافظة على أمر الله به وما حرمه، خشيةً من الوقوع في الخطأ.