حكم ضرب الزوجة على المؤخرة يعد من الأحكام التي يبحث عنها المتزوجين خاصة أنه من المعروف أن الإسلام قد حرم ضرب المرأة وتعنيفها، سوف نتعرف على الأمور الجائزة في العلاقة الزوجية والأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى وذلك من خلال موقع القمة.

حكم ضرب الزوجة على المؤخرة

إن حكم ضرب الزوجة على المؤخرة يختلف تبعًا للغرض منه، وعليه نقول إن ضرب الزوج لزوجته على مؤخرتها جائزًا إذا كان بغرض المداعبة والملاطفة الجنسية، ولكن يشترط ألا يكون ضرب مبرح.[1]

كذلك فلابد من أن يكون الضرب على المؤخرة لا يسبب الأذى النفسي أو الجسماني للمرأة، حيث يجب أن يقوم الرجل بذلك الفعل برضا الزوجة.

كذلك فإن الله قد أحل للرجل أن يتمتع بجسد زوجته كيفما شاء دون التسبب بالضرر لأي منهما، ونستدل على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى {ُهنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187].

كذلك فإننا نجد أنه كما يجوز ضرب الزوجة على المؤخرة كنوع من الملاطفة والمزاج فإنه يجوز ضربها للعقاب، ولكن بشرط ألا يكون الضرب مبرحًا، فقد شرع الله للزوج الحق في معاقبة الزوجة في بعض الحالات إذا هجرته في الفراش أو تكرار الخطأ وعدم الاستجابة للنصح.

قال الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الكسوف في البيت

حالات كراهة ضرب الزوجة على المؤخرة

حالات كراهة ضرب الزوجة على المؤخرة

في حالة التعنيف فإن حكم ضرب الزوجة على المؤخرة لا يجوز، وذلك لأنه قد يسبب لها أذى نفسي وبدني، ففي حالة وصول الأمر إلى العنف من قبل الزوج وكراهية الزوجة لذلك الأمر لا يجوز ضرب الزوجة على المؤخرة، ونستدل على ذلك من قول عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قضَى أن لا ضررَ ولا ضِرارَ” [صحيح ابن ماجه].[2]

فإن الشرع الإسلامي يمنع المرء من أن يضر نفسه أو أن يضر غيره دون وجه حق، ولذلك لا يجوز للرجل أن يقوم بأي ممارسات جنسية بها أذى أو ضرر لأن ذلك لا يجوز شرعًا حتى إذا كانت برضا الزوجين.

من الجدير بالذكر أن الشعور بالسعادة في العلاقة الزوجية لا يقوم على تلك الأمور ولا بتلك الكيفية، فإن الممارسات الجنسية التي تقوم على العنف بشكل أساسي تعد نوع من المرض والشذوذ ولا تمت للمعاشرة الحسنة التي أمرنا الله بها، فقد قال الله تعالى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].

محرمات العلاقة الزوجية

في ضوء توضيح حكم ضرب الزوجة على المؤخرة فإنه لا يوجد أدنى شك في أن الله سبحانه وتعالى قد أحل للزوج أن يتمتع بجسد زوجته، وأن تتمتع الزوجة بجسد زوجها، ولكن بالرغم من ذلك هناك بعض الأمور التي قد حرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد.[3]

وهي أمور لا يجوز للرجل أن يقوم بها مع زوجته بل إنها محرمة ولها عقاب عسير عند الله لمن يخالف تعاليم الله تلك الأمور تتمثل فيما يلي:

1- الإتيان في الدبر

حرم الله عز وجل يأتي الرجل من دبرها، وذلك لما يصيبه من أذى ويصيب زوجته فهو موضع نجاسة، كما أن ممارسة العلاقة الزوجية من الدبر ينتج عنها العديد من المشكلات والأضرار الصحية والجسمانية التي تصاب بها المرأة.

2- ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الدورة الشهرية

حرم الله على الزوج أن يجامع زوجته في الفرج وهي حائض، لقوله سبحانه وتعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

في الآية الكريمة بيان أن المحيض أذى والحيض هو دم العادة الشهرية وهو في الأساس دم فاسد وبالتالي فإن من شأنه أن يصيب كلًا من المرأة والرجل بالأذى وكذلك العديد من الأمراض.

كما ذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ أو أتى امرأةً حائضًا أو أتى امرأةً في دُبُرِها فقد برئَ ممَّا أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ[صحيح أبي داود]، ومن الحديث الشريف بيان لكفر لمن يقوم بممارسة العلاقة الزوجية مع امرأة من دبرها أو مجامعة المرأة خلال فترة الحيض.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الزنا للضرورة

3- الجماع في نهار رمضان

من الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى هي الجماع في نهار رمضان، حيث يعد من الأمور المحرمة شرعًا، كما أن الجماع يعد من أعظم الأمور ذنبًا وأكثر المفطرات إثمًا، كما أنه من الجدير بالذكر أن الجماع هو المفطر الوحيد الذي له كفارة ويلزم التوبة وقضاء صيام اليوم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا…” [رواه البخاري].

إن حكم ضرب الزوجة على المؤخرة في حالة الملاطفة جائزًا، فقد أحل الله للرجل أن يتمتع بزوجته كيفما يشاء لكن بشرط ألا يتعدى حدود الله، لذلك لا بد من أن نتمسك بتعاليم ديننا الإسلامي ونتبع كتاب الله وسنة نبيه.