هل يجوز عمل سونار أثناء الدورة الشهرية؟ وما حكم كشف الطبيب الرجل على المرأة المسلمة؟ هذه الأسئلة كثيرًا ما تطرح من قبل المسلمين وتثير الكثير من الجدل بين الناس ما بين مؤيد ومعارض ومتهم غيره بالتزمت والرجعية، إلا أن قول الدين في هذه المسألة محسوم ومجزوم ولا رجعة فيه، وسنتعرف إليه بدقة وتفصيل من خلال موقع القمة.

هل يجوز عمل سونار أثناء الدورة الشهرية

الإجابة عن سؤال هل يجوز عمل سونار أثناء الدورة الشهرية هي نعم يجوز، حيث يمكن للمرأة أن تخضع للفحص بالسونار على البطن أثناء فترة الدورة الشهرية بهدف متابعة حالات صحية نسائية معينة وأشهرها تكيس المبايض.[1]

حيث يتوجب على المرأة التي تعاني من تكيس المبايض وتتلقى علاجًا له أن تتابع كل شهر، وأن تقوم بعمل فحص باستخدام السونار على البطن بغرض معرفة هل تقلص حجمه أو لا زال ثابتًا أم نزل مع دماء الحيض.

حكم فحص الطبيب للمرأة المسلمة

حكم فحص الطبيب للمرأة المسلمة

من الأمور الشائكة التي تثار في العديد من المجتمعات الإسلامية هي كشف الطبيب الرجل على المرأة، ونقصد بذلك الكشف الذي يقتضي أن تعري المرأة أجزاءً من جسدها أو أن يفحص الطبيب جهازها التناسلي.

حكم ذلك في الإسلام به تحريم مشروط، فهو في المطلق حرام أن تكشف المرأة أي جزء من جسدها على رجل غير زوجها، ولكن يباح ذلك ولا وزر فيه إذا لم تكن هناك طبيبة أنثى وأسفرت محاولتهم في البحث عن طبيبة جيدة بالفشل.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَوْ أنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَيْكَ بغيرِ إذْنٍ، فَخَذَفْتَهُ بحَصاةٍ، فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ ما كانَ عَلَيْكَ مِن جُناحٍ” [حدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم].

إذا قضت الضرورة بأن يفحص المرأة أجنبي يجب أن يكون معها أحد محارمها لكيلا يختلي بها، ويمكن أن يكون مع الطبيب ممرضة أو طبيبة أخرى مساعدة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم تمامًا أن يختلي الرجل بالمرأة، لأن الشيطان يكون حاضرًا بينهم ويتحين الفرصة لكي يأمر النفس بالسوء.

“عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يخلوَنَّ بامرأةٍ ليسَ معها ذو مَحرَمٍ منها ، فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ” [حدثه الألباني، المصدر: غاية المرام].

اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي

آراء العلماء في كشف الطبيب على النساء

لقد تعدت آراء وأحكام علماء وأئمة الإسلام فيما يتعلق بجواز كشف الطبيب الرجل على المرأة المسلمة، وفيما يلي نتعرف إلى هذه الآراء:

قال ابن مفلح: “وللطبيب النظر إلى ما تدعو الحاجة إلى نظره ولمسه حتى داخل الفرج” [المبدع في شرح المقنع].

قال العز بن عبد السلام: “ستر العورات والسوءات واجب وهو من أفضل المروءات وأجمل العادات، ولا سيما في النساء الأجنبيات، لكنه يجوز للضرورات والحاجات. أما الحاجات فكنظر كل واحد من الزوجين إلى صاحبه، وكذلك نظر المالك إلى أمته التي تحل له ونظرها إليه، وكذلك نظر الشهود لتحمل الشهادات، ونظر الأطباء لحاجة المداواة” [قواعد الأحكام في مصالح الأنام].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الكسوف في البيت

من خلال معرفة هل يجوز عمل سونار أثناء الدورة الشهرية أم لا، يجب أن تحرص المرأة المسلمة على أن يكون كشفها دومًا عند طبيبة وليس طبيبًا، وألا تستسهل الأمور وتذهب مباشرة إلى طبيب رجل لأن ذلك يحملها وزرًا كبيرًا عند الله.