هل يجوز خلع النقاب في العمل؟ وما هو حكم ارتداء النقاب في الإحرام؟ تتعدد وتكثر الأسئلة المطروحة من قبل النساء حول أحكام ارتداء وخلع النقاب ومن بين الأسئلة كثيرة الطرح هي جواز خلعه لضيقه وصعوبة تحمله في العمل من عدم جوازه، وسوف نتطرق من خلال موقع القمة إلى الإجابة عن هذا السؤال بالتفصيل، مدعمين الأجوبة بأدلة قاطعة من القرآن والسنة.

هل يجوز خلع النقاب في العمل

هل يجوز خلع النقاب في العمل

الإجابة عن سؤال هل يجوز خلع النقاب في العمل هي قطعًا لا، فلا يحل للمرأة المسلمة التي قررت أن تنتقب أن تخلع النقاب أثناء تواجدها في العمل لأن بيئة العمل تحتم الاختلاط ويتوجد بها العديد من الرجال حتى وإن كان رجلًا واحدًا فقط فلا يجوز، ويحل لها فقط خلعه داخل العمل إذا كان كل فريق العمل من النساء فقط ولا يطلع على كاميرات المراقبة أي رجل فيما عدا ذلك لا يجوز.[1]

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [سورة الأحزاب، الآية رقم 59].

هذه الآية الكريمة دحرًا للباطل الذي يدعيه البعض على الإسلام والتحريف الذي يقوم به البعض الآخر، ففئة من الناس تدعي أن هذه الآية لم تشمل فقط إلا نساء وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنها تشمل كل امرأة مسلمة ويجب أن نمتثل لما ورد فيها.

النقاب لم يرد في السنة ولم يستحب في الدين إلا لأن فيه الستر والحماية للمرأة المسلمة، بإخفاء زينتها وجمالها عن أعين الرجال فتتراجع نسبة الخطيئة والزلات في المجتمع الإسلامي، وطالما قررت المسلمة ارتداء النقاب يجب أن تحافظ عليه وألا تنتهك حرمته كأن تخلعه بذريعة العمل أو الخروج في رحلة عائلية لأن هذه السنة غير قابلة للتجزئة أو المماطلة.

اقرأ أيضًا: حكم خلع النقاب في المصيف

النقاب في الإسلام

إن النقاب قد ورد ذكره في القرآن الكريم ذكرًا صريحًا وجاء بمعنى أن يكون حجابًا عندما يريد أحد الرجال أن يطلب شيئًا من أهل البيت، فمخاطبة النساء يجب أن تكون من وراء حجاب بحيث تستتر المرأة عن عينه وتكون في حماية من الفتنة.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا) [سورة الأحزاب، الآية رقم 53].

هذه الآية الكريمة فيها نصًا واضحًا عن ضرورة احترام ومراعاة حرمة النساء في بيوتهن سواءً كُنَّ متزوجات أم لا، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمح بأن يخاطب أهل بيته من النساء إلا من وراء حجاب، ومن كان يفعل ذلك كان يؤذي النبي لذا نهى عنه تمامًا ولم يرضه لنساء المسلمين كما لم يرضه يومًا لأهل بيته.

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة النور، الآية رقم 30].

أوضحت هذه الآية الكريمة الأشخاص الذين يحل للمرأة أن تخلع تقابها أمامهم وأن تبدي زينتها أمامهم لأنهم من محارمهم، كما أوضحت الأشخاص الذين لا يجوز للمرأة إبداء زينتها أمامهم وأوضحت كذلك كيفية الحجاب والاستتار الصحيحة للمرأة المسلمة.

اقرأ أيضًا: هل العفش من حق الزوجة بعد الخلع

النقاب في الإحرام

كما يتساءل البعض هل يجوز خلع النقاب في العمل يتساءل البعض الآخر هل يجوز خلعه أثناء الإحرام أم لا والإجابة هي نعم يجوز خلعه، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بألا تنتقب المرأة المحرمة في الحج أو في العمرة، والدليل على ذلك ما ورد بالحديث التالي:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] ولَا ورْسٌ. وكانَ يقولُ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ

[حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

روت السيدة عائشة أنها كانت تخلع النقاب في وقت الإحرام سواءً في الحج أو العمرة، ولكن كلما رأت أحد من الرجال المتطوفين يقترب منها ويراها ترفعه على وجهها مرة أخرى لأنها اعتادت ذلك، فنهاها النبي عن ذلك لأن النقاب ليس له داعٍ في وقت الإحرام وبالرغم من ذلك لا يعد حرامًا، ولكن النقاب المنهي عنه تمامًا هو النقاب المخيط على قدر الوجه فقط.

من خلال معرفة هل يجوز خلع النقاب في العمل أم لا يجدر بنا الإشارة إلى أن المرأة المسلمة طالما اتخذت قرار ارتداء النقاب عليها أن تحترم هذا القرار وألا تضيع ثوابها بارتكاب أمور تخل بطبيعة ارتداء النقاب.