هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية؟ وما هي الشروط الأساسية للباس المرأة في الإسلام؟ إن النظرة الشرعية التي تحدث بين الرجل والمرأة قبل الزواج ما هي إلا أحد الطرق التي شرعها الله في الإسلام لكي يتعرف الطرفان على بعضهما قبل إتمام العقد، ولكن هناك العديد من الضوابط التي تتحكم في النظرة الشرعية ومنها لباس المرأة الذي سنتعرف على ضوابطه من خلال موقع القمة.

هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية

الزواج في الإسلام قائم على المودة والرحمة بين الزوجين، فلا يجوز غصب الفتاة على رجل لا تعرفه أو لا تشعر بالألفة والحب والمودة من ناحيته، لذلك حين شرع الله الزواج للمسلمين والمسلمات شرع لهم النظرة الشرعية التي تحقق هذا الأمر، ففي حالة القبول يكون العقد هو سيد الموقف، وفي حالة الرفض لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.[1]

تجدر الإشارة إلى أن النظرة الشرعية للمرأة لها العديد من الضوابط التي تحكمها، ومنها اللباس الذي ترتديه أمام الرجل، ففي هذه اللحظة ما زال الخاطب غريب عنها ولا يجوز لها أن تكشف عورتها أمامه، لذلك لا يجوز كشف الساقين ولبس القصير أمام الرجل في النظرة الشرعية الأول بينهم.

يعد قرآننا الكريم هو الدستور الذي نسير على نهجه في حياتنا والذي ننظم به أمور العيش، حيث قال الله تعالى:

}وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{[النور: الآية 31].

جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا”[صحيح مسلم].

ويأتي تفسير الحديث الشريف أن المرأة الكاسية العارية هي التي تلبس الملابس الضيقة والملابس القصيرة التي تظهر الجسم ومنها الساقين، فهي من العورات التي يجب ألا تظهر إلا للمحارم التابعين لها.

شروط اللباس الشرعي في الإسلام وفي النظرة الشرعية

شروط اللباس الشرعي في الإسلام وفي النظرة الشرعية

في الفقرة السابقة كان الحديث عن هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية، حيث يكون حديثنا في هذه الفقرة عن بعض الضوابط والمواصفات الخاصة بلباس المرأة بصورة عامة في الإسلام وبصورة خاصة في أثناء النظرة الشرعية بينها وبين الرجل، وتتمثل في الآتي:

  • يشترط أن يكون اللباس الذي ترتديه ساتر لجميع أجزاء الجسم.
  • لا بد أن يكون فضفاضًا غير ضيق على الجسد ولا يبرز المفاتن أو أماكن العورة عن المرأة.
  • يجب أن يكون ذو قماش ثقيل لا يشف عما تحته من عورات البدن أو مفاتن.
  • لا بد ألا يكون مزينًا يستدعي أنظار الرجل.
  • يجب ألا يكون مثل لباس الكافرات.
  • ألا يكون مطيبا ذا رائحة عطرة فواحة تجذب أنفاس الرجل.
  • يشترط ألا يشبه ملابس الرجال مثل البنطال.
  • يجب ألا يكون لباس شهرة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز شرعًا الرضاعة أثناء الحمل

شروط جواز النظرة الشرعية

عند الإشارة إلى هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية، تجدر الإشارة إلى أن النظرة الشرعية لها بعض الشروط التي تصح جوازها بين الرجل والمرأة في المرة الأولى وقبل الزواج، والتي تتضح في النقاط التالية:

  • لا بد أن تكون النظرة بموافقة الفتاة وولي أمرها على الشاب.
  • يشترط أن تكون النظرة الشرعية بعد عقد نية الزواج من هذه الفتاة.
  • تجوز النظرة قبل الخطبة وهذا وفقًا لقول الشافعية والحنابلة.
  • لا بد ألا تكرر النظرة الشرعية إلا عند الحاجة فقط من قبل الطرفين.
  • يجب ألا يرى الشاب سوى الوجه والكفين فقط ولا حرج في رؤية الشعر وفق حكم العلماء.
  • يشترط أن يحافظ الشاب على نفسه من الشهوة وهذا ما أكده جمهورالحنابلة.
  • يجب ألا يوجد مع النظرة الشرعية أي لذة محرمة وهذا ما أكده جمهور المالكية من قبل الطرفين.
  • يشترط عدم وجود خلوة من الشاب مع الفتاة ويجب أن تكون المجالسة مع الأبوين أو الأخ أو الأخت وهذا ما اجتمع عليه جميع الفقهاء.
  • تحريم الخلوة بالفتاة وهنا القصد الخروج معها لأنها ما تزل أجنبية، فيمنع الخروج معها للتنزه.
  • تحريم مصافحة بين الرجل والفتاة أو لمسها، قبل أن يتم عقد القران.
  • يشترط أن يقوم الخاطب بستر ما رآه من الفتاة إذا لم يرغب بالزواج منها بعد إتمام النظرة الشرعية.
  • لا تجوز كثرة الضحك والممازحة والملاطفة.
  • يجوز للخاطب أن يتكلم مع المخطوبة بالأمور التي يرغبها بزوجته كما يجوز له النظر إليها كما ينظر أي رجل إلى محارمه من الإناث.
  • لا بد أن ترتدي الفتاة ملابس محتشمة وساترة لعورتها بحيث لا تصف جسدها أو تظهر ما تحته.

اقرأ أيضًا: هل يجوز خلع النقاب في العمل

حكم إخفاء العيوب في النظرة الشرعية

في نهاية الحديث عن هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية، لا بد من التنويه إلى أمر مهم وهو ما الحكم من أن يتم إخفاء العيوب التي توجد في المرأة أو الرجل، حيث إخفاء العيوب لا يجب أن يتم في حالة إذا ثبت الآتي:

  • إذا كانت هذه العيوب ستؤثر على العلاقة الزوجية والأولاد بحيث يمنعها من القيام بالواجبات المطلوبة منها في حق زوجها وأولادها.
  • إذا كان ما يتم إخفاؤه هو العيب أو المرض للمفاسد ويمنع من الاستقرار والمودة بينهما، فإخفاء العيب يعتبر غشًا للخاطب وقد نهى رسول الله عن الغش في هذه الأمور.

تجدر الإشارة إلى أن العيب أو المرض الذي ستخفيه الفتاة عن الرجل مؤقت ويمكن شفاؤه مع الوقت أو لا يؤثر على علاقتهما فلا داعٍ من إخبار الخاطب بهذا العيب أو المرض.

أما على الجانب الآخر في حالة إذا كان العيب أو المرض الذي ستخفيه الفتاة عن الرجل في النظرة الشرعية سيكون عامل منفرًا للزوج كتشوه، فعليها إخباره ولا يجوز كتمان مرضها.

النظرة الشرعية التي شرعها الله بين الرجل والمرأة قبل الزواج من الأمور التي لها العديد من الشروط التي يجب أن تلتزم بها المرأة في هيئتها وشكلها ولباسها أمام الرجل فهي ما زالت غريبة وأجنبية عنه.