هل يجوز قراءة خواتيم سورة البقرة في الصلاة؟ وما تفسير هذه الآيات؟ إن القرآن نزل رحمة للعالمين وجعل فيه شفاء لما في الصدور، إذ يعطي الإنسان شعورًا بالاطمئنان والسكينة ولكن الله خص بعض السور والآيات بفضل عظيم لسبب يتعلق بالظروف التي نزلت بها، ومن خلال موقع القمة نعرض أهم النقاط التي تتعلق بهاتين الآيتين.

هل يجوز قراءة خواتيم سورة البقرة في الصلاة

ذهب الشيخ البيهقي إلى قول “قراءة القرآن في الصلاة، أفضل من قراءته في غير الصلاة” واتفق معه شيخ الإسلام ابن تيمية، لذا فإنه من الممكن ترديد أي سورة مما تحفظ بأي قدر في الصلاة بعد قراءة فاتحة الكتاب، لأنها مهمة جدًا كما ورد في الحديث القدسي:

قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ، فإذا قالَ: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمين} قالَ اللهُ: حمِدني عبدي، وإذا قالَ: {الرحمنُ الرحيمُ} قالَ اللهُ: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قالَ: {مالكِ يومِ الدينِ} قال اللهُ عز وجل: مجّدني عبدي” [مجموع الفتاوى – الراوي: أبو هريرة].[1]

 إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن ليكون مرشدًا للعباد على الأرض ولتيسير شؤونهم الدنيوية والدينية، وأمرنا سبحانه وتعالى بأن نقوم بقراءة القرآن بشكل مستمر، إذ ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ” يُقالُ لِصاحبِ القرآنِ: اقرَأْ، وارْقَ، ورتِّلْ، كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ مَنزِلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ تقرَؤها ” [إسناده صحيح].

اقرأ أيضًا: هل يجوز شرعًا الرضاعة أثناء الحمل

التنكيس في القرآن الكريم

التنكيس في القرآن الكريم

في إطار الحديث عن هل عدم الترتيب عند قراءة القرآن يبطل الصلاة؟ نوضح أمر ضروري يغيب عن ذهن الكثيرين، وهو التنكيس في القرآن الكريم بمعنى أن يقرأ المرء المسلم الآيات المتأخرة قبل المتقدمة.[2]

فالقرآن يُقرأ بالتسلسل من الأول للآخر ومن أول السورة إلى آخرها وهذا أمر غير جائز فلا يصح تنكيس القرآن، أما بخصوص السور فإنه لا بأس ولكن ليس من المستحب قراءة آل عمران قبل البقرة والنساء قبل آل عمران، إذ الأصح تركه مرتب كما فعل الصحابة.

بناءً على ذلك فإن سؤال هل يجوز قراءة خواتيم سورة البقرة في الصلاة فإن كان المرء سيقرأ هذه الآيات، فلا يصح له أن يقرأ بعدها الآيات التي تسبقها وإن خالف ذلك فلا حرج عليه وصلاته صحيحة.

على أن ابن قدامة قال من المستحب أن تكون الركعة الثانية بسورة بعد السورة التي قرأها المسلم في الركعة الأولى في النظم، وقال العلامة ابن قاسم أنه بخصوص السور فقال يُكره أن يقرأ المرء سورة الشرح، ثم بعدها الضحى في ركعة أو ركعتين لما روي عن ابن مسعود أن من يقرأ القرآن منكسًا منكوس القلب.

فضل خواتيم سورة البقرة

إن من يسأل هل يجوز قراءة خواتيم سورة البقرة في الصلاة؟ لا بد أن يدرك الفضل العظيم لهذه الآيات، والتي تمنح الإنسان شعور بالراحة والسكينة مثل سائر آيات القرآن، مع زيادة أن النبي عليه الصلاة والسلام وصانا أن نكثر من ترديد تلك الآيات لما لها من فضل نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:

  • ورد في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم أن قراءة هاتين الآيتين يحفظان المرء من أي مكروه وبهم فضل كبير إذ قال: “مَن قرَأ الآيتينِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتَاه” [صحيح البخاري – الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو].[3]
  • بين الرسول صلى الله عليه وسلم على شأن هاتين الآيتين وفضل ثوابهم في قوله تعالى: ” اقرؤوا هاتينِ الآيتينِ اللَّتينِ في آخرِ سورةِ البقرةِ فإنَّ ربِّي أعطانيهما من تحتِ العرشِ” [صحيح الجامع – الراوي: عقبة بن عامر].

اقرأ أيضًا: هل يجوز خلع النقاب في العمل

فضل سورة البقرة

في إطار الحديث عن هل يجوز قراءة خواتيم سورة البقرة في الصلاة؟ من الضروري أن نذكر فضائل هذه السورة المباركة، والتي تحتوي على عدد من الأحكام الشرعية الخاصة بالزواج والمواريث.

إلى جانب قصص الأنبياء التي نحصل منها على الحكمة، وفيما يلي نعرض كافة الفضائل التي وصلتنا من السنة النبوية والسلف الصالح:

  • إن القرآن بحد ذاته هدى وشفاء للعالمين إذ قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [سورة الإسراء: 82].
  • يؤكد السلف الصالح أن البقرة بركة وتحقق مسألة كل سائل فقد ورد عن أبي ذر أن أنه قال “بلغني أنه ليس من عبد يقرأ البقرة وآل عمران في ركعة قبل أن يسجد ثم يسأل الله شيئا إلا أعطاه“.
  • صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يؤكد أن البقرة لها فضل في التخلص من الشياطين والأسحار إذ قال عليه الصلاة والسلام: ” لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ” [صحيح مسلم – الراوي: أبو هريرة].
  • أمر محمد نبينا الكريم أن نقرأ البقرة وآل عمران لأنهم يحميان الإنسان من أهوال يوم القيامة فقال: “اقْرَؤُوا القُرآنَ؛ فإنَّه يأتي شافِعًا لأصحابِه، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البَقَرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يأتيانِ يَومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامَتانِ أو غَيايَتانِ أو فِرقانِ من طَيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما…” [صحيح مسلم – الراوي: أبو أمامة الباهلي].
  • غني عن البيان أن القرآن كله عظيم وشريف “إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ” [صحيح ابن حبان – الراوي: سهل بن سعد].
  • أكد الرسول صلى الله وسلم على أن آية الكرسي في البقرة إذ إنها تعد سبيل لدخول الجنة فقال عليه الصلاة والسلام: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ” [بلوغ المرام – الراوي: أبو أمامة الباهلي].

تلاوة القرآن بوجه عام تساعد الإنسان على أن يشعر بشكل أفضل، كما أنه يقربه من الله أكثر، إذ إن الله يعطي العباد الأوابين جبال من الحسنات مع كل آية يقومون بترتيلها.