هل يجوز الاحتفال بعيد الأم؟ وما حكم تقديم الهدايا للأمهات في هذا العيد؟ يعتبر عيد الأم من المناسبات التي تحتفل بها كل دول العالم تقريبًا، ولكن انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض في هذا الأمر، لذا سنحسم هذه المسألة ونوضح الأمر اليقين كما ورد في الدين الإسلامي من خلال موقع القمة.

هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

إن الاحتفال بعيد الأم من الاحتفالات الشائعة حول العالم، ولكن عند البحث في رأي الدين بهذا الاحتفال نجد أنه لا يوجد أي دليل على جواز ذلك اليوم للاحتفال، حيث إن أعياد المسلمين معروفة ولا يتم الاعتراف بأي عيد آخر دونها.[1]

الجدير بالذكر أن الدين عظم قدر الأم وأمر بعدم التهاون في حقوقها وجعل الجنة تحت أقدامها، وربط صلاح الإنسان بإحسانه لأمه وطاعتها إلا في حدود الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي؟

هل عيد الأم بدعة

في إطار الحديث حول مسألة جواز الاحتفال بعيد الأم من تحريمه يجب أن نوضح حقيقة أن عيد الأم والاحتفال به بالفعل بدعة، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ أتتْكم الساعةُ بغتةً، بُعِثتُ أنا والساعةُ هكذا، صبحَتْكم الساعةُ ومستْكم، أنا أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه، من ترك مالًا فلأهلِه، ومن ترك دَيْنا أو ضَياعًا فإليَّ وعليَّ، وأنا وليُّ المؤمنين” [حدثه الألباني، المصدر: صحيح الجامع].

لقد شرع الله للمسلمين عيدين فقط وهما عيد الفطر وعيد الأضحى بحيث يستوي فيهما جميع المسلمين قاطبة، وما عدا ذلك فهو حرام كالاحتفال بالمولد النبوي وعيد عاشوراء وعيد الحب وغيره من المسميات، وفي التمسك بمثل هذه الأمور يعتبر ضربًا من ضروب الارتداد إلى الجاهلية الأولى وإنكار لتعاليم الإسلام.

“عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ” [حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

اقرأ أيضًا: الاحتفال بذكرى تكريم الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الإنساني

حكم مراضاة الأم في عيدها

عرفنا أن الاحتفال بعيد الأم غير جائز شرعًا ولكن بعض الأمهات يصيبهن الحزن قليلًا إذا لم يهاديهن أولادهن أو أن يعايدنهن في هذا اليوم، وهنا لإرضاء الأم الذي في رضاها مراضاة لله تعالى يمكن قول بعض الكلمات الرقيقة كالشكر على كل ما تقدمه لنا الأم.

(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [سورة لقمان، الآية رقم 14].

توجيه الكلام الرقيق العذب للوالدين وخاصةً الأم يعد شكلًا من أشكال البر وإرضاء الله فيهما، ولقد أكد الله على ذلك في هذه الآية الكريمة:

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [سورة الإسراء، الآية رقم 23].

أما إذا أردنا أن نمتثل لأوامر الشرع أكثر فلا يجب على المسلم أو المسلمة انتظار حيان موعد عيد الأم لتقديم هدية لها أو شكرها أو عمل أي لفتة جميلة من أجلها، بل يجب أن يكون ذلك خلال أي وقت من العام، فلربما لم يمهلنا القدر حتى عيد الأم التالي أو لم يمهل أمهاتنا فنندم على التقصير، فبر الأم وودها ومراضاتها واجب طوال الوقت وليس مقتصرًا على يوم معين.

من خلال الإجابة عن سؤال هل يجوز الاحتفال بعيد الأم يمكننا القول بأنه يجب مراعاة كل ما ورد في الشريعة الإسلامية، فالحرام وغير الجائز سيبقى هكذا حتى وإن باتت كل الدنيا تقوم به، فكلهم آتيه في النهاية يوم العرض عليه فردا