هل يجوز صلاة العيد منفردا؟ وإن كان يجوز هل ينال المُصلي وقتها نفس الأجر أم يقل؟ تعد تلك الاستفسارات من أهم ما يدور في أذهان العديد من المسلمين الذين قد تفوتهم صلاة العيد في جماعة، وعليه سنسلط الضوء على إجابة تلك الأسئلة وذلك من خلال موقع القمة.

هل يجوز صلاة العيد منفردا

هل يجوز صلاة العيد منفردا

إن فقه الصلاة من الأبواب الواسعة التي بمجرد الولوج فيها نستدل على الكثير من الأحكام المتعلقة بكل صلاة، ونخص بالذكر في هذا الصدد معرفة الحكم الشرعي لصلاة العيد منفردًا.[1]

حيث إن المذاهب الأربعة اختلفت في رأيها عن هل يجوز صلاة العيد منفردا، وذلك على النحو التالي:

1– مذاهب الجمهور

كان رأي الجمهور من المالكية، والشافعية والحنابلة في حكم الشرع في صلاة العيد منفردًا، أنه يجوز وفي البيت أيضًا، وذلك نستدل عليه من خلال الآراء التالية:

  • “يستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها، وهل في جماعة، أو أفذاذا؟ قولان الخرشي المالكي.
  • “ويصلي العيدين المنفرد في بيته والمسافر والعبد والمرأة” المزني عن الشافعي.
  • “وإن فاتته الصلاة (يعني: صلاة العيد) استحب له أن يقضيها على صفتها (أي كما يصليها الإمام)” بن قدامة الحنبلي.

فيتبين لما من الآراء السابقة أن تلك المذاهب قد اتفقت على أن صلاة العيد يمكن أن يُصليها المسلم مُنفردًا أي في غير جماعة، ولا شيء عليه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام رمضان بدون صلاة؟

2– المذهب الحنفي

نستكمل معرفة هل يجوز صلاة العيد منفردا أم لا، وذلك طبقًا لما ورد عن المذهب الحنفي، حيث قال الشيخ بن عابدين الحنفي “ولا يصليها وحده إن فاتت مع الإمام”.

حيث تبين لنا من هذا القول إن المذهب الحنفي يرى أنه في حال لم يستطع المُصلي أن يلحق بصلاة الجماعة، لم يجز له وقتها أن يصليها منفردًا.

حكم صلاة العيد في الإسلام

كان ولا بد أن يتْبع استفسار هل يجوز صلاة العيد منفردا، بسؤالٌ آخر في غاية الأهمية ألا وهو حكم صلاة العيد سواءً كان الفطر أو الأضحى.

يأتي ذلك في إطار ضرورة لفت الانتباه إلى أن معرفة الحُكم توضح الكثير من الأمور التي قد لا يستوعبها المرء، وفيما يلي آراء المذاهب الأربعة في ذلك الصدد:

  • المذهب الحنبلي: يرى أن صلاة العيد هي فرض كفاية، أي أنه بمجرد تأديتها من قِبل مجموعة من المسلمين نالوا الأجر ولم يأثم من لم يُصلها، أما في حال عدم صلاتها مُطلقًا حينها يقع الإثم على الجميع.
  • مذهبي الشافعية والمالكية: ذهبوا إلى اعتبار صلاة العيد سُنة مؤكدة، أي أن في فعلها خير، وفي تركها خسارة ثواب وأجر إضافيين، لكن لا يقع الإثم على تاركها.
  • المذهب الحنفي: يرون أنها سنة واجبة على كل مسلم.

كيفية أداء صلاة العيد

بعد الإلمام بالتفاصيل المهمة والأحكام الشرعية بخصوص هل يجوز صلاة العيد منفردا، نتطرق فيما يلي إلى معرفة الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة، وذلك في حال اتبع المُصلي المذاهب التي تجيز ذلك.

حيث إنه في بداية الأمر إذا قام المُسلم لصلاة العيد منفردًا، لم تكن عليه خطبة بطبيعة الحال، وأما الصلاة فهي ركعتان فقط، يكونان على النحو التالي:

  • الركعة الأولى، تكبيرة إحرام ثم الفاتحة وسورة قصيرة، يليها 7 تكبيرات.
  • الركعة الثانية، تكبيرة قيام ثم الفاتحة والفاتحة، يليها 5 تكبيرات فقط.

اقرأ أيضًا: كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

صلاة العيد في عهد الرسول

من الجدير بالذكر في صدد الحديث عن حكم صلاة العيد منفردًا، أن نقتفي آثار الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أحوال صلاة العيد في عهده، وذلك على النحو التالي:

“عن عبد الله بن عباس قال: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ يَومَ أَضْحَى، أَوْ فِطْرٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمعهُ بلَالٌ، فأمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، وَتُلْقِي سِخَابَهَا.” [صحيح مسلم].

حيث نستدل من ذلك الحديث أن سُنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، هي أن تؤدَّى ركعتي صلاة العيد وحدهما بل نوافل لا قبل أو بعد.

كما يرشدنا الحديث الشريف إلى مدى أهمية صلاة العيد للنساء، وأنه لا يجب حرمانهن منها، حيث كان يدعوهن إليها رسول الله، ولكن بشرط أن يكنّ في معزلٍ عن الرجال غير مُكتشفات عليهم.

“عن عبد الله بن عباس قال: شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ” [صحيح البخاري].

يعد ذلك الحديث النبوي الشريف من أعظم الدلائل الإرشادية لكيفية صلاة العيد، إذ أنه ما كان مشهودًا من قِبل النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قام به الصحابة من بعده، هو أن تكون خطبة العيد بعد الصلاة وليست بعدها.

من الجدير بالذكر في هذا الصدد، وفي سياق الحديث عن صلاة العيد منفردًا، فقد ذهب أهل العلم إلى أنه في تلك الحالة لا تكون للمُصلي أي خطبة سواءً قبل أو بعد الركعتين، لأن الخطبة تكون موجهة للجماعة.

إن صلاة العيدين الفطر والأضحى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وفيها من الأجر والبركة ما لا يتخيله عقل، لذلك قد أجازت بعض المذاهب لمن فاتته مع الجماعة أن يصليها منفردًا.