هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع؟ وهل للمرأة عدة بعد الخلع؟ كل هذه الأسئلة تتصدر محركات البحث بشدة، ففي كثير من الأحيان يمكن أن يحدث الصلح بين الزوجين بعد قضية الخلع، ويتم الاتفاق على الرجوع ولكن في هذا المقال نوضح الشروط التي وضعها الإسلام للرجوع بعد الخلع من خلال موقع القمة.

هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع

هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع؟ من أجل الإجابة على ذلك السؤال المهم وجب التنويه أن الإسلام وضع بعض الأحكام التي تعمل على ضبط وتقنين العلاقات بين البشر وبالأخص علاقة الزواج.[1]

حيث إنها يترتب عليها شكل المجتمع ككل بعد ذلك لأن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، الخلع ليس حرامًا في الإسلام، بل هو من الأحكام التي أقر علماء الإسلام بصحتها.

بالتالي نعم يجوز للزوجة الرجوع إلى الزوج بعد الخلع بعد انقضاء عدتها كما شرع الله تعالى في أحكام الطلاق.

حكم الخلع في الإسلام

حكم الخلع في الإسلام

يرجع الحكم بمشروعية الخلع في الإسلام إلى حديث شريف روى عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم” امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: “يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً [المصدر صحيح البخاري].

كما ورد في القرآن الكريم {لطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. [سورة البقرة آية 229]

كما صرح الشيخ أمجد وسام أن الحكم يعامل معاملة البينونة الصغرى، لذلك يحل للزوجين الرجوع بعده، إذا اتفقا على الرجوع، ولكن إذا كانت الزوجة قد طلقت مرتين من قبل، هناك لا يجوز الرجوع لأن الخلع يعامل معاملة البينونة الكبرى.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة

شروط رجوع الزوجين بعد الخلع

هنا بعض الشروط التي يفرضها الإسلام على الزوجين في حالة العودة بعد الخلع، والخلع هنا يعامل معاملة البينونة الصغرى، والشروط الآتي:

  • يلزم عودة الزوجين إلى بعضهما بعد كتابة عقد زواج جديد.
  • يلتزم الزوج بدفع مهر جديد للزوجة.
  • وجود شهود على هذا العقد.
  • أن يقوم الزوج بإرضاء الزوجة وولي أمرها.
  • إذا كان الخلع في حالة البينونة الكبرى، فإنه يعامل معاملتها بنفس أحكام البينونة الكبرى.
  • في حالة البينونة الكبرى يلزم العودة أن تتزوج الزوجة من رجل آخر، ولا يتم العودة سواء بعد انتهاء الزواج وقضاء مدة العدة، أو في حالة وفاة الزوج الآخر.

هل للمرأة المختلعة عدة؟

نعم، المرأة المختلعة لها عدة، هذا ما اتفق عليه علماء المسلمين، ولكن ما اختلفوا فيه هو مدة العدة، فكثير منهم قالوا إن يمر على المرأة 3 فترات من الحيض، وآخرين قالوا إن يمر فترة حيض واحدة، وهذا القول الأرجح لإن ثابت ابن قيس أخذ بحكم الحيضة الواحدة.

هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع أكثر من مرة؟

يقول جمهور علماء المسلمين أن الخلع ليس محدد كالطلاق، الطلاق ثلاث مرات فقط، ولكن الخلع لم يحدد لها عدد معين في الشريعة الإسلامية، ولأن الخلع يعتبر إنهاء للعقد وكتابة عقد جديد بشروط جديدة عند العودة، والعودة لها شروط محددة في الشرائع أيضًا.

ماذا لو المرأة تزوجت غيره وتريد الرجوع إليه بعد الخلع؟

هناك خلاف وتباين في هذا الأمر، لأن العودة بعد الخلع لم تذكر في القرآن أو السنة، ولكن قالوا إذا عادت بعد الخلع بدون زواج فيحسب الخلع من ضمن عدد الطلقات، ولكن إذا تزوجت من غيره تعود له بثلاث طلقات لأن الزوج يمحو ما قبله.

ما هي حقوق الزوجة عند الخلع؟

في حالة الخلع لا يكون للزوجة أي حقوق مباشرة، ولكن يوجد بعض الحقوق التي تأخذها نيابة عن الأطفال، وذلك لأنها هي التي رغبت في الانفصال وليس الزوج، وهنا ينفق الزوج على أطفاله ليأمن لهم حياة كريمة مع أمهم، والحقوق هي:

  • الحضانة: إذا كان الأطفال أقل من 18 عام الحضانة والرعاية تعود للأم، ولكن إذا كانوا أكبر من ذلك فهم لهم حرية الاختيار في العيش مع أحدهما.
  • النفقة: ينفق الزوج على الأطفال الذين هم أقل من 18 عام، وإذا لم ينفق الزوج على أطفاله تستطيع الزوجة رفع قضية أخرى لإلزامه بالإنفاق، في حالة إتمام الأطفال 18 عام يجب على الأطفال رفع الدعوى بشكل مستقل عن أمهم، يلزمون الأب فيه بالإنفاق عليهم.
  • الحقوق المالية: الزوجة هنا تتنازل عن جميع حقوقها المالية، ولكن الهدايا والشبكة من حقها الاحتفاظ بهم، وفى حالات يمكن للزوجة طلب الخلع بدون دفع العوض أو إرجاع المهر، والحالات هي: الهجر، الضرب، عدم الإنفاق، إساءة المعاملة، وقوع الضرر سواء نفسيًا أو ماديًا.
  • الحقوق قبل الدخول: إذا رفعت الزوجة قضية خلع قبل الدخول بها، فهنا عليها أن ترد الهدايا والشبكة والمهر للزوج، وهناك يتم إنهاء عقد الزواج، وإرجاع كل ذي حقًا حقه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه

أنواع العوض في الخلع

هناك الكثير صور العوض في الإسلام، يجب معرفتها، حيث يتم الاتفاق بين الزوجين على الصورة المناسبة لهم، والصور هي:

  • منفعة نقدية: أي المال أو الفضة أو الذهب.
  • منفعة عينية: أن تحصل الزوجة للزوج سيارة أو مزرعة.
  • إسقاط الحق: أن تعفيه من حق عليه مثل الإنفاق على الأبناء، وتلتزم هي به.

الإسلام ينظم العلاقات بين المسلمين جميعًا، فلا يصبح أي مجتمع صالح إذا أقيمت فيه علاقة أو استكملت بعدم رضا أي طرف من الأطراف، لذلك الخلع قد يكون في أغلب الحالات حل مثالي للحفاظ على المجتمع في ظل اتباع شرع الله عز وجل.