هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية؟ وما هو رأي المذهب الشافعي في ذلك؟ حيث توجد العديد من الاختلافات بشأن هذا الأمر لدى الكثير من علماء الدين فمنهم من رأي بأنه أمر غير جائز، ومنهم من رأى بأنه أمر غير مستحب ومنهم من يرى بأنه جائز مع اختلاف الأدلة بينهما، لذلك يطرح موقع القمة كافة الآراء الخاصة بالعلماء.

هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

للإجابة عن سؤال هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية أم لا، يرجى العلم بأن العديد من العلماء يرون بأن هناك بعض الاختلافات التي تتعلق بحقيقة الحلق قبل الذبح والتي من أهمها ما يلي:

  • في حال كان المضحي على سفر في وقت السماح بالحلق أو قص الأظافر فيجوز حينها الحلق قبل الذبح.[1]
  • كما يجوز أن يحلق المضحي قبل أن يبدأ في الذبح، في حال عدم توافر أي حديث يعمل على إثبات التحريم.
  • بإمكان المضحي أن يحلق في نفس اليوم الذي يقرر الذبح فيه.
  • من غير المستحب فقط أن يحلق المضحي في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، ولكنه ليس أمر محرم.
  • لا يجوز كذلك حلق الشارب على الإطلاق قبل الذبح، حيث إن مثله مثل الشعر.

رأي المالكية في الحلق قبل ذبح الأضحية

رأي المالكية في الحلق قبل ذبح الأضحية

في إطار التعرف على إجابة هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية، وجب التنويه أن علماء المذهب المالكي قد فصلوا الأمر بشأن مسألة حلق المضحي لشعره قبل أن يقوم بذبح الأضحية.[2]

حيث يكمن رأي علماء المالكية في أن الحلق قبل الذبح أمرغير جائز على الإطلاق، وتستند المالكية في رأيها إلى حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن الذبح حين قال “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا” (صحيح مسلم).

كما لا يجوز قص الأظافر أو الحلق مع دخول أول يوم من ذي الحجة في حال كان الرجل يرغب في التضحية، بالإضافة إلى رفض علماء المذهب المالكي بأن يحلق المضحي أو حتى غير المضحي شعره في أيام التحريم.

كما ترى المالكية عدم جواز الحلق قبل إتمام الذبح، في حال وجود عائق من الحلق بالنسبة للرجل قبل بداية ذي الحجة، في حين يرى بعض العلماء بأن الحلق ليس شرطًا مع الذبح، ولكن من أجل أن يمر الأمر دون ذنب، وبإمكان الشخص أن يضحي، وبعد مرور أيام التشريق يمكنه أن يحلق.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للرجل ان يتزوج اخت ارملته

رأي الشافعية في الحلق قبل ذبح الأضحية

في إطار عرض إجابة هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية، يرجى العلم بأن علماء الشافعية قد سلكوا طريقًا مميزًا بشأن رأيهم في الحلق قبل الأضحية مباشرةً حيث يرى علماء المذهب الشافعي بأن الحلق قبل إتمام الذبح هو أمر جائز شرعًا، كما يستند علماء المذهب الشافعي في هذا الرأي إلى قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “…إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ…” (صحيح مسلم).

بالإضافة إلى ضرورة أن يهتم المؤمن بالعيد وبنفسه ويتجهز من أجل إقامة الاحتفالات الخاصة بالعيد وبالذبح، والتي هي حسن المظهر، كما ترى الشافعية أن الحلق قبل الذبح هو أمر مكروه.

لكنه غير محرم، ويستند العلماء في الشافعية إلى حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا” (صحيح مسلم)، مع إمكانية حلق المضحي قبل الذبح أو في نفس الوقت الذي يقرر التضحية فيه ولكنه غير مستحب.

رأي الحنابلة في الحلق قبل ذبح الأضحية

أما بالنسبة إلى الحنابلة فيرون أن مسألة الحلق قبل الذبح تحتوي على العديد من الأقاويل ولكنهم قد قاموا بفصل الجدل من خلال رفض علماء الحنابلة للحلق قبل التضحية بشكل مطلق.

كما يستند علماء الحنابلة في هذا الرأي إلى الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي روته عنه أم سلمة “مَن كان له ذِبْحٌ يذبَحُه فإذا أهَلَّ هلالُ ذي الحجَّةِ فلا يأخُذْ مِن شَعرِه ولا مِن أظفارِه حتَّى يُضَحِّيَ” (صحيح الجامع).

مما يعني أنه لا يجوز أن يحلق المضحي قبل أن يضحي، بالإضافة إلى رؤية العلماء أن الله سبحانه وتعالى يعطي فرصة من أجل مضحي حتى يقوم بحلق وقص الأظافر قبل بداية شهر ذي الحجة، ويجب على المضحي أن يحلق من أجل الاستعداد للذبح بدلاً من فعل أمرًا غير مستحب.

كما يرى علماء الحنابلة أن الحلق المقصود به هو قص الشعر بشكل كامل سواء أكان شعر الرأس أو العانة أو أي نوع من أنواع شعر الجسم، بالإضافة إلى أن الحلق يتضمن كافة أعضاء الجسم، وما يجب على حلق الرأس وجب كذلك على بقية الأعضاء.

رأي دار الإفتاء في حلق المضحي قبل الذبح

بجانب التعرف على إجابة هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية، يرجى العلم بأنه وردت بعض الأقاويل المميزة من قبل دار الإفتاء والتي توضح الفصل القوي في أمر الحلق قبل الذبح، حيث ترى دار الإفتاء المصرية بأنه يجوز للمضحي ألا يقوم بقص أو حلق شعره أو شاربه أو أي نوع من أنواع الشعر في الجسم.

كما تقول دار الإفتاء أن قص الشعر أو تقصيره قبل الذبح هو أمر جائز، ولا يوجد أي مانع منه على الإطلاق، مع عدم جواز حلاقة المرء مع حلول بداية شهر ذي الحجة، ومن غير المستحب أن يحلق المضحي في نفس الوقت الذي يقوم فيه بالذبح، ولا يوجد تحريم في هذا بل عدو الوجود هو الوارد.

بالإضافة إلى أنه من الأفضل أن يلتزم المضحي بالسنن الواردة عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه حيث قال “مَن كان له ذِبْحٌ يذبَحُه فإذا أهَلَّ هلالُ ذي الحجَّةِ فلا يأخُذْ مِن شَعرِه ولا مِن أظفارِه حتَّى يُضَحِّيَ” (صحيح ابن حبان).

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12

هل الحلق قبل الذبح يسقط الثواب؟

مما لا شك فيه أن الحلق قبل الذبح من الأمور غير المستحبة، ولكن المضحي يخاف من سقوط الثواب، لذلك ترى دار الإفتاء المصرية بأن الحلق قبل إتمام الذبح لا يعمل على إسقاط الثواب أو التقليل منه على الإطلاق.

حيث كل ما في الأمر هو فعل أمر غير مستحب، كما يمكن أن يأخذ المضحي من شعره، مع العلم بأن هذا مكروه كراهية تنزيه، ويجب أن يكون المضحي على علم بأن أخذ جزء من الشعر لا يعمل على تقليل الثواب أو الحسنات التي من الممكن أن يحصل عليها المضحي.

من المهم أن يطلع المرء المسلم على كافة آراء العلماء في الدين الإسلامي بشأن كل أمر يخص الدين، ومن أهم هذه الأمور هو جواز الحلق قبل الذبح في عيد الأضحى والدلائل اللازمة من الكتاب والسنة النبوية.