هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي؟ وما هي  كيفية توزيع الأضحية عن الميت؟ حيث إن الأضحية مشروعة في حق الأحياء كما كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهلهم، فللأضحية بعض الشروط المعينة والتي أجمع العلماء عليها لذلك نتعرف على تفاصيلها من خلال موقع القمة.

هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي

صرحت دار الإفتاء المصرية بأن الأضحية عن الميت أمرًا جائزًا في حال أوصى الميت بالتضحية عنه، أو وقف وقفًا لهذا جاز بالاتفاق، وفي حال كانت واجبة بالنذر أو بغيره وجب على الوارث أن ينفذها.[1]

بالإضافة إلى إجابتها عن سؤال هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفى، بأنه في حال لم يوصِ بها وأراد الوارث أو غيره التضحية عنه من مال نفسه فأشار الحنفية والمالكية والحنابلة كذلك إلى جواز التضحية عنه، حيث إن هذا هو المفتى به، كما قالت الشافعية بأن الذبح عن الميت لا يجوز بغير وصية أو وقف.

بالإضافة إلى أن النيابة في ذبح الأضحية تكون صحيحة شرعًا في حال كان النائب مسلمًا أو من أهل الكتاب فقط، كما أضافت الإفتاء إلى أنه يجوز أن ينيب المضحي عن نفسه من خلال شخصًا ما في الذبح، كما يجوز له أن يوكل من يشتري له الأضحية ويذبحها أيضًا، وفقًا لما انتشر حديثًا مما يُدعى صك الأضحية.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة

حكم الأضحية عن الميت

حكم الأضحية عن الميت

في ظل التعرف على إجابة هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي، وجب العلم أن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف صرحت أنّه يجوز شرعاً أن يضحي الابن عن والده المتوفى، حيث يصل ثواب الأضحية إلى والده الميت، وذلك بحسب مذهبي الحنفية والحنابلة.

واستشهدت بما قاله أبو داود صاحب السنن في باب الأضحية عن الميت، حيث ذكر بإسناده عَنْ حَنَشٍ قَالَ: “رَأَيْتُ عَلِيًّا يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ فَأَنَا أُضَحِّي عَنْهُ”، وكان ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

كيفية توزيع الأضحية عن الميت

يتم توزيع الأضحية إلى ثلاثة ثلث له ولأهل بيته، وثلث آخر من أجل الأقارب وثلث للفقراء، مع العلم بأن للتضحية آداب لا بد من مراعاتها والتي من أهمها التسمية والتكبير، بالإضافة إلى الإحسان في الذبح بحد الشفرة، مع إراحة الذبيحة والرفق بها قدر المستطاع، وإضجاعها على جنبها الأيسر وتوجيهها إلى جهة القبلة لمن استطاع، وغير ذلك من الآداب والسنن الأخرى.

بالإضافة إلى ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما في صفة أضحية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال “ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ” (رواه أبو موسى الأصفهاني في الوظائف)، كما يجوز للمضحي المتطوع أن يأكل من أضحيته و أن ينتفع بها لحمًا وأحشاءً وجِلدًا كذلك.

كما يمكنه التصدق بها أو إهداؤها سواء كلها أو بعضها، ولكن لا يجوز إعطاء الجِلد أجرة للجزار، كما لا يجوز بيعه أيضًا ومن الأفضل في الأضحية أن يتم تقسيمها إلى ثلاثة كما ذكرنا سابقًا.

أحكام الأضحية

في ظل التعرف على إجابة هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي، وجب التنويه إلى أن الأضحية هي اسم لما يتم ذبحه بهدف التقرب إلى الله عز وجل في أيام النحر مع بعض الشروط اللازمة، أما التذكية فهي السبب الموصل لحل أكل الحيوان البري اختيارًا، والتي تشتمل على الذبح والنحر كما تتضمن العقر أيضًا، مثل لو شرد ثور أو شرد بعير وتم طعنه برمح أو نحوه مع التسمية ونية الأضحية.

كما قيل كذلك أنها السبيل الشرعي لبقاء طهارة الحيوان وحل أكله في حال كان مأكولًا بالإضافة إلى حل الانتفاع بجلده وشعره في حال كان غير مأكول.

من الجدير بالذكر أن الأضحية هي سنة مؤكدة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويؤجر فاعلها بالثواب ولا يتم معاقبة تاركها، كما أن الأضحية مشروعة في الكتاب والسنة القولية والفعلية، والإجماع أيضًا، حيث قال تعالى في كتابه العزيز {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ” [سورة الكوثر]

أما في السنة النبوية فقد روي في الباب عدة أحاديث فعلية تبين فعله صلى الله عليه وسلم لها، بالإضافة إلى راوية بعض الأحاديث الأخرى القولية عن بيان فضل الأضحية والترغيب فيها والتنفير من تركها كذلك.

أما السنة النبوية الفعلية، فقد ثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يضحي، كما كان يتولى أمر ذبح الأضحية بنفسه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا” (صحيح البخاري)، كما أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية كذلك..

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة خواتيم سورة البقرة في الصلاة

ما هي شروط الأضحية؟

في إطار التعرف على إجابة هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي، وجب العلم بوجود بعض الشروط التي تشترط في الأضحية وهي:

  • أن تكون من بهيمة الأنعام والتي هى الإبل والبقر والجواميس والغنم سواء أكانت ضأنًا أو معزًا، فإن ضحى بغير هذه الأصناف لم يجزه عن الأضحية، ولو ضحى بالطيور فلا يصح.
  • يشترط بلوغها سن التضحية، أو أن تكون بلغت السن المعتبرة شرعًا مثل أن تكون أو فوق ثنية من الإبل أو البقر أو الماعز.
  • المسن من الإبل: هو ما أتم خمس سنين ودخل في السادسة.
  • المسن من البقر: هو ما أتم السنتين ودخل في الثالثة.
  • المسن من المعز:هو ما أتم السنة ودخل في السنة الثانية.
  • يجزئ الجذع من الضأن وهو ما أتم الستة أشهر ودخل في الشهر السابع.

كما يشترط في الأضحية أن تكون خالية من العيوب التى تنقص اللحم منها، وتكون كثيرة والتي من بينها العمياء أو العوراء البين عورها وهى التى ذهب بصر إحدى عينيها، وقال الحنابلة التي انخسفت عينها أى زالت فلو بقيت مع عدم رؤيتها بها أجزأه.

إن الأضحية هي واحدة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، كما أنها وسيلة للتقرب من الله تعالى وفك الكروب، لذلك يتساءل الفرد عن جواز القيام بالتضحية لشخص متوفي أم لا شرعًا من أجل التخفيف عنه وأن يغفر الله له.