هل يجوز الصلاة قبل الإقامة في المسجد؟ ما هي أحكام الإقامة؟ يسأل الكثيرون عما إذا كان جائزًا الصلاة قبل قيامها في المسجد أم لا، ولذلك في هذا المقال سنتعرف على رأي الأئمة في هذه النقطة بالإضافة إلى الأحاديث الشريفة التي ذكرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل للمرأة بعض التشريعات المختلفة في هذه الأمور وكل هذه النقاط نعرضها من خلال موقع القمة.

هل يجوز الصلاة قبل الإقامة في المسجد؟

هناك بعض النقاط التي تسهل علينا إجابة سؤال هل يجوز الصلاة قبل الإقامة في المسجد، وتأتي الإجابات على النحو التالي:

  • يباح أن يصلي المسلم بعد الاستماع إلى الأذان مباشرة، لا يوجد أي شيء يمكن تأخير الصلاة بسببه.[1]
  • الذي يصلي في المسجد هو فقط من يجب عليه انتظار الإقامة.
  • تأخير الصلاة وجعل وقت بين الأذان والإقامة يكون للتسهيل على المسلمين؛ حتى يلتحقوا بالصلاة في المسجد.
  • في المسجد فقط يستحسن أن تنتظر وتصلي ركعتين السنة وتنتظر حتى يكتمل العدد.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الظهر

حكم إقامة الصلاة 

حكم إقامة الصلاة 

اختلف الأئمة في حكم إقامة الصلاة، واتفق الحنفية والمالكية والشافعية على رأي ولكن اختلف معهم تابعو المذهب الحنبلي، نوضح آراءهم كالتي:

1- رأي الحنفية والمالكية والشافعية

يتفق شيوخ المذاهب الثلاثة على أنها سنة مؤكدة وهي أحد شعائر الإسلام ولا يجب تركها؛ واستنتجوا رأيهم هذا من الحديث الشريف:

لَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَدَّ وقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقالَ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وافْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا” رواه أبو هريرة، [المصدر سنن أبي داود].

2- رأي الحنابلة

قال الحنابلة أنها فرض كفاية فإذا قام بها البعض سقط عن الأخر، ولكنها إذا هجرها الجميع أثموا، وذلك استنتج هذا من خلال الحديث الشريف {أَتَى رَجُلَانِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرِيدَانِ السَّفَرَ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا أنْتُما خَرَجْتُمَا، فأذِّنَا، ثُمَّ أقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُما أكْبَرُكُمَا} رواه مالك بن الحويرث [المصدر: صحيح البخاري].

شروط صحة إقامة الصلاة

يوجد العديد من الشروط التي تجعل إقامة الصلاة صحيحة، وهذه الشروط يجب على الأئمة والمؤذنين العمل بها، وهي:

  • يجب أن تكون الإقامة بعد الصلاة المكتوبة، ثم فوات وقت الأذان.
  • تقام الإقامة باللغة العربية ولا يجب القيام بالترجمة.
  • أن تسمع الإقامة إلى العديد من الناس، ومن يصلي بنفسه يجب أن يسمعها بنفسه.
  • الإقامة تتم عن طريق واحد فقط.

هل الإقامة من شروط الصلاة

يوجد بعض الشروط التي يجب أن تفعلها لكي تصح صلاتك، والشروط هي:

  • عدم الصلاة مع الإقامة لا يبطلها، فالإقامة ليست شرط أو ركن من الصلاة في المنزل أو بصورةٍ منفردة؛ والهدف منها في المساجد تنبيه المُصلين بموعد اقتراب الصلاة ودخولها.
  • الإقامة بدأت من أجل دعوة الناس وتذكيرهم بالصلاة، لكن لا يجب التهاون بها.
  • الشافعية والمالكية أعلنوا من قبل أنه لا يجب الإقامة للسنن أو النوافل، الإقامة للفرض فقط أي خمس صلوات في اليوم، بالإضافة إلى صلاة الجمعة.
  • قال الحنفية والحنابلة أن الإقامة للرجال فقط وليست لصلوات النساء.

أحكام الإقامة في الدين 

يوجد الكثير من الأحكام التي تنظم صلاة الإقامة، ويجب الالتزام بها، وتلك الأحكام ذكرت في بعض الأحاديث الشريفة، وهي:

  • يجب على من يُقيم الصلاة ألا يُعاني من مُشكلاتٍ في النقط أو بمخارج الألفاظ والحروف، وأن تكون واضحة للجميع وأن يغير في الأصوات بين بعض الجمل، مع العلم أن هُناك بعض الجمل التي يجب أن تقال بصوت واحد.
  • المنادي على الصلاة والمقيم يجب أن يكونان شخص واحد، ولكن اتفق علماء المسلمين على إذ تأذى المسلمين من صوت المؤذن يمكن أن نغيره.
  • لا تقام الصلاة حتى يأذن الإمام، وكان دليل العلماء في هذا الجزء أن بلال كان لا يقيم الصلاة إلا بعد أن يأذن الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمره بذلك.
  • يلتزم المقيم بأن يكون طاهرًا ومتجهًا إلى القبلة؛ مع عدم المشي أو التحدث خارج الإقامة.
  • لا يتم الفصل بوقت كبير بين أذان والإقامة، مثل وقت أكل.
  • يردد الناس وراء المؤذن ما يقوله.
  • يجب على الإمام أن يأمر الناس بتسوية الصفوف لإتمام الصلاة، وينظر إلى اليسار واليمين ويقول “سووا”.
  • يقوم المقيم بوضع طرف السبابة في أذنه، وكان هذا رأي الحنابلة؛ والشافعية على الجانب الآخر أن حركة السبابة في صلاة السنة ليست في الإقامة، ولا يوجد إثم على من لا يفعله.

وقت قيام المأموم للصلاة

في إطار الإجابة عن هل يجوز الصلاة قبل الإقامة في المسجد، نعرفكم الوقت التي يجب أن يقيم فيه المأموم الصلاة، والآراء هي:

  • رأى المالكية: قال أتباع المالكية أن هذا الوقت يعود إلى قدرة المصلين قبل الإقامة وأثناءها وبعدها.
  • رأى الحنفية: حين يقول المؤذن “حي على الفلاح”، وعندما يقيم الإمام.
  • رأى الحنابلة: عندما يذيع المؤذن “قد قامت الصلاة”.
  • رأى الشافعية: بعد نهاية الإقامة وعلى المصلي أن يُسرع في الحركة حتى يحصل على الأجر كاملًا؛ والله أعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى

ما حكم الأذان لمن يصلي منفردًا

الأذان ليس واجب على من يُصلي وحده؛ فهي سنة، ولكن إذا فاتته صلاة الجماعة ولا يجد أي أئمة يمكن أن يؤذن بصوت منخفض، وذلك لكيلا يحدث إي اختلاف لدى جموع المسلمين ويقيم بعد الأذان مباشرة، ولكن إذا حدث وامرأة صلت وحدها، لا يجوز لها أن تؤذن.

لقد أجبنا عن هل يجوز الصلاة قبل الإقامة في المسجد ويجب أن تعرف أن الوقت الذي يكون بين الأذان والإقامة هو تقريبًا 15 دقيقة، وهذا الوقت يكفي المسلم حتى يبدأ بالتحرك والوضوء للذهاب للمسجد.