إن كيفية صلاة الاستخارة ووقتها من أكثر الأسئلة الشائعة خاصة وأن صلاة الاستخارة من أهم الصلوات التي يقوم بها المسلمين قبل الإقبال على خطوة مهمة في الحياة، ولقد علمنا رسولنا الحبيب الطريقة الصحيحة لصلاة الاستخارة وهي ما نتعرف عليها من خلال موقع القمة، كما سنتعرف على دعاء الاستخارة الذي يستحب أن نقوله في الصلاة.

كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية صلاة الاستخارة ووقتها وذلك لأهمية استخارة الله في أمور الدنيا لاختيار القرار الصحيح الذي يكون خير لنا، ومن خلال النقاط التالية نتعرف على كيفية صلاة الاستخارة ووقتها كل منهم على حدة:

كيفية صلاة الاستخارة

إن الاستخارة هي طلب الخيرة في الشيء الذي يقدم عليه المسلم، كما يقال إن الاستخارة شرعًا هي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى بالصلاة والدعاء المستحب في الاستخارة المذكور في السنة النبوية.

وبالنسبة لكيفية صلاة الاستخارة فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم كافة أصحابه الاستخارة في كافة الأمور، وصلاة الاستخارة هي أداء ركعتين من غير الفريضة، في غير أوقات النهي.

اقرأ أيضًا: دعاء الاستخارة مكتوب وكيفية صلاة الاستخارة ووقتها الصحيح

دعاء صلاة الاستخارة

في ضوء معرفة كيفية صلاة الاستخارة ووقتها، يجدر بنا ذكر الدعاء المستحب ذكره في صلاة الاستخارة، حيث جاء عن جابر بن عبد الله: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُنا الاستخارةَ كما يُعلِّمُنا السُّورةَ مِن القُرآنِ يقولُ: إذا هَمَّ أحَدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتَيْنِ مِن غيرِ الفريضةِ ثمَّ لْيقُلِ:

“اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ فإنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ – يُسمِّيه بعَينِه – خيرًا لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فقدِّرْه لي ويسِّرْه لي وبارِكْ فيه وإنْ كان شرًّا لي في دِيني ومَعادي ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه وقدِّرْ لي الخيرَ حيثُ كان ورضِّني به” [تخريج صحيح ابن حبان].

وإذا كان المسلم لا يعلم هذا الدعاء فيمكنه أن يدعو بما تيسر له، ويمكنه أن يقول: اللهم قدر لي الخير، اللهم يسر لي الخير، اللهم اشرح صدري ويسمي حاجته.

وقت صلاة الاستخارة

في إطار الحديث عن كيفية صلاة الاستخارة ووقتها يجدر بنا القول إن صلاة الاستخارة لا تصلى في الأوقات التي نهانا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد أتفق على ذلك المذاهب الأربعة: الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة.

أوقات النهي التي ذكرت في الأحاديث النبوية تشمل الصلاة بوجه عام بما يشملها صلاة الاستخارة فهي أوقات غير مستحب فيها الصلاة وقد نهانا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد جاء العديد من الأدلة في السنة النبوية على أوقات النهي كما يلي:

  • عن عمر بن الخطاب رضي الله: شَهِدَ عِندِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وأَرْضَاهُمْ عِندِي عُمَرُ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ” [صحيح البخاري].
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَرْتَفِعَ، وإذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَغِيبَ” [صحيح البخاري].
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَحَرَّوا بصَلاتِكم طُلوعَ الشَّمسِ ولا غُروبَها[تخريج المحلي].
  • عن عقبة بن عامل رضي الله عنه:ثلاثُ ساعاتٍ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَنهانا أن نصلِّيَ فيهنَّ، أو نقبُرَ فيهنَّ مَوتانا: حينَ تطلعُ الشَّمسُ بازغةً حتَّى ترتفعَ، وحينَ يقومُ قائمُ الظَّهيرةِ حتَّى تميلَ، وحينَ تضيَّفُ للغُروبِ حتَّى تغرُبَ[صحيح النسائي].

اقرأ أيضًا: ما هي كيفية صلاة الاستخارة للزواج؟ وما هي صلاة الاستخارة؟

وقت دعاء صلاة الاستخارة

بعدما تعرفنا على كيفية صلاة الاستخارة ووقتها يجدر بنا القول إن دعاء صلاة الاستخارة يكون عقب السلام، ولقد اتفق على ذلك المذاهب الأربعة، واستندوا على ذلك من الأدلة المذكورة في السنة النبوية فقد جاء عن جابر بن عبد الله:

إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي”

 أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»

وجاء الدليل من هذا الدعاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر

إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ…”،

فكلمه ثم تفيد الترتيب والتعقيب مع التراخي، أي أن الوقت الصحيح لقول دعاء صلاة الاستخارة هو بعد الصلاة.

حكم تكرار صلاة الاستخارة

لقد اتفقت المذاهب الأربعة على أن صلاة الاستخارة يمكن تكرارها إذا لم يتبين للمستخير الأمر الذي يجب أن يختاره فيمكنه أن يكرر صلاة الاستخارة، ولقد جاء الدليل على ذلك من السنة النبوية حيث جاء عن عبد الله بن مسعود:

“أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان مِن عادتِه إذا دَعا دعا ثلاثًا، وإذا سأَل سأَل ثلاثًا” [صحيح البخاري].

إن صلاة الاستخارة هي أقرب ما تكون من صلاة الاستسقاء، فهي صلاة للحاجة وترتبط بالدعاء ويمكن أن تكررها، ومن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة سنة مستحبة عن نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويجدر على كل مسلم أن يستخير الله في كافة أموره.