ما هي شروط الحجاب الشرعي بالصور؟ وما هي الأدلة على وجوب الحجاب؟ تكثر التساؤلات حول الزي الشرعي للمرأة، خاصة أن الكثير من النساء لا تعرفن كيفية لبس الحجاب الصحيح، ومن خلال المقال التالي على موقع القمة نتعرف على الشروط التي لا بد من أن تتوافر في الحجاب حتى يكون صحيح.

شروط الحجاب الشرعي بالصور

يقصد بالزي الشرعي في الإسلام، أن تحجب المرأة سائر جسدها عن الرجال بما يشمل: الرأس، الوجه، الرقبة، الصدر، اليد والرجل، وذلك لكونها عورة بالنسبة للرجال الأجانب، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى:[1]

{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [سورة الأحزاب: 53].

قام العلماء المسلمين بأخذ شروط الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة أمام الرجال الأجانب عنها من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة، ويقصد بالزي الشرعي للمرأة هو الرداء المحتشم الذي لا يصف ولا يشف، وأن يكون ساترًا لجسد المرأة، وسوف نتعرف على شروط الحجاب الشرعي بالصور فيما يلي:

1- استيعاب سائر البدن إلا ما استثنى

لكي نتعرف على شروط الحجاب الشرعي بالصور، يجب أن يكون الحجاب ساترًا لجسم المرأة، فيما عدا اليدين والوجه، وقد قال الله سبحانه وتعالى في ذلك:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة الأحزاب: 59]

كما ذكر الدليل على ذلك في السنة النبوية الشريفة كما يلي:

2- صفيقًا لا يشف

يجب أن يكون رداء المرأة المحجبة ثخينًا كي لا يشف ما تحته، فالستر لا يتحقق إلا بذلك، فالملابس الشفافة تعد زينة وفتنة يفتن بها الرجال وتلفت الأنظار، ولقد لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشريف.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“سيكونُ في آخرِ أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسِهن كأسنمةِ البُخْتِ، العنُوهن فإنهن ملعوناتٌ. زادَ في حديثٍ آخرٍ: لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها، وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا” [جلباب المرأة].

في الحديث الشريف وصف الرسول صلى الله عليه وسلم النساء ذوات الملابس الشفافة بأنهم كاسيات اسمًا فقط ولكنهم في الحقيقة عاريات، ولقد لعنهم الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر أنهم لن يدخلوا الجنة ولا يجدن ريحها.

اقرأ أيضًا: مقدمة عن اهمية الحجاب

3- فضفاض ولا يصف

في ضوء الحديث عن شروط الحجاب الشرعي بالصور، يجب أن يكون الرداء فضفاضًا وألا يكون ضيق بحيث لا يصف حجم أعضائها، وذلك لأن الغرض من ثوب المرأة أن يرفع الفتنة ولا يحدث ذلك إلا بالملابس الفضفاضة الواسعة.

الملابس الضيقة تغطي البشرة ولكنها تصف حجم الجسم أو البعض منه، فيتصور جسد المرأة في ذهن وأعين الرجال، وذلك دعوة إلى الفساد، لذلك يجب أن يكون الحجاب فضفاضًا، ولقد جاء الدليل على ذلك في السنة النبوية الشريفة، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 “ كساني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبطية كثيفة كانت مما أهدى له دِحْيَةُ الكلبي فكسوتها امرأتي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: مالك لا تلبس القبطية؟ فقلت: يا رسول الله! كسوتها امرأتي، فقال: مرها أن تجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها[فتح الغفار].

4- ألا يكون الرداء زينة في نفسه

يجب ألا يكون رداء المرأة زينة في نفسه، فيلفت أنظار الرجال، والدليل على حرمانية ذلك قول الله سبحانه وتعالى:

{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} [سورة النور: 31].

ويشمل هذا الحديث بوجه عام زينة المرأة التي تشملها الثياب الظاهرة للرجال خاصة إذا كانت مزينة بشكل ملفت ومبالغ فيه مما يلفت أنظار الرجال، وقد قال الله سبحانه وتعالى في ذلك:

{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [سورة الأحزاب: 33].

5- الرداء غير مطيب أو مبخر

يجب ألا يكون رداء المرأة معطرًا أو مبخرًا حتى لا تصبح زانية عند الله، الدليل على ذلك جاء من السنة النبوية عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إذا استعطرتِ المرأةُ فمرَّت على القومِ لِيجِدوا ريحَها فهي زانيةٌ[صحيح الجامع].

وهناك الكثير من الأدلة التي ذكرت في السنة النبوية تنهي المرأة عن الخروج من بيتها متعطرة ومنها ما يلي:

  • عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيَّتُكُن خرجت إلى المسجدِ فلا تقربن طيبًا[صحيح النسائي].
  • عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شَهِدَتْ إحْداكُنَّ العِشاءَ فلا تَطَيَّبْ تِلكَ اللَّيْلَةَ” [صحيح مسلم].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأةٍ أصابت بخورًا، فلا تشهدْ معنا العشاءَ الآخرةَ” [صحيح النسائي].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّما امرأةٍ تطيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إلى المسْجِدِ، لم تُقْبَلْ لَها صلاةٌ حتى تغتسلَ” [صحيح الجامع].

6- لا يكون لباس شهرة

يجب أن يكون رداء المرأة المحجبة ليس لباس شهرة، والدليل على ذلك في السنة النبوية جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من لبس ثوبَ شهرةٍ ألبسَه اللهُ يومَ القيامةِ ثوبًا مثلَه ثم تلهبُ فيه النارُ وفي لفظٍ ثوبَ مذلَّةٍ[صحيح أبي دواد].

اقرأ أيضًا: لمعرفة ما هي شروط الحجاب الشرعي فالاسلام ؟ 

7- عدم التشبه بملابس الرجال

يجب ألا يشبه رداء المرأة ملابس الرجال، الدليل على ذلك من السنة النبوية جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه حين قال:

لعن رسولُ اللهِ الرجلَ يلبس لبسةَ المرأةِ، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجُلِ [صحيح الترغيب].

8- عدم التشبه بلباس الكافرات

يجب ألا يتشبه رداء المرأة المسلمة المحجبة بلباس الكافرات، حيث قد تقرر في الشرع أنه لا يجوز للمسلمين من الرجال أو النساء التشبه بالكفار سواء في أعيادهم أو عباداتهم وحتى ملابسهم الخاصة بهم.

لقد خرج عن ذلك الكثير من الناس وقاموا بتقليد الأجانب في كل شيء وسيطر الأجانب عليهم فتأخر المسلمين عن دينهم ونسوا تشريعاته، قال الله تعالى:

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[سورة الرعد: 11].

9- الملابس المشتملة على صورِ ذواتِ الأرواح

يجب ألا يكون الرداء يحتوي على تصاليب ولا تصاوير لذوات الأرواح، ولقد حرم ذلك كل من المذاهب الأربعة، والأدلة من السنة على ذلك كثيرة.

إن شروط الحجاب الشرعي بالصور من أهم الأمور التي يجب أن تتعلمها النساء فلقد أمرنا الله بالستر وأن نحافظ على أنفسنا من الفتنة ومن أنظار الرجال، ويجب على جميع المسلمات أن تلتزم بشروط الحجاب الصحيحة.