إن دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق هو الدعاء الذي يجب ان يقوله الصائم في شهر رمضان لذلك يجب على كل مسلم أن يتمعن في معاني هذا الحديث الشريف، لذلك من خلال المقال التالي على موقع القمة سوف نتعرف على حديث ذهب الظمأ وابتلت العروق بشيء من التفصيل.

 دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق

جاء في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق عند سماع آذان المغرب في شهر رمضان.

الدليل على ذلك من السنة النبوية جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:

أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا أفطر يقولُ: ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ“.

اقرأ أيضًا: أفضل دعاء قبل الإفطار

تفسير دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق

في ضوء الحديث عن دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق يجدر بنا الإشارة إلى تفسير هذا الحديث الشريف، حيث جاء عن الراوي عبد الله بن عمر

“أن الرسول صلى الله عليه وسلك كان إذا أفطر”

أي أفطر من صومه يقول والتي تشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء بعد أن يفطر ويكسر صيامه.

“ذهب الظمأ” وهي تشير إلى زوال العطش بشرب الماء وغيره، كما أنها دلالة واضحة على أن العطش يكون أشد على الصائم من الشعور بالجوع خاصة أن الحرارة الشديدة هي السمة الموجودة في بلاد الحجاز، فبفرح الصائم بزوال العطش، ويكون مقدم على الفرح بزوال الجوع.

“ابتلت العروق” وهي تعني أن أوردة الجسم ابتلت بعد أن يبست من شدة العطش، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ثبت الأجر إن شاء الله” يفيد الدعاء إلى الله عز وجل بأن ينال الصائم بصومه وتعبه الأجر والثواب على عبادته.

وهو تحريض للمسلمين على العبادة والمعاودة فيها، فقد زال التعب والشقاء وزال العطش والجوع ولم يبقى للمسلم سوى الأجر والثواب بمشيئة الله سبحانه وتعالى، كما أنه استبشار من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بأن من فاز ببغيته ونال مراده بعد التعب والشقاء، فيحق له أن يستبشر بوعد الله سبحانه وتعالى أن كتب له الأجر والثواب العظيم.

فضل دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق

إن الدعاء بعد الإفطار سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب أن يقوم الصائم بتكرار الدعاء والإكثار من ذكر الله عند الإفطار، فلقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله في تلك الأوقات، وذلك لأن دعوة الصائم لا ترد.

الدليل على ذلك في السنة النبوية الشريفة جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ[الترغيب والترهيب].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم . . . والصَّائمُ حتَّى يفطرَ ودعوةُ المظلومِ . . .[صحيح ابن ماجه].

تفسير حديث ثلاثة لا ترد دعوتهم

في ضوء معرفة فضل دعاء الإفطار ذهب الظمأ وابتلت العروق يجدر بنا الإشارة إلى تفسير حديث ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم . . . والصَّائمُ حتَّى يفطرَ ودعوةُ المظلومِ . . . الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان أسباب إجابة الدعاء، وإيضاح صفات الأشخاص التي يقبل الله سبحانه وتعالى دعاءهم.

ولقد جاء في الحديث الشريف أن أبو هريرة رضي الله عنه يروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم … “ وهي تعني أن هناك ثلاثة حالات يستجاب الله فيها الدعاء سواء كانت تلك الدعوة لأنفسهم أو لغيرهم.

لقد قيل أيضًا إن سرعة إجابة الدعاء تكون لصالح الداعي الذي يدعو بالخير، والتضرع في الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، ومن الجدير بالذكر أن ذكر العدد ثلاثة لا يفيد الحصر ولكن تم استخدامه للبيان والتوضيح.

“الإمام العادل” ويقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الولاية العظمى، كما يشير أيضًا إلى كل من ولي شيئًا من أمور المسلمين فقام بالحكم بشكل عادل فيها، كذلك كل من اتبع أمر الله سبحانه وتعالى بوضع كل شيء في موضعه بدون إفراط أو تفريط.

الدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى:

{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [سورة الحج: 41].

في الآية الكريمة قدم الله سبحانه وتعالى الإمام العادل بالذكر وذلك لعموم النفع به، وإن استجابة دعوته من الله عز وجل ناتجة عن مخالفته لهوى نفسه والحكم بما أمر الله به، فالإمام العادل إذا دعته الدنيا إلى نفسها قال: إني أخاف الله رب العالمين.

“والصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ” وهي الدليل الواضح على أن دعوة الصائم مستجابة، وتشير تلك الكلمات في الحديث الشريف إلى مطلق الصائمين بصفة عامة ولكن بالأخص في شهر رمضان المبارك، ولذلك يجب على الصائم أن يغتنم تلك الأوقات بأن يدعو من قلبه وكله إيمان ويقين بأن الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب له دعائه.

وهو وقت ذل وانكسار للمؤمن بين يدي الله سبحانه وتعالى، وقد جاء الدليل على ذلك في السنة الشريفة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ” [صحيح ابن ماجه].

وهو تأكيد أن كل من دعا وهو صائم بقلب حاضر وخاشع، بدعاء مشروع، ولم يمنع من إجابة الدعاء مانع كأكل الحرام، فإن الله سبحانه وتعالى بوعده باستجابة دعائه.

اقرأ أيضًا: ماذا كان يفطر الرسول صلى الله عليه وسلم

أدعية مستحبة وقت آذان المغرب

هناك الكثير من الأدعية التي يمكن أن يقوم المسلم بالدعاء بها في رمضان وفي كل حين بعد سما آذان المغرب، فهي ساعة استجابة ويستحب فيها الدعاء، ومن أجمل الأدعية التي قد يدعو بها المسلم ما يلي:

  • اللَّهمَّ إنَّ هذا إقبالُ ليلِك وإدبارُ نهارِك وأصواتُ دعاتِك فاغفر لي.
  • لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
  • لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
  • يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك.
  • اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر ومن كل إثم، اللهم اكتب لنا النجاة من النار واجعلنا من الفائزين الأبرار واغفر لنا وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين.

إن للصائم دعوة مستجابة بإذن الله سبحانه وتعالى ولذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يشغلوا وقتهم في شهر رمضان المبارك بالدعاء وذكر الله حتى يغفر الله لهم خطاياهم ويرحمهم ويستجيب لهم دعائهم فهو السميع العليم.