ما هو دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح؟ وما هو حكم الإطالة في الدعاء؟ هناك الكثير من الأسئلة حول الدعاء في صلاة التراويح حيث أقبل علينا شهر رمضان المبارك بنفحات الخير، ومن أجمل ما يتميز به شهر رمضان هو صلاة التراويح التي يقدم عليها الكثير من المسلمين لنيل الأجر والثواب، ومن خلال موقع القمة سنتعرف على الأدعية المستحبة في صلاة التراويح.

دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح

تعد صلاة التراويح سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تصلى بعد صلاة العشاء وهي ممتدة حتى قبل الفجر، ونجد أن في شهر رمضان المبارك يتوجه العديد من المسلمين إلى المساجد حتى يؤدوها وهناك العديد من الأدعية التي من المستحب ترديدها في الصلاة.

فصلاة التراويح تعد من أعظم الفرص التي تتيح للعبد أن يؤدي العبادات المختلفة في نفس الوقت من تلاوة القرآن وذكر الله والدعاء، مما يجعلها ذات فضل وأجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، لذلك فيما يلي سوف نعرف دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح:

عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، قال: علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ، – قالَ ابنُ جوَّاسٍ في قنوتِ الوترِ:

“اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ[صحيح أبي داود].

اقرأ أيضًا: فضل صلاة التراويح للنساء

تفسير دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح

لا شك في أن الدعاء وذكر الله من أفضل العبادات والطاعات التي يقوم بها العبد حتى يتقرب إلى ربه، وفي الحديث السابق بيان لأحد الأدعية التي قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليمها للحسن رضي الله عنه، فيقول الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ” ويقصد بها أدعية مخصوصة.

ما هو دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح

“أقولُهنَّ في الوترِ” وهي تشير إلى الركعة الأخيرة من التي أمرنا الرسول أن نختم بها صلاة الليل، قالَ ابنُ جوَّاسٍ في قنوتِ الوترِ” وابن جواس هو أحد رواة الحديث، ويقصد بقنوت الوتر الدعاء في الوتر، ووجاء المعنى من الحديث ليشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعاء يدعو به في صلاة الوتر التي يختم بها صلاة الليل، ومن ثم جاء شرح الدعاء كما يلي:

1- “اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت”

هو دعاء إلى الله عز وجل أن يرزقني الهداية وصلاح الحال، وأن يثبتني الله على طاعته وحسن عبادته، وأن يجعلني الله من الذين هداهم.

2- “وعافِني فيمن عافيتَ”

هو طلب من الله أن يرزقني العافية والمعافاة من كل شر وسوء، وأن يجعلني الله من الذين عافاهم.

3- “تولَّني فيمن تولَّيتَ”

وهو طلب من الله عز وجل أن يتولى أمري كله، وأن يجعلني من الذين تفضلت عليهم.

4- “وبارِك لي فيما أعطيتَ”

سؤال الله عز وجل أن يعطيني البركة في كل رزق رزقني إياه.

5- “وقني شرَّ ما قضيتَ”

ليس معنى ذلك أن الله يكتب لنا الشر، بل هي نسبة الشر إلى مقتضياته من فقر ومرض وإقامة الحد، وغيرها من المقتضيات التي عندما نتأمل فيها نجد أنها خير من الله عز وجل، فالله خالق كل شيء وهو خالق الخير والشر وقضاء الله كله خير.

6- “إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ”

هو تأكيد على أن الله سبحانه وتعالى يحكم بما يشاء، ولا معقب لحكم الله وقضائه.

7- “وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ”

هي تعني أن من واليته قربك لا يكون ذليلًا بل يكون عزيزًا.

8- “ولا يعزُّ من عاديتَ”

هي تأكيد على أن من كان عدوًا لله عز وجل لا يعز.

9- “تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ”

أي كثر خيرك ووسعت رحمتك التي تسع كل شيء، وارتفعت وتنزهت عما يليق بعظمتك وجلالك.

أدعية صلاة التراويح من السنة النبوية الشريفة

في ضوء الحديث عن دعاء آخر ركعة في صلاة التراويح يجدر بنا القول إن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة يمكن لنا أن ندعو بها ونرددها أثناء صلاة التراويح، خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردد تلك الأدعية في صلاته، ونذكرها لكم فيما يلي:

ما هو دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح

  • “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.
  • “اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ -لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ- أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ”.
  • “اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودُنيايَ، وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوعاتِي، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فَوقِي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي“.
  • “اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي
  • “اللهم إني أسألك من الخير كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علمتُ منه وما لم أعلمُ وأسألك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النَّارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ وأسألك مما سألك به محمدٌ، وأعوذ بك مما تعوَّذَ منه محمدٌ، وما قضيتَ لي قضاءً فاجعل عاقبتَه رَشَدًا

مآخذ على الأئمة في دعاء قنوت الوتر

بعد أن تعرفنا على دعاء اخر ركعة في صلاة التراويح، تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الأخطاء التي وقع فيها الأئمة والتي تم تناقلها على أنها من السنة النبوية الشريفة وتم اتباعها، ومن هذه الأخطاء ما يلي:

1- المبالغة في رفع الصوت إلى حد الصياح

إن رفع الصوت مخالف للسنة النبوية الشريفة وتعاليم كتاب الله عز وجل، وهو مذهب للخشوع وجالب للرياء، ولقد سمى الله عز وجل كل من يرفع صوته بالدعاء معتدى حيث قال الله سبحانه وتعالى:

دْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].

2- المبالغة في رفع الصوت بالبكاء

على الإمام إذا تأثر بالدعاء أو بالقرآن أن يدافع البكاء، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتم بكاءه في صدره.

3- الإطالة بشكل مفرط في الدعاء

لا يوجد صحة في الإطالة المفرطة التي تجعل الأمر شاق على الكثير من المصلين، فإن المبالغة في الدعاء والسجع المبالغ فيه يخالف اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح مكتوب

4- الاعتداء في الدعاء

من المخالف للسنة النبوية ترك السنة والاكتفاء بالدعاء المأثور، واستعمال أدعية غريبة يوجد بها سجع متكلف، والدليل على ذلك عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

“… فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ؛ فإنِّي عَهِدْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إلَّا ذلكَ. يَعْنِي لا يَفْعَلُونَ إلَّا ذلكَ الِاجْتِنَابَ” [صحيح البخاري].

إن صلاة التراويح من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلمون في شهر رمضان المبارك فهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنها تجمع ما بين القيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء مما يجعل لها ثواب وأجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.