ما هو حكم الشك في الطهارة من الحيض؟ وما هي الحلول التي تساعد على التخلص من الشك؟ حيث يمكن أن تشك المرأة في الطهارة من بعد انتهاء فترة الحيض الخاصة بها، وتكون حينها في حيرة من أمرها ولا تتمكن من تحديد ما يجب فعله وهل عليها أن تبقى حائضًا أم يجب عليها الاغتسال وأداء الفروض؟ لذلك يجيب موقع القمة على كل هذه الأسئلة بشكل مفصل.

حكم الشك في الطهارة من الحيض

يعتبر الشك في الطهر من الحيض شعور قديم يراود النساء منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن بعض النساء كانوا يبالغون كثيرًا في شكوكهن ويقومون بإدخال قطنة في الفرج من أجل رؤية الجفاف، أو يثل بيهم الشك لدرجة إشعال مصباح من أجل رؤية الطهر في جوف الليل، ولكن السيدة عائشة كانت دائمًا ما تعيب عليهن هذه الوسوسة وهذا الشك، حيث إن الأمر طبيعي للغاية ويحدث لكافة النساء ولا يستدعى كل هذا الكم من القلق.

حيث إن الشك في الطهر يكون أصله هو بقاء الحيض، حيث لا يتوجب على المرأة في مثل هذه الحالة أن تقضي الصلوات وكلما ظلت المرأة تشك في الطهر فهي تكون في فترة الحيض، ولكن لا داعي للمبالغة في الشك والوسوسة.

اقرأ أيضًا: حكم الشك في الوضوء بعد الانتهاء من الصلاة

الحلول التي تساعد على التخلص من الشك

في إطار التعرف على حكم الشك في الطهارة من الحيض، فلا بد من الاطلاع على الحلول التي تساعد المرأة على التخلص من الشك في الطهر من الحيض، حيث يجب أن تعرف في البداية أصول وقواعد الحيض مثل:

1- الأصل أن يكون حيض

بمعنى أنه إذا كانت فترة حيض المرأة هي ستة أيام، واستطال الحيض إلى سبع أو ثمانية أو حتى تسعة أيام فذلك يعتبر حيضًا إلا إذا تغير لون الدم أو غزارته، مما يدل على سبب آخر.

أما إذا كانت تحيض وطهرت ثم عاد إليها الحيضة مرة ثانية من بعد الطهر بفترة تصل إلى عشرة أيام وهي في العادة تأتيها الحيضة بعد عشرين يوم أو أكثر، وكانت هذه الحيضة تشبه الحيض السابقة من حيث الكمية والرائحة واللون فيحب أن تعبرها المرأة حينها حيضًا ويجب ألا تصلي وتذهب الشك عنها.

حيث إن تلك الحيضة المبكرة من الممكن أن تكون نتيجة لمزاج سيء أو بعض الاضطرابات في حياة المرأة وفي نومها أو نتيجة للزواج أو أخذ بعض الأدوية المعينة.

2- تحري الصواب قدر المستطاع

في إطار الحديث عن حكم الشك في الطهارة من الحيض، يرجى العلم بأن الله عز وجل لم يكلفنا بما لا نستطيع عليه صبرًا، مما يعني أنه على المرأة الحائض أن بذل قصارى جهدها من أجل تحري الطهارة ولكن من دون أن يكلفها هذا راحتها الذهنية أو اللجوء إلى أساليب غريبة، حيث إن هذا ليس المقصود بالطاعات المكلفة.

فإذا ظنت المرأة أنها حائض فيجب عليها حينها أن تتحرى الصواب قدر المستطاع، وإذا لم تتمكن من إيجاد دليل واضح على الطهارة فيجب أن تبقى في حكم المرأة الحائض في حال اشتبهت بأن هذه الحيضة تشبه حيضتها الشائعة وما يحدث لها في كل شهر.

3- الحيض أغلب الشهر

في حال كانت المرأة تحيض بشكل عام أغلب الشهر فهنا يكون الأصل هو البراءة من الحيض، نظرًا إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث فاطمة بنت أبي حبيش، أنها كانت تستحاض فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها “إذا كانَ دَمُ الحيضَةِ فإنَّهُ دَمٌ أسوَدُ يُعرَفُ، فإذا كانَ ذلِكَ فأمسِكي عنِ الصَّلاةِ، وإذَا كانَ الآخَرُ فتَوَضَّئي وصلِّي فإنَّه دمُ عِرْقٍ” (خلاصة الأحكام للنووي).

مما يعني أنه إذا كان الحيض بحمرة أو عدم لزوجة أو أشبه برائحة الجرح فيجب عليها حينها الصلاة نظرًا إلى أنه ليس حيضًا ومن الممكن أن يكون بسبب مرض ما مثل نزف الرحم.

الشك في الطهارة من الحيض ابن الباز

في إطار التعرف على حكم الشك في الطهارة من الحيض، فلا بد من الاطلاع على رأي الشيخ ابن باز في الشك من الطهر من الحيض، حيث إن هذا يشبه ما تم ذكره في الفقرات السابقة، حيث إنه يرى أن الكدرة التي تتصل مع دم الحيض تعتبر حيضًا في حال كانت في فترة الدورة عند المرأة وكانت تتصل بدم الحيض.

أما في حال كانت الكدرة منفصلة عن دم الحيض فهي بذلك لا تعتبر حيضًا، ولهذا العديد من الأسباب التي قد تكون مرضية أو سليمة، وتعتبر كذلك في حكم البول ولهذا فيجب أن تستمر المرأة في أداء مهامها التي تتمثل في الوضوء والصلاة والصيام، نظرًا إلى أن هذه الكدرة لا تمنع أداء الفرائض.

بالإضافة إلى أن الشيخ ابن الباز يستدل على رأيه هذا من قول أم عطية رضي الله عنها “كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا” مما يعني أنه إذا كانت الكدرة متصلة بالحيض فهي تعتبر من دم الحيض ولا يمكن أن تؤدي فيها المرأة الفرائض التي تتمثل في الصلاة والصيام، أما في حال جاءت بعد الحيض فتعتبر حينها استحاضة ويجب عليها أن تصوم وتصلي كما أنها تحل لزوجها أيضًا.

اقرأ أيضًا: ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء

ما هو حكم الصلاة عن الشك في الطهر من الحيض

في إطار عرض حكم الشك في الطهارة من الحيض، فلا بد من الاطلاع على حكم الصلاة عن الشك في الطهر من الحيض، حيث إن أكثر مدة للحيض تكون خمسة عشر يومًا، وإذا زاد الدم إلى أكثر من هذه المدة فهذا يعني أنها استحاضة ويجب على المرأة حينها أن تؤدي كافة الفرائض وأن تصوم وتصلي وتقوم بكل ما تقوم المستحاضة به والذي هو الوضوء من أجل الاستعداد للصلاة.

حيث قال تعالى في كتابة العزيز {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [سورة البقرة: 222]، ففي حال كانت الصفرة والكدرة في وقت الحيض فهي بذلك تعتبر حيضًا، أما في حال انتهت مدة الدورة الشهرية للمرأة مثل أن تكون عادة سبعة أيام مثلُا فبعد ذلك إذا شهدت الطهر فيجب عليها الاغتسال والطهارة والصلاة.

أما إذا عاودها الحيض فتعتبر حائضًا لمدة لا تزيد عن خمسة عشر يومًا، ويجب أن تقوم في هذه المدة بالاغتسال عند رؤية الطهر، بالإضافة إلى أن بعض العلماء قد أجازوا الانتظار إلى ما بعد انقطاع الدم لمدة يوم كامل أو لنصف يوم من أجل التحقق من الطهر.

يكون ذلك إذا كان في زمن العادة وليس بعد مرور الخمسة عشر يومًا من الحيض، نظرًا إلى أن المرأة تصبح مستحاضة في هذا الوقت، ويجب عليها الصلاة والصيام والطهارة وتعتبر تحل لزوجها في حال كانت متزوجة.

منع الله عز وجل على المرأة في فترة الحيض أن تقوم بأداء بعض الفروض التي تتمثل في الصلاة والصيام، نظرًا إلى تأثير ذلك على صحتها بالسلب في هذه الفترة الصعبة، لذلك فمن الممكن أن تحتار المرأة في أمرها بشأن الطهارة من الحيض.