نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم؟ وما شروط وجوب زكاة الفطر؟ إن الزكاة من الفرائض التي أمر الله بها عباده المؤمنين، وهي من أركان الإسلام، لذا فإن المسلم يرغب بالعلم بكل الأحكام المتعلقة بها لأنها سبيل للجنة لا ينبغي قطعه أبدًا، ومن خلال موقع القمة سوف نقوم بعرض وقت زكاة الفطر الصحيح أهم الأحكام المتعلقة بها.

نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم

الزكاة في اللغة تعني الطهارة والنماء والبركة وكتب الله على عباده زكاة الفطر لحكم عديدة وقد أكدت كل المذاهب الفقهية بالإجماع على أن زكاة الفطر فرض، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.[1]

فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” [المصدر صحيح البخاري – الراوي: عبد الله بن عمر].

ويسأل المرء المسلم نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم، والحقيقة أن الجميع اتفق على وجوب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ولكن الإمام ابن باز قال قد ينسى المرء بالفعل فيكون الحرج مرفوع.

وإخراجها بعد الصلاة يجزيء به بإذن الله ويكون وقع في محله مع العلم أن الزكاة يجب أن تكون كاملة والشخص لم يقم بتأخيرها عن عمد، ولكن نسى واستشهد بالآية الكريمة: { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [سورة البقرة: 286].

بينما يرى الشيخ ابن عثيمين قال ” من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” إلا في حالة النسيان فيكون الإنسان معه عذر أو أن يتوكل على شخص آخر ليؤدي عنه هذه المهمة، ولكن لا يقوم هذا الشخص بذلك أو أن يأتي العيد بشكل مفاجئ، ويجد أنه لم يخرج ففي هذه الحالات لا بأس من إخراج الزكاة بعد الصلاة وتكون بإذن الله مقبولة.

شروط وجوب زكاة الفطر

في ظل الحديث حول نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم، نعرض مجموعة من الشروط التي تم تحديدها لأداء هذه الفريضة من خلال ما تم جمعه من أدلة من الكتاب والسنة، وتتمثل فيما يلي:

  • لا يلزم أن يقوم الشخص بدفع الزكاة إن كان معسر.
  • يتم فرض زكاة الفطر على كل مسلم يملك ما يلزمه من قوت حتى إن كان لا يملك نصابًا.
  • الشخص الذي لا ملك أزيد من طعام يومه فلا زكاة مطلوبة منه.
  • لا يقوم الدين بمنع وجوب الزكاة على المرء المسلم.
  • إن شرط أساسي لوجوب زكاة الفطر هو أن يكون المرء حر فلم يتم فرض زكاة على الرقيق.

اقرأ أيضًا: هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر

فضل القيام بزكاة الفطر

إن الله شرع زكاة الفطر مثلها مثل العديد من العبادات الأخرى لسبب وحكمة عظيمة قد نعلم بعضها ويبقى فكرنا المحصور غافل عن بعضها الآخر، وكما أجبنا عن نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم، نوضح الآن ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر، والتي تتضح كما يلي:

  • تتطهر زكاة الفطر الصائم من اللغو والرفث لأن رمضان جنة.
  • يتم منح زكاة الفطر لإطعام المساكين مما يجعلهم يشاركون في فرحة العيد ويكفيهم السؤال.
  • تزكي عن البدن وتعد شكر للنعم الربانية التي وهبها الله للعبد وحفظها لسنين طوال.
  • تعتبر بمثابة شكر لله على كل النعم التي رزق عباده بها.
  • تمنح ثواب وأجر عظيم إذ إن بمنحها لمن يحتاجها في الوقت المحدد لها.
  • من خلالها يعبر المسلم عن فرحته بإنقضاء الشهر الكريم وصيام رمضان والاحتفال بالعيد.

اقرأ أيضًا: هل يجوز أخذ عمره مرتين في نفس اليوم

حكم تعجيل زكاة الفطر

في سياق الحديث حول نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم، فإنه من الضروري إيضاح أن وقت زكاة الفطر هو عند غروب شمس آخر يوم رمضان، وقد اتفق على ذلك المذاهب الأربعة ومعهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والدليل على ذلك الحديث الشريف:

عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ“[المصدر: صحيح أبي داود – الراوي: عبد الله بن عباس].

أما بخصوص تعجيل تقديم الزكاة، فإن علماء المذهب المالكي والحنابلة أجازوا تعجيل أداء الزكاة قبل الميعاد بيوم الزكاة بيوم أو يومين ومعهم بان باز و ابن عثيمين، وذلك بناءً على ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما “أنَّه كان يُعطيها الذين يَقبَلونَها، وكانوا يُعطُونَ قبل الفِطرِ بِيَومٍ أو يومينِ

الأمر الذي يؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكد قام بمثل هذا حيث إنها مثل زكاة المال يجوز تعجيلها قبل وجوبها

إن زكاة الفطر من العبادات التي فرضها الله على المسلمين، وجعل هناك حكمة من اختيار توقيت محدد ليتم تقديمها فيه للفقراء والمحتاجين للحفاظ على التكافؤ بين طبقات المجتمع الإسلامي.