تجربتي مع ورم الثدي الحميد كانت تجربة ملهمة، تمكنت من تعلم الكثير خلالها، هذا الورم عادةً ما يصيب النساء في سن مبكر، والحديث هُنا عن الأورام الليفية الحميدة في الثدي والتي لا تشكل خطورة عليهن أو تهديدًا لحياتهن بالمقارنة مع الأورام السرطانية الخبيثة حيث ينتشر حينها إلى بقية أجزاء الجسم، لذلك نتعرف من خلال موقع القمة على التفاصيل اللازمة.

تجربتي مع ورم الثدي الحميد

لقد بدأت تجربتي مع ورم الثدي الحميد بعد ولادة ابنتي الصغرى بشكل مباشر، حيث لاحظت وجود كتلة تتحرك بحرية في ثديي الأيمن ولكنها لم تكن تسبب ألمًا، في بداية الأمر ظننت أنه من التغيرات التي تحدث أثناء الرضاعة، ولكنني لاحظت بعدها أن هذه الكتلة لا تختفي مما جعلني أشك في الأمر وأقوم بالتوجه إلى الطبيب على الفور من أجل الفحص.

فأخبرني الطبيب حينها بأن تجربتي مع ورم الثدي الحميد بسبب تاريخ عائلتي الوراثي قد بدأت، حيث إن والدتي وأختي الكبرى قد تم تشخيصهن من قبل بالورم الحميد في الثدي في سن الـ 25، إلى جانب أن التغيرات الهرمونية التي حدثت لي أثناء الحمل والولادة كان لها دورٌ في ذلك أيضًا.

اقرأ أيضًا: أعراض الكيس الدهني في الثدي الايسر

أعراض ورم الثدي الحميد

أكد لي الطبيب خلال تجربتي مع ورم الثدي الحميد بأن الورم الليفي من الممكن أن يحدث في ثدي واحد فقط أو في كلا الثديين، وأن أكثر الحالات لا تشعر بالآلام المصاحبة للورم، ولكن هناك مجموعة من الأعراض التي من الوارد أن تحدث والتي تتمثل فيما يلي:

  • شعور مستمر بالامتلاء أو بالثقل في الثدي.
  • الشعور بالانزعاج من التحرك العشوائي لتلك الكتلة.
  • حدوث تغير في حجم الكتلة خلال فترة الدورة الشهرية.

ما هي أنواع الورم الليفي في الثدي

أكد لي الطبيب المعالج لحالتي خلال تجربتي مع ورم الثدي الحميد، بأن الأورام الحميدة لا تكون مقتصرة فقط على الورم الليفي، بل هي متعددة ومن أهمها ما يلي:

1- الكيس الدهني

يكون الورم في مثل هذه الحالة عبارة عن كيس دهني يتكون في الثدي، ولا يستدعي حينها الاستئصال، بل يكتفي الطبيب بالمتابعة الدورية لهذا الكيس فقط والاطلاع بصورةٍ دوريةٍ على حالته.

2- الكيس المائي

أما الكيس المائي فيحتوي على سائل مائي يكون ملون باللون الأصفر أو اللون الأسود أو الأخضر، ويبدأ تكونه خلال سن اليأس نظرًا إلى حدوث خلل في هرمونات الجسم عند المرأة، ويتم تشخيصه من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو من خلال تشخيص الكيس بالماموجرام.

من الجدير بالذكر أنه في الغالب لا يتطلب علاج الكيس المائي إلى التدخل الجراحي إلا في بعض الحالات التي تتمثل فيما يلي:

  • في حال وجود دم في الكيس المائي.
  • إذا تم تكرار الإصابة لعدة مرات.
  • في حال وجود كتلة في الكيس من بعد سحب العينة.

3- الأورام الليفية المصاحبة لأكياس الماء

تكون هذه الأورام عبارة عن تليفات في الثدي إلى جانب الأكياس المائية، ويتم ظهورها في المرأة فوق سن الـ 35 عامًا، ويكون مصاحبًا لها ألم وإفرازات من الحلمة، وفي حال تم التأكد من تشخيصها من خلال التقييم الثلاثي، فلا يحتاج الطبيب حينها إلى التدخل الجراحي ويكتفى فقط بمتابعتها بشكل دوري ومستمر.

علاج الورم الليفي في الثدي

من خلال تجربتي مع ورم الثدي الحميد، أخبرني طبيبي المختص بأن العلاج يعتمد على الفحص من خلال التقييم الثلاثي والعينة إذا لزم الأمر، مع ضرورة مراعاة أن كل حالة تختلف عن الحالة الأخرى بالطبع، كما يتم اللجوء إلى استئصال الورم الليفي في عدة حالات تتمثل فيما يلي:

  • حجم الورم: في حال كان حجم الورم أكبر من 3 سم، أو كانت الكتلة تنمو بمعدل 50% وكل ثلاثة أشهر.
  • سن السيدة: لا يحث الأطباء على بقاء الورم من دون استئصال في حال تخطي سن المرأة المريضة الثلاثين عامًا، حيث إن بعد هذا السن لا يقوم الورم بالاختفاء تلقائيًا من خلال المتابعة.
  • وجود تاريخ عائلي من أورام الثدي: يكون هذا من أجل تفادي مخاطر حدوث أي أورام سرطانية فيما بعد.
  • رغبة المريض نفسه في الاستئصال: من أجل الحفاظ على نفسية المريض حتى وإن كان حجم الورم صغيرًا ولا يستدعي الاستئصال.
  • عدم تبين طبيعة الورم: في حال كان هناك أي شكوك بشأن طبيعة الورم، ولم يقم التقييم الثلاثي بإعطاء أي نتائج قاطعة فحينها يجب أن يتم الاستئصال على الفور.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع خراج الثدي

نتائج عمليات استئصال أورام الثدي

من الجدير بالذكر أن تجربتي مع ورم الثدي الحميد لم تستغرق وقتًا طويلًا، من أجل إجرائها والتعافي منها، حيث إن العملية تمتاز بنسبة نجاح تتعدى نسبة الـ 99%، وخاصةً إذا كان الطبيب الذي يقوم بها يتمتع بخبرة واسعة وكبيرة في مجال جراحات الأورام بشكل عام.

بالإضافة إلى أنني من خلال تجربتي الشخصية لم أشعر بأي آلام شديدة، ولكن كنت أشعر فقط ببعض الآلام البسيطة المحتملة، وسرعان ما تمكنت من العودة إلى مسار حياتي الطبيعي واليومي من دون الشعور بأي عوائق أو آثار جانبية لهذه الجراحة.

هل يعود الورم من بعد استئصاله مرة أخرى

الطبيب قد أكد لي من واقع تجربتي الشخصية بأن الأورام الحميدة تتميز بكونها لا تعود مرة أخرى بإذن الله بمجرد الخضوع إلى العملية الجراحية، حيث إن حينها سوف تنتهي المشكلة ويصبح كل شئ على ما يرام في أسرع وقت بإذن الله تعالى.

تعتبر الأورام الحميدة وخاصةً في منطقة الثدي أكثر الأمراض الشائعة بين النساء بشكل عام، باختلاف الحالات الصحية والأعمار كذلك، لهاذ فلا بد من أن تكون المرأة على دراية كافية بمثل هذه الحالات وكيفية التصرف خلالها.