ما هي أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع؟ ومتى يكون بكاء الطفل غير طبيعي؟ فيعد بكاء الطفل الرضيع من أكبر التحديات التي تواجه الأم خاصة عندما يكون طفلها الأول، لذلك من المهم أن تعرف الأم الأسباب التي قد يبكي الطفل الرضيع من أجلها حتى تتمكن من التعامل بشكل صحيح مع الطفل، ومن خلال المقال التالي على موقع القمة نتعرف على أهم تلك الأسباب.

أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع

يعد بكاء الطفل الرضيع حتى عمر الأربعة أشهر طبيعي إلى حد كبير، وفي كثير من الأحيان يكون بكاء الطفل غير واضح، ويكون من الصعب تهدئتهم، ومن الجدير بالذكر أن الطفل الرضيع يبكي في اليوم الواحد لمدة تتراوح ما بين ساعة وثلاثة ساعات وهي مدة طبيعية، وفي كثير من الأحيان يكون السبب مجهول.

يعتقد البعض أن بكاء الطفل يكون ناتجًا عن وجود بعض الغازات أو أن تركيبة اللبن الصناعي المخصص للأطفال إلا أن تغيير نوع اللبن الصناعي أو علاج الغازلات لا ينتج عنه حل لتلك المشكلة، وهنا يرجح أكثر أن بكاء الطفل إحدى محاولاته في التكيف مع العالم الخارجي بعد أن كان في رحم الأم لمدة طويلة.

لمعرفة أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع يجدر بنا القول إن البكاء هي طريقة التواصل التي يقوم بها الأطفال الرضع وذلك لأنهم لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالألم أو بالجوع أو بالانزعاج أو الخوف، لذلك يكون تعبيرهم على هيئة بكاء، وعلى الأم أن تدرك الأسباب التي تكمن وراء بكاء طفلها، وتتمثل تلك الأسباب فيما يلي:

1- الجوع

يعد الجوع السبب الأول الذي يأتي في أذهان الأمهات، فهو من أكثر الأسباب الشائعة خاصة في الأطفال حديثي الولادة لأن معدتهم تكون صغيرة للغاية فهي لا تحتمل الكثير، ولكن يهضم الطفل الصغير حليب الأمر في فترة قصير قد لا تصل إلى الساعة.

لذلك على الأم أن تنتبه من الأوقات التي ترضع فيها صغيرها فالأمر لن يستغرق وقت طويل حتى يحتاج الطفل إلى أن يرضع مرة أخرى، لذلك يجب إطعام الطفل وستلاحظ الأم أن الطفل قد توقف عن البكاء وعندما يشبع سوف يتوقف عن الرضاعة وسوف يظل هادئًا.

اقرأ أيضًا: أسباب بكاء الطفل بعمر ست شهور

2- المغص

في الحقيقة يعد المغص السبب الرئيسي الثاني من أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع، ويمكن للأم أن تعرف ذلك إذا كانت حاولت إطعامه ولكنه لم يستجيب او إذا فشلت في تهدئته.

كذلك قد تلاحظ الأم أن الطفل يضم قبضة يده ويضغط عليها أو أنه يقوم بتقويس ظهره إلى الأمام أو الخلف أثناء حمله أو شد الطفل لركبته، ويرتبط مغص الطفل بشكل كبير بوجود مشكلة في معدته فقد يكون الطفل غير قادر على تحمل لبن الأم.

أما إذا كانت الأم تعتمد على الحليب الصناعي فقد يكون ثقيل على معدة الطفل، كذلك قد يكون مغص الطفل يرتبط بوجود الغازات أو الأمساك أو ارتجاع المريء.

يمكن أن تقوم الأم بتهدئة الطفل من خلال تدليك ظهر وبطن الطفل بزيت الزيتون أو وضع الطفل على بطنه مع فرك ظهره، ولكن إذا ظل الطفل يبكي لوقت طويل فلا بد من اصطحابه إلى الطبيب للتأكد من أنه لا يوجد شيء خطير.

3- النوم

من الجدير بالذكر أن نوم الطفل الرضيع لا يتسم بالثبات، ويعبر الطفل عن حاجته إلى النوم عن طريق البكاء، ويجب الإشارة إلى ان الطفل الرضيع ليست لديه القدرة على تهدئة نفسه لكي ينام، وهنا يأتي دور الوالدين، فيجب على الأب أو الأم مساعدة طفلهم على النوم من خلال منحهم الشعور بالدفء والأمان.

ويستجيب العديد من الأطفال إلى النوم عندما يقوم الأب أو الأم بحمل الطفل والطبطبة على ظهره، كذلك يستجيب الأطفال إلى النوم في الهدوء وحركة التأرجح، وإلى صوت التهويدة.

ويجب ملاحظة وقت بكاء طفلك فإذا كان الطفل يبكي في الليل، ويستيقظ بشكل متكرر فلا بد أن تقوم الأم في تلك الحالة بتقليل فترات نوم الطفل أثناء النهار، وهو ما يساعد الطفل على النوم بشكل أفضل خلال وقت الليل.

6- الحفاضات

من أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع الشائعة هو شعور الطفل بالبلل في الحفاظة، أو شعور بالحرقان نتيجة اتساخ الحفاضة وهو ما يتسبب في بكاء الطفل وصراخه، حيث إن بقاء الحفاض لمدة طويلة دون تغيره ينتج عنه الكثير من الالتهابات في جلد الطفل الرقيق.

7- التسنين

إن العمر الطبيعي لتسنين الأطفال يتراوح ما بين 6 إلى 12 شهرًا، ولكن في بعض الحالات قد يبدأ التسنين مبكرًا عند الأطفال منذ عمر أربعة أشهر، وبكاء الطفل في وقت التسنين لا مفر منه فإن الألم الناجم عن شق اللثة لخروج الأسنان يهيج الطفل ويجعله يصرخ من شدة الألم.

تلاحظ الأم في تلك الفترة أن الطفل يستيقظ أثناء اللي بكرة ولا يتمكن من النوم بشكل طبيعي، كذلك فإن تورم اللثة قد ينتج عنه ارتفاع في درجة حرارة الطفل، وفي تلك الحالة يمكن استخدام خافض الحرارة المخصص للأطفال، وتدليك اللثة لمساعدة الطفل على الهدوء.

8- الشعور بالوحدة

من الجدير بالذكر أن تغير البيئة التي يعيش فيها الطفل من أبرز أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع، فلقد اعتاد العيش داخل رحم الأم لمدة طويلة والرحم بالنسبة له عبارة عن بيئة أمنة دافئة، لذلك فإن الطفل يبكي بكثرة بعد ولادته لعدم قدرته على التكيف من العالم الخارجي والمثيرات المختلفة.

أكدت العديد من الدراسات أن الانفصال الجسدي ما بين الأم والطفل ينتج عنه شعور الطفل بالخوف والوحدة، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق وكثرة البكاء.

يجب على الأم في تلك الحالات أن تحتضن طفلها حيث أن جميع الدراسات أكدت على أن سماع دقات قلب الأم تعمل على تهدئة الطفل الرضيع وزيادة شعوره بالأمان وذلك لأنه كان يستمع إلى دقات قلبها أثناء تواجده في الرحم، ومن هنا لا بد من أن تنتبه الأم إلى عدم ترك أطفالهم بمفردهم.

9- تأثير الملابس

في كثير من الأحيان قد تبالغ الأم في تلبيس الطفل الرضيع العديد من الملابس مما يجعله يشعر بالحرارة الشديدة فينزعج بشدة ويبدأ في الصراخ، كذلك هناك بعض الأمهات التي لا تنتبه على ذلك الأمر فعندما تجد ان الجو حار تخفف للطفل ملابسه مما يجعل الطفل يشعر بالبرودة فيبدأ في البكاء.

اقرأ أيضًا: جدول طعام الطفل في الشهر الخامس

متى يكون بكاء الطفل غير طبيعي

في جميع الحالات السابقة يعد بكاء الطفل أمر طبيعي، ولكن هناك بعض الحالات التي لا يكون فيها بكاء الطفل طبيعي، وتتمثل تلك الحالات فيما يلي:

  • بكاء الطفل يصحبه انقطاع في التنفس.
  • تغير لون وجه الطفل إلى اللون الأزرق عند البكاء.
  • وجود تشنجات في جسم الطفل.
  • إذا فقد الطفل الوعي أثناء البكاء.

إن مشاعر الأمومة حلم كل فتاة، ولكن لا بد من إدراك أن التعامل مع الأطفال خاصة حديثي الولادة يتطلب المعرفة والاطلاع على كل ما يتعلق بهم حتى تتمكن الأم من فهم احتياجات طفلها والتفاعل معها لتلبية تلك الاحتياجات.