هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟ وما حكم إعطاء الزكاة للابنة؟ حيث يوجد عدد كبير من الأشخاص الذين لا يدركون الطريقة الصحيحة التي نصت عليها الشريعة الإسلامية لإخراج الزكاة، وبُناءً عليه نعرض من خلال موقع القمة الطريقة الصحيحة التي يتم من خلالها إخراج زكاة الفطر، وبأي شكل من الأشكال دعانا الرسول نحو إتمامها.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً

من الأمور التي يشعر بعض المسلمين بالحيرة في أمرها عند إخراج زكاة الفطر هو إخراجها نقدًا، وبُناءً عليه نبدأ في التطرق إلى ما نص عليه الكتاب والسُنة في هذه الحالة لمعرفة الشكل الصحيح الذي يتم إخراج الزكاة به.

حيث أشار أهل العلم إلى أن الشكل الصحيح لإخراجها هو الطعام، ولا يجوز إخراجها نقدًا، فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى إخراج الزكاة طعامًا للفقراء، وفرضت بصاع من التمر أو صاع من الشعير أو صاع من الزبيب أو صاع من أقط والأقط يعني قوت البلد باختلاف نوعه.

وبموجب ما حثَّ وأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أشكال إخراج الزكاة في عيد الفطر فقد اجتمع واتفق أهل العلم على أن يتم إخراجها طعام وليس مال، ولكن هناك بعض الحالات التي أشار فيها علماء إلى تفضيل إخراج المال عن الطعام.

ما حكم إخراج الزكاة للابنة

ما حكم إخراج الزكاة للابنة

كما يرى بعض الأشخاص الآخرين الذين يتساءلون عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً أنه يمكن إخراج الزكاة للابنة، وورد ذلك عن بعض المسلمين المتسائلين عن الشكل الصحيح لها.

وأجابه أحد المفتين موضحًا أنه لا يجوز إعطاء زكاة الفطر للابنة، وفي حال كان زوج الابنة فقير فيحق إخراجها للزوج نفسه، ولا بأس في إعطائها له وفقًا لحالته المادية غير الميسورة، وبناءً عليه ذكر حالات القرابة التي لا يجوز منح الزكاة بها، وهي الابنة والابن أو ابنة الابن أو ابنة الابنة أو الجدة أو الأب.

فلا يجوز منح الزكاة لفرع أو أصل، ولكن في حال يرغب في إعطائها إلى أخته الفقيرة، خالته الفقيرة، عمته الفقيرة أو عمه الفقير والذين لا يتواجدون في منزله المستقل فلا مشكلة ولا حرج في ذلك، فهي الحالة الوحيدة التي يمكن إعطاء الزكاة بها لشخص من الأهل، وهي أن يكونوا يعيشون في مكان غير منزله المستقل وأن يكونوا فقراء طبعًا.

اقرأ أيضًا: كيف اخراج زكاة الفطر؟ وما هي شروط إخراج زكاة الفطر؟

حكم من أخرج زكاة عيد الفطر نقدًا

وقع الكثير من المسلمين في خطأ إخراج زكاة الفطر نقدًا، وهو ما دفع آخرين نحو السؤال عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً، وبُناءً عليه كان لا بُد لأهل العلم بالتدخل في ذلك لإرشادهم نحو ما هو صحيح.

فقد أشاروا إلى أن ما فعله لا يجوز، ويتوجب عليه الالتزام بإخراج زكاة الفطر طعامًا مثلما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وعليه أن يكون الطعام من قوت البلد.

كما أنهم أضافوا ألا يجوز لأي شخص الاجتهاد في تغيير ذلك أو إخراج النقود بدلًا من المال، وعليه الالتزام التام بما يجب عليه القيام به بشأن إخراج زكاة الفطر، ومن لا يعلم لا يأثم بإذن الله، وفي قادم المرات عليه الامتثال بما جاء على لسان الله ورسوله.

رأي المذاهب الأربعة في إخراج زكاة الفطر نقدًا

في الإجابة عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً أوضح كل مذهب رأيه الخاص في إخراجها بهذا الشكل، وقد نجد الاتفاق بين بعض المذاهب واختلاف بين غيرها.

فقد اتفق مذهب المالكية، الحنابلة والشافعية على عدم جواز إخراجها نقدًا، واستدلوا في هذا الأمر بالسنة النبوية، وقالوا إن الواجب والمفروض القيام به على جميع المسلمين إخراجها طعام.

وذكروا الحديث النبوي الشريف الذي حثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم على إخراج زكاة الفطر، وهو: عن ابن عُمر ـ رضي الله عنه ـ قال:

فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” [المحدث: البخاري]؛ حيث تبين من خلال هذا الحديث ما يتوجب على المُسلم القيام به من أجل تأدية زكاة الفطر بشكل صحيح.

كما ذكروا عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ” [المحدث: مسلم].

ولكن اختلف مذهب الحنفية عن اتفاق المذاهب الثلاثة الأخرى، واتفق معه مجموع من أئمة السلف، ومنهم عمر بن عبد العزيز، سفيان الثوري وبعض الأئمة الآخرين، والذين قد أشاروا إلى جواز إخراج زكاة الفطر مال، وقالوا إنه من الأفضل إخراجها مال في حال كان الفقير بحاجة إليه.

واستندوا في ذلك الرأي إلى الحِكمة من الصدقة، وقالوا إنها إغناء للفقراء والمساكين وسد لحاجتهم، ويمكن أن يتم تحقيق ذلك من خلال منحهم المال الكافي لحاجتهم.

رأي الشيخ ابن تيمية في إخراج زكاة الفطر نقدًا

من أبرز الشخصيات التي يلتفت كثيرٌ من الناس إلى رأيها ببعض الأمور الدينية الشيخ ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله، والذي قد أجاب عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بقول إنه جائز.

ولكن لم يترك الأمر للجواز فحسب، بل وضع بعض الشروط التي تحدث بها وهي اللجوء إلى إخراجها نقدًا حال المصلحة أو الحاجة في ذلك، وذلك لأن الأصل في إخراجها هو الإطعام، ولا يمكن التحول عن أصل الشيء إلا في حال الضرورة.

وضرب مثالًا على الحاجة في هذا الحكم، وقال إن الحاجة هُنا هي ما يترتب عليه مشقة الفقير حال تم إخراج الزكاة له طعامًا، أي يكون المال أفضل في حالته وأكثر فائدة له.

اقرأ أيضًا: اسأله وأجوبة عن الزكاة فى الاسلام

حُكم زكاة الفطر

حُكم زكاة الفطر

بصدد الإجابة عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً نوضح حُكم زكاة الفطر وهي واجبة على كل مُسلم سواءً كان ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، وفي هذا الحكم استدلوا إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وإلزام جميع المسلمين بإخراجها.

ولكن يوجد شرط واحد لإخراجها، وهو أن يكون لدى الفرد طعام زائد عن حاجته، بل ويكون زائد عن حاجة من يلتزم بالإنفاق عليهم، لذا يتوجب على الجميع إخراجها حال وقوع هذه الشروط عليهم واستيفاؤهم لها.

في سؤال البعض عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً تتبين كافة الأحكام من مُختلف الأئمة والمذاهب والتي منها المؤيد والمعارض، ولكل رأي الاستدلال الخاص به، وعلى الجميع الالتزام بما يبعدهم عن الانحراف الديني وسؤال ذوي الأمر.