تجربتي مع سورة العاديات كانت عظيمة للغاية، إذ إنها تسببت لي في راحة كبيرة جدًا، فإنني كنت أعاني من العديد من الألم وضيق نفسي وجسدي كبير، باختصار كانت حياتي مليئة بالفوضى ومستقبلي غامض ومقلق، ولكن بعد أن داومت على ورد سورة العاديات تحسنت جدًا، ولذا سأقوم بقص تجربتي مع هذه السورة المباركة من خلال موقع القمة وتجارب بعض الأشخاص الآخرين.

تجربتي مع سورة العاديات

في الفترة التي تلت تخرجي من الجامعة كانت مشكلتي الأساسية هي التشتت والشعور بالضياع، إذ إنني لم أكن أعرف وجهتي في الحياة، ولا حتى لدي خلفية عما يمكنني فعله، كنت أشعر بالفزع من مرور الزمن دون أن أنجز أي شيء يجعلني فخورًا بنفسي وراضٍ عنها في كبري، المستقبل بالنسبة لي كان أعتى من أي فيلم رعب نفسي يمكنني مشاهدته في حياتي كلها.

بالطبع كل هذه الاضطرابات سببت فجوة في علاقتي بالله إذ إنني كان لدي تصور طفولي عن مفهوم العدل الألهي، لذلك فقد كنت أعاني من عدم الخشوع في الصلاة، إلى أن سمعت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تفسير لسورة العاديات، وكلمة العاديات هي الخيل التي تجري في وسط المعركة، وقد بدأت هذه السورة بأن الله عز وجل أقسم بهذه الخيل وهي تعدو بقوة تصدر شرر من عزم قوة حوافرها وهي تضرب الأرض.

ويرسم الله لنا في هذا القسم صورة متكاملة المعالم والأركان إذ يصف هذه الخيل، وهي تتحرك بسرعة وقوة تنثر الغبار في الأجواء لملاقاة العدو في الصباح ليقول عز وجل أن الإنسان كنود أي جحود بطبعه، وسبب في هذا الربط العجيب أن الخيل تقوم بالمخاطرة بحياتها في سبيل الإنسان لمجرد كونه يطعمها ويسقيها، بينما الله يرزقنا بعدد لا يعد ولا يحصى من النعم رغم ذلك فإننا نجحد بهذه النعم.

وكان وقع السورة شديد في نفسي إذ استشعرت سوء تأدبي مع الله عز وجل، وقررت أن أغير من نفسي وأركز انتباهي للنعم التي وهبها الله لي وبدأت بالدعاء والتضرع لله من أجل أن ينزل السكينة على قلبي وبالتدريج، وقمت باتخاذ خطوات فعلية لتطوير نفسي وتحسين حياتي.

وكلما شعرت بالفتور عدت لقراءة سورة العاديات وقراءة تفسيرها، لذا يمكنني القول إن تجربتي مع سورة العاديات غيرت حياتي للأفضل.

فضل سورة العاديات لقضاء الدين

في إطار الحديث عن تجربتي مع سورة العاديات، فقد وجدت فتاة تحكي قصتها مع هذه السورة وتقول لم أكن من الأشخاص الملتزمين دينيًا على الإطلاق، ومعلوماتي في أمور الفقه والشريعة محدودة للغاية، لكني مثل كل الناس حين أتعرض لمصيبة من المصائب أهرع لسجادة الصلاة، وأسجد لله بمنتهى الخشوع والورع.

في فترة الثانوي كانت أختي تستعد للزواج، مما حمّل أبي المزيد من الأعباء المالية، وفوق هذا كله مرضت أمي مرض شديد ليتفاقم الوضع سوءًا، المسكين أبي لم يكن يعرف كيف يغطي كل هذه النفقات، خصوصًا أن لا أحد من أقاربنا كان عطوفًا كفاية ليمد لنا يد العون رغم قدرتهم المالية.

لذا كنت أدعي باستمرار أن يرزقنا الله من فضله ولا يحوجنا لأي مخلوق، وخلال بحثي عن أدعية منمقة لأرددها، وجدت فضل سورة العاديات لجلب الرزق وقضاء الدين، ولم أتهاون في تلاوتها يوميًا عشرات المرات مع تكثيف الدعاء، إلى أن وجد أبي عمل إضافي براتب ممتاز ساعد في علاج أمي.

كما أن خطيب أختي تنازل عن كل المتطلبات تقديرًا لظروفنا، مما خفف على أبي الكثير من العناء بالطبع لا أعرف هل هذا بسبب سورة العاديات أم لا، لأنني وجدت شيخ يصر على أن القرآن كله بركة وخير، وأنه لا يوجد سورة لجلب الرزق وأخرى للزواج ما إلى ذلك من أمور.

إذ إن أي شيء لم يرد في السنة النبوية أو القرآن لا يجوز القيام به لأنه من البدع، ولكن تجربتي مع سورة العاديات كانت رحمة لنا من الله على أي حال سأظل اذكرها طيلة حياتي وأشكره على عطايا وأسأله دوامها.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الملك قبل النوم

سورة العاديات للسحر

استكمالًا للحديث عن تجربتي مع سورة العاديات، فإنني قد وجدت سيدة كبيرة في السن تحكي لامرأة تجاورها في القطار عن كون جارتها وضعت لها سحر؛ كي تصيب ابنها الأكبر بالنكبات وتدمر حياته؛ لأنه لم يقبل أن يتزوج ابنة هذه الجارة بعد أن ناقشوا أمر الزيجة فيما بينهم

لكونه ما زال غير مستعد لهذه الخطوة من الناحية المادية، وأيضًا لعدم رضاه عن بعض تصرفات هذه الفتاة، وتصر هذه السيدة أن بمجرد أن وصل لجارتها خبر فساد مشروع الخطبة، وهي تتربص بالشاب ومؤكد أنها وضعت أعمال السحر في حذائه، لأنه لم يعد يقوى على السير بشكل صحيح، وبات مهمومًا وفاقد القدرة على الحركة من السرير والشغف.

وقد سألت وبحثت حتى عرفت فضل سورة العاديات في فك الأسحار، لذلك باتت تتلوها على كوب ماء وتسقيه لابنها يوميًا، حتى تحسنت أوضاعه وبات يخرج من غرفته ويجلس مع الأسرة، ويأكل بشكل طبيعي، وتمكن من العودة لعمله ولممارسة حياته بالشكل المعتاد.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الواقعة لمنع الفقر وجلب الرزق

سورة العاديات لجلب الحبيب

علقت فتاة على تجربتي مع سورة العاديات في أحد مواقع التواصل بأنها كانت تهيم حبًا بزميلها في العمل، وهو كان يعاملها بجفاء شديد مهما تلاطفت معه مما سبب لها ألم نفسي رهيب، وأفقدها الثقة في جمالها وأنوثتها، لذا باتت تتلاشاه تمامًا وتحاول التهرب منه في العمل قدر المستطاع.

وحين أخبرت صديقتها بالأمر نصحتها بتلاوة سورة العاديات كل يوم قبل النوم بنية جلب هذا الحبيب، وبعد شهر من المداومة على ورد سورة العاديات اليومي، فوجئت به يسألها عن رقم هاتف أبيها لأنه يريد أن يتقدم لخطبتها بشكل رسمي، وقد أدهشها هذا الأمر بشدة لكنها دعت الله أن يتم هذه الزيجة على خير وشكرته كثيرًا لاستجابة دعائها.

إن سورة العاديات من السور المدنية والتي تذكر الإنسان بفطرته وهي مَنْعِ للخير والتعلق بالمال والدنيا، ولم يرد في الدرر السنية أحاديث تؤكد على فضل محدد لها مثل البقرة وآل عمران وبعض السور إلا إنها سورة عظيمة.