هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد؟ وما هو حكم تقديم الزكاة يوم أو يومين؟ تعد زكاة الفطر من النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا بها وهي فرض عين على كل مسلم ومسلم، لذلك من خلال موقع القمة سنتعرف على وقت إخراج زكاة الفطر، وهل يجوز تأخيرها أم لا.

هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

في ضوء الإجابة عن سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يجدر بنا القول إن زكاة الفطر واجب على المسلمين، وهي بذلك لا تقع من على المسلم بفوات وقتها مثل الدين.[1]

إن إجابة سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد هي لا يجوز وأن من يفعل ذلك متعمدًا فهو آثم، ووجبت عليه التوبة والإسراع في إخراجها.

كما أن هناك العديد من الأدلة في السنة النبوية الشريفة أن في حالة إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد عمدًا فهي لا تقع ولا يؤجر عليها المسلم أجر زكاة الفطر بل يؤجر عليها المسلم أجر الصدقة، والدليل على ذلك:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

“فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ … من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ[صحيح أبي داود].

اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر للجنين في بطن امه

آخر وقت زكاة الفطر

في إطار الحديث عن هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يجدر بنا القول إن أهل العلم قد اختلفوا في تحديد آخر وقت لإخراج زكاة الفطر، وانقسمت أقوالهم إلى العديد من الأقوال ولكن، أقوى قولان هما:

1- القول الأول

إن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر هو وقت صلاة العيد، ويحرم تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، وفي حال تأخير إخراج زكاة العيد إلى بعد الصلاة فإنها لم تقع زكاة فطر بل يؤجر المسلم عليها أجر الصدقة.

أتفق على هذا القول مذهب الظاهرية، كما قام باختياره ابن تيمية، وابن القيم، والصنعاني والشوكاني، وابن باز وابن عثيمين، وقد استدلوا على هذا القول مما جاء في السنة النبوية:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

“فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ … من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ” [صحيح أبي داود].

  • عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ …. وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” [ٍصحيح البخاري].
  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ [صحيح البخاري].

من خلال الأحاديث النبوية الشريفة نجد أن تأخير إخراج زكاة الفطر إلى بعد صلاة العيد، هو أمر مخالف لأمر الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكل عمل مخالف لأمر الله والرسول مردود.

كذلك رأى أصحاب هذا القول إن المسلم إذا تعمد إخراج العبادة المؤقتة عن وقتها فلن تقبل منه، والقياس على ذلك كان ذبح قبل صلاة العيد يجعلها شاة لحم وليست أضحية.

2- القول الثاني

نجد أن القول الثاني يقول إن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر عند غروب شمس اليوم الأول من عيد الفطر، ويحرم تأخيرها عن هذا الوقت، ولقد أتفق على هذا القول مذهب جمهور المالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدلوا على ذلك من السنة النبوية الشريفة.

  • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كُنَّا نُخْرِجُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، وقالَ أبو سَعِيدٍ: وكانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ والزَّبِيبُ والأقِطُ والتَّمْرُ” [صحيح البخاري]، وجه الدلالة في الحديث الشريف قول “يَومَ الفِطْرِ” فقالوا إنها دلالة قوية على صحة إخراج زكاة الفطر في اليوم كله، لصدق كلمة يوم على النهار كله.
  • عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ” [صحيح أبي داود]، وجه الدلالة في الحديث الشريف قوله “من أدَّاها” مرتين فوجد جمهور ذلك القول إنها تفيد أن الصدقة المؤداة قبل صلاة العيد أو بعد الصلاة هي زكاة الفطر في جميع الأحوال، ولكن في حال إخراجها بعد الصلاة ينقص أجرها لتكون مثل غيرها من الصدقات.

حيث رأى أصحاب هذا القول إن المقصد من إخراج زكاة الفطر هو الإغناء عن الطواف والطلب وسؤال الفقراء في يوم العيد، ويتحقق ذلك بإخراج زكاة الفطر في هذا اليوم، حتى لو كان الإخراج بعد صلاة العيد.

اقرأ أيضًا: كيفية حساب زكاة الفطر بالريال السعودي

حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين

بعد أن تعرفنا على إجابة هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يجدر بنا القول إن تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين هو أمر جائز شرعًا.

لقد اتفق على هذا القول مذهب المالكية، والحنابلة، واختاره الشوكاني، وابن عثيمين وابن باز، ولقد جاء الدليل على هذا من السنة النبوية الشريفة:

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:

فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ … وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ[صحيح البخاري].

من الحديث الشريف دلالة واضحة على أن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقوم بإخراج زكاة العيد قبل يوم أو يومين من يوم العيد، وهو الأمر الذي لا يخفى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك في أن ذلك كان بإذن سابق من الرسول.

ذلك لأن الإسقاط قبل الوجوب لم يكن عادة الصحابة، فلم يكونوا يقدمون على فعل الشيء إلا بعد أن يسمعوا ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه.

كذلك رأوا أن زكاة الفطر هي زكاة مثلها مثل زكاة المال، والزكاة يجوز التعجيل بها قبل وجوبها، وأشاروا أيضًا إلى أن الهدف المقصود من إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد هي إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال والطلب في يوم العيد.

التعجيل بيوم أو يومين لا يخل من الهدف المقصود من إخراج زكاة الفطر بل إن الظاهر أنها ستبقى كلها أو بعض منها إلى يوم العيد وبالتالي تحقق الهدف في الاستغناء عن الطواف والطلب في ذلك اليوم.

إن زكاة الفطر فرض على كل مسلم ومسلمة، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم أن نخرجها قبل صلاة العيد وهو القول الأقوى، لذلك يجدر بنا عدم مخالفة أمر الله ورسوله حتى لا يرد عملنا ونحرم من الأجر والثواب.