هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر؟ وهل يمكن إخراج زكاة الفطر في أي يوم من رمضان أم لا؟ حيث يحرص كافة المسلمين حول العالم على الإلمام بأحكام الشريعة الإسلامية التي تتعلق بإخراج زكاة الفطر الواجبة على كل مسلم عند انتهاء شهر رمضان الكريم في أول أيام عيد الفطر المبارك والتي نتعرف عليها من خلال موقع القمة.
هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر
إن الأصل في إخراج الزكاة هو أن يتم إخراجها في البلد الذي يوجد بها الشخص المزكي، كما يجوز نقلها إلى بلد آخر في حال وجود حاجة أو مصلحة ما، حيث قال تعالى
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: الآية 60].
حيث قال بجواز نقل الزكاة من بلد إلى بلد آخر كل من الحنفية والمالكية وابن باز وابن تيمية وابن عثيمين كذلك، حيث قال ابن تيمية 3
“يجوزُ نقْلُ الزَّكاةِ وما في حُكمِها؛ لمصلحةٍ شرعيَّة” (الاختيارات الفقهية: ص:453).
بينما ذهب البعض إلى عدم جواز نقل الزكاة إلى بلد آخر مستندين بذلك إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم، حيث قاموا باعتبار ضمير الهاء في كلمة فقرائهم عائدة على فقراء المسلمين.
اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد
هل يمكن إخراج زكاة الفطر في أي يوم من رمضان
في إطار عرض إجابة هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر، فمن الممكن أن يتساءل بعض المسلمين عن وجوب إخراج زكاة الفطر في أي يوم من أيام شهر رمضان الكريم، يرجى العلم بأن زكاة الفطر تجب على المسلمين في آخر شهر رمضان الكريم برضاء من العلماء.
ما هي عقوبة مانع الزكاة في الآخرة
في إطار التعرف على إجابة هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر، يرجى العلم بأنه تم ورود عقوبات في الآخرة في الكتاب والسنة النبوية الشريفة لمانع الزكاة من أجل الترهيب من هذا الفعل، حيث قال تعالى
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [سورة التوبة: الآيات 34-35].
حيث إن الشخص الممتنع عن إخراج الزكاة يأتي في يوم القيامة ويتحول ماله وكنزه الذي كان يملكه إلى شجاع أقرع (حيه) له زبيبتان وشكله مفزع ويطوقه من شدقيه ويقول له أنا مالك وعزك في الدنيا.
كما روى البخاري في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
“مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا فلَمْ يؤَدِ زكاتَهُ مُثِّلَ له يومَ القيامَةِ شجاعًا أقرَعَ لَهُ زبيبتانِ يطوِّقُهُ يومَ القيامَةِ ثُمَّ يأخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ يعني بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يقولُ : أنا مالُكَ أنا كنزُكَ ثُمَّ تلا النبىُّ : ولَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القيامَةِ” [سورة آل عمران: الآية 180].
اقرأ أيضًا: مقدار زكاة الفطر في الامارات
دلالات الأحاديث الصحيحة عن مانع الزكاة في الآخرة
بالإضافة إلى دلالات الأحاديث الصحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ما دل عليه القرآن الكريم في حق من لم يقم بإخراج الزكاة، حيث دلت على تعذيب من لم يزكِ مع عنده من بهيمة الأنعام، الإبل، والبقر والغنم كذلك، حيث إنه يُعذب بها في يوم القيامة.
كما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
“تَأْتي الإبِلُ علَى صَاحِبِهَا علَى خَيْرِ ما كَانَتْ، إذَا هو لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا، تَطَؤُهُ بأَخْفَافِهَا، وتَأْتي الغَنَمُ علَى صَاحِبِهَا علَى خَيْرِ ما كَانَتْ إذَا لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا، تَطَؤُهُ بأَظْلَافِهَا، وتَنْطَحُهُ بقُرُونِهَا، وقالَ: ومِنْ حَقِّهَا أنْ تُحْلَبَ علَى المَاءِ قالَ: ولَا يَأْتي أحَدُكُمْ يَومَ القِيَامَةِ بشَاةٍ يَحْمِلُهَا علَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ شيئًا، قدْ بَلَّغْتُ، ولَا يَأْتي ببَعِيرٍ يَحْمِلُهُ علَى رَقَبَتِهِ له رُغَاءٌ فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، قدْ بَلَّغْتُ” [صحيح البخاري].
من المهم التعرف على أحكام الشريعة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة التي تتحدث عن وجوب زكاة الفطر على كل مسلم مع تحديد موعدها وكيفيتها وكل ما يتعلق بها حتى لا يحتار المسلم المزكي في أمره.