تجربتي مع استقامة الرقبة كانت مليئة بتفاصيل كثيرة مؤلمة، فمرض استقامة الرقبة له اسم آخر وهو “الرقبة العسكرية” وهو عبارة عن فقدان الرقبة القدرة على الانحناء الطبيعي، وبالتأكيد تعوق استقامة الرقبة صاحبها خلال يومه الروتيني وتحرمه من القيام بأعمال عديدة، وسنوضح كل ما يتعلق بهذا المرض على موقع القمة.

تجربتي مع استقامة الرقبة

تحكي سيدة تجربتها وتقول: ” تجربتي مع استقامة الرقبة، كنت أعاني منذ صغري بمرحلة المراهقة بعلامات وأعراض خفيفة بمنطقة الرقبة، ولكن لم أكن أهتم بالالتفات إليها، مرت السنوات وازدادت المشكلة وتفاقمت وأصبحت أتألم جدًا من منطقة الرقبة لم أستطع النوم أبدًا أو الحياة باليوم الطبيعي كمن حولي.

في هذه اللحظة كان يجب عليَ استشارة الطبيب فكم من سنوات مرت وأنا في حالة إهمال تام، قام الطبيب بتشخيص حالتي وكشف على كافة المنطقة، وصنف الحالة التي عندي بأنها مرض يسمى “استقامة الرقبة”.

ولأن للأسف الشديد تركت المرض يتأسس بجسمي ويثبت سنين، قال لي الطبيب من الضروري عمل عملية جراحية فهناك نسبة من الخطورة لسبب ضغط الفقرات بمنطقة الظهر والرقبة، لذلك كان يعجل من موعد العملية لتأخر الحالة.

وبالفعل حدد لي الطبيب موعد، وقبلها تناقشنا على نسبة نجاح العملية وتفاصيلها وكل ما تتركه سواء من آثار إيجابية أو آثار سلبية، تجهزت للعملية واستعديت وقام الطبيب بتخديري بمخدر عام وموضعي لحساسية المكان العامل به.

لم أكن أشعر بحالي أبدًا حتى بدأت أسمع أصوات من حولي، كان يتبادر على ذهني العديد من الأمور والأسئلة إلى أن سمعت الطبيب يقول لي “مبروك الحمدلله العملية عدت على خير”.

سعدت حقًا بالنتيجة الحاصلة عليها، وأصبحت أقدر أن أعيش يومي بصورة طبيعية دون أي معطل، مع الحفاظ على ممارسة الرياضة والجلوس والحركة بشكل عام بطريقة صحيحة حتى لا تسوء الحالة وتتضرر الفقرات الرقبية مرة أخرى، لكل من يمر بهذا المرض ويشعر بالخجل ولم يستطع التعامل، لكل مشكلة رجاء وأمل، كل ما عليك مراجعة الطبيب وتشخيص حالتك ليعطيك النتيجة المرجوة لك بالنهاية”.

كيفية تشخيص مرض استقامة الرقبة

من خلال تشخيص الطبيب لي في أول رحلة علاجي، وددت أن أنقل لكم طريقة التشخيص التي قام بها معي وعلى أساسها بدأت رحلة العلاج إلى أن انتهت وتكللت بالنجاح في النهاية:

  1. يتم طلب التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية للعمود الفقري والتصوير المقطعي المحوسب للتشخيص النهائي لتقويم الرقبة.
  2. وأيضًا يمكن النظر إلى تشريح العمود الفقري من خلال أجهزة تحليل الموقف.
  3. إن كانت لديك مشكلة بخلاف مرض استقامة الرقبة، يقوم الطبيب بعمل اختبارات الدم بعد التشخيص.
  4. ثم في النهاية يتم علاج العنق وتقويمه من خلال النظر إلى السبب الأساسي.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع خشونة الرقبة

أسباب الإصابة بمرض استقامة الرقبة

من خلال تجربتي مع استقامة الرقبة ومع البحث المستمر عن هذا المرض، هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي بنسبة كبيرة جدًا إلى الإصابة بهذا المرض، فالسبب الشائع للإصابة هو:

  • وضعية الجسم الخاطئة سواء عند الاستيقاظ أو النوم.
  • الجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الحاسب الآلي.
  • أو وجود عمل يتطلب تحريك الرقبة بكثرة وبشكل متكرر.

وأيضًا من الأسباب المرضية أو الطبيعية للإصابة ما يلي:

  • الأخطاء الطبية غير المقصودة: يمكن أن يؤدي استئصال الصفيحة الفقرية عند الأطفال إلى عدم استقرار المفاصل بين الفقرات وبالتالي الإصابة باستقامة الرقبة.
  • الإصابات المباشرة: يمكن التعرض لحوادث مثل حادث سيارة أو الإصابات الرياضية، أو السقوط يصيب صاحبها باستقامة الرقبة لحدوث كسر أو تمزق في الأربطة وانحناء العمود الفقري في الرقبة إلى الأمام.
  • مرض القرص التنكسية: من الأمراض التي يتم ملاحظتها مع التقدم في العمر لضعف وترقق أقراص العمود الفقري، مما يؤدي إلى تغير الانحناء بالرقبة وحدوث عدم توازن بسبب وزن الرأس.
  • اضطرابات خلقية: أي وجود عيب خلقي بالعمود الفقري منذ الولادة، وفي الغالب يعاني الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بعيوب خلقية في أجزاء أخرى كالجهاز البولي.

الأعراض المصاحبة لمرض استقامة الرقبة

أعلمنى الطبيب بوجود عدة أعراض تصاحب مرض استقامة الرقبة، أريد أن أشاركها معكم، ليستفيد كل واحد منكم إن كان يمر بعرض منهم ويلحق بالكشف وبدء العلاج:

  • حدوث اضطرابات في الإحساس والحركة.
  • الشعور بضيق وصعوبة في التنفس.
  • الشعور بألم بسيط بالظهر.
  • آلام في الرقبة.
  • فقدان النظر الأفقي أي عدم قدرة المريض على الرؤية إلى الأمام بصورة مباشرة.
  • تجمد وتيبس العمود الفقري.
  • ضعف في الأطراف.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع علاج ديسك الرقبة

علاج مرض استقامة الرقبة

باستكمال بحثي عن مرض استقامة الرقبة أحضرت لك عدة طرق لعلاج المرض، ولكن لا تبدأ باختيار طريقة منهم دون استشارة الطبيب المختص فلكل حالة العلاج والطريقة الخاص بها فلا تتشبه بأحد، ويتمثل علاج مرض استقامة الرقبة  في النقاط التالية:

  • استخدام بعض الأجهزة الطبية: الجبائر مثلًا، فهي تساهم في رفع رقبة المصاب بطريقة صحيحة وتوفر مساحة أكبر بين هذه الفقرات، كما أنها تقلل من الضغط على الأعصاب.
  • العلاج الطبيعي: يعمل على تقوية عضلات الرقبة واستعادة الانحناء الطبيعي بالعمود الفقري لمنطقة العنق.
  • التدليك: يُستخدم كعلاج إضافي مع الخيارات العلاجية الأخرى لتقدير وتخفيف الألم وتوفير الراحة للمريض.
  • الجراحة: هذه هي الطريقة التي تعالجت بها، فلا يتم اللجوء إليها إلا بعد استنفاذ كل الطرق السابقة، فعملية الجراحة تعمل على دمج الفقرات حيث يقوم بضم تلك العظام في الرقبة إلى بعضها باستخدام براغي أو صفائح خاصة بذلك، ثم استئصال العظم ويتم فيها إزالة جزء صغير من العظام الموجودة بالرقبة.

من خلال تجربتي مع استقامة الرقبة، أريد أن أقول وأشجع كل شخص يمر بنفس هذا المرض باستشارة الطبيب ومعرفة كيفية العلاج المناسب له، فلا داعٍ للخجل أو لفقدان الثقة أو لليأس، فلكل داء دواء، يجب السعي والمحاولة والانتظام على كل ما يقوله الطبيب لضمان أفضل النتائج.