كيف تتقن فن الكلام، هذا السؤال كثيراً ما يدور في الاذهان عند مواجهة مواقف مختلفة لا يستطيع فيها الشخص أن يلقي بالاجابة المناسبة، أو يرد بالرد الصحيح والمفترض، لذلك يحاول هذا الشخص معرفة كيف يستطيع أن يتغلب بكلماته وأن يكون الرد كافي ومناسب، ويطلق على هذا الأمر اللباقة فهي إحدى أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها الانسان، وفي هذا المقال نوضح لكم بعض الامور بخصوص اللباقة واتقان الكلام.

كيف تتقن فنّ الكلام؟

إن اتقان فن الكلام يحتاج إلى معرفة معنى الكلام بشكل عام، فالكلام هو القول والخِطاب المتضمن لمعاني واضحة ومقصودة، ويأتي على هيئة أصوات متتابعة، كما أنه يشمل عدة ألفاظٍ يتم استخدامها للتعبير عما يجول في النفس.

لذا فإن للكلام أهميةً كبيرةً في هذه الحياة، كما أن له دوراً هاماً في تقدم المجتمع، ومن الضروري على الإنسان الاهتمام بإتقان فنّ الكلام؛ عن طريق التحلي بفن الاستماع والاهتمام بما يقوله المُتحدث، كما أنه يجب عدم مُقاطعة المُتكلم، والحرص على حسن المُناقشة نيابة عن الجدال، كما يجب أن يكون الهدف من التفنن في الكلام هو الوصول إيصال رسالة معينة.

نصائح لإتقان فنّ الكلام

 هناك العديد من النصائح لإتقان فنّ الكلام والحوار والحديث والتواصل مع الغير، وفيما يلي مجموعة من تلك النصائح:

فنّ الاستماع أو الصّمت

 يعد الاستماع بصمت لحديث المتكلم فن من فنون الكلام التي على الإنسان أن يتخلق بها، كما أنه يوجد هناك نوعان اثنان من الصّمت أولهما الصّمت الإيجابيّ وثانيهما الصّمت السلبيّ.

 إن الصمت الإيجابيّ يعرف بأنّه الصمت الذي يمنح صاحبه المستمع الفرصة للإنصات بعناية إلى المتحدث ورسالته كم أن هذا النوع من أنواع الصمت يدعو الإنسان إلى التفكّر والتركيز والوصول إلى  الخبرات والتأمل ومحتوى الرسالة بكل بساطة.

 أمّا الصّمت السلبيّ فهو عكس الإيجابي تماما حيث أن هذا النوع يدل على خلل في المستمع وقلة ثقته بنفسه، فيكون المرء صامتاً لكي يتجنّب السخرية من قبل الآخرين أو بسبب الخوف من التعرض تعرضه لهجومٍ أثناء إبداء رأياً يُخالف الطرف الآخر. 

عدم مقاطعة المتكلم

المقاطعة من العادات غير الصحيحة والبعيدة عن قوانين وقواعد الكلام السليمة؛ إن مقاطعة المتحدثين تُعدّ تجاوزاً لشروط الأدب والأخلاق.

 ومن الواجب على الشخص أن يأخذ الأذن من المُتكلّم في حال رغب أن يشرع في الكلام، فهذا التصرف  يدل على أخلاق المستمع واحترامه للحديث والمتحدث. 

كما يجب على المتحدث عندما يرى أن المستمع يقاطعه وغير مهتم بحديثه أن يدرك أن الحديثَ لا يُعجبه أو أنه غير مهتم به ويجب أن يُغيّرَ الحديث تدريجياً، أو يُبدلَ أسلوب حديثه عندما يلاحظ أن المستمع قد بدأ يشعرُ بالملل وعدم التركيز، عندها من الممكن أن يحول المتحدث أسلوبه وأن يستخدم أسلوب آخر مثل أسلوب السؤال نيابة عن الشرح والسرد الممل وذلك بهدف جذب انتباه المستمع إلى الحديث ومحتوى الرسالة. 

التفريق بين الجدال والنقاش

من الواجب على الشخص أن يُفرقَ ويعرف مدى الفروقات الشاسعة بينهما، فالنقاش يعرف بأنه عبارة عن الحوار الذي يتم بين طرفين أو أكثر عن موضوع معين، وبصرف النظر عن التشابه أو الاختلاف في وجهات النظر فالهدف يكمن في طريقة الوصول إلى الغاية.

 أمّا الجدال فهو عبارة عن الهجوم بالكلام من طرف متحيز على آخر كما أنه يتسم بالحدّة، وغالباً يكون الهدف منه أن يظهرَ وينتصرَ شخص على الآخر وبصرف النظر عن الوصول إلى الحقيقة أمّ لا.
مراعاة اختلاف الآراء

 إن الاختلاف سنة من سنن الحياة، فالناس تختلف في أطوالها وأشكالها وأحجامها كما أنها أيضا تختلف في آرائها وطريقة تفكيرهاوهذا الاختلاف لا يعني أنهم على خطأ ب يعني رؤيتهم للأمور من جانب آخر. 

الاستعانة بالأمثلة

على المتكلم أن يستعين في كلامه على الأمثله لتقريب المعنى وايضاح الكلام، فالامثلة كفيلة بأن تكون بديلا الشرح والسرد الطويل 

التكلّم على قدر عقول النّاس 

من المهم أن يكون الكلام بالقدر الذي يتناسب مع عقول الناس ومستوياتهم، أي أن المراعاة الفردية للفروقات بين الناس مهم جدا لنصل إلى نتيجة أفضل أثناء الرغبة في إيصال الرسالة المطلوب إيصالها من خلال الكلام.

وإلى هنا نأمل أن نكون أوضحنا ما يكفي حول كيف تتقن فن الكلام، وتجيد الرد والحديث بالكلام المناسب في الوقت المناسب.