ما هو حكم صلاة الجمعة في البيت عند المالكية؟ تعد صلاة الجمعة هي زينة هذا اليوم من كل أسبوع وخير بداية له، وفي هذا اليوم يتحاشد المسلمون لتأديتها جماعة في المسجد.

بينما لا يقدر البعض الآخر على الذهاب إلى المسجد لصلاتها ويحتاجون لمعرفة حكم صلاتها في البيت، وسوف نجيب عن ذلك بكل دقة وتفصيل عبر موقع القمة.

حكم صلاة الجمعة في البيت عند المالكية

قال أصحاب المذهب المالكي في حكم صلاة الجمعة في البيت عند المالكية أنها غير جائزة، وذلك لأن الجامع شرطًا من شروط صحتها ومن يصلون وراء المذياع أو التلفاز أو النادي لا يعتبرون في جامع.

ولقد أشارت المالكية أيضًا إلى أن المسافة بين المصلي خارج المسجد والمصلين داخل المسجد إذا زادت عن 150 متر بطل الاقتداء، ولكن المتفق عليه أنها فرض واجب على كل مسلم.

“عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ علَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ” [رواه مسلم].

اقرأ أيضًا: حكم الشك في خروج الريح اثناء الصلاة

شروط صلاة الجمعة عند المالكية

استكمالًا للتعرف على حكم صلاة الجمعة في البيت عند المالكية نتطرق إلى الشروط العامة لصلاة الجمعة وصحتها عند أصحاب المذهب المالكي، الذين قسموها إلى قسمين وهما:

1- شروط وجوب صلاة الجمعة

إن وجوب صلاة الجمعة له ضوابط وشروط معينة يجب أن تُستوفى عند المالكية وهي:

  • الذكورة، لأن فرض صلاة الجمعة يكون على الرجل فقط وليس على المرأة، وتصح منها إن أجزأتها عن صلاة الظهر.
  • القدرة، فهي لا تجب على غير القادر -بعذر- على الذهاب إليها محمولًا أو راكبًا، بل إذا قدر على الذهاب إليها ولو بأجرة، كما أنها لا تجب على الشخص القعيد إذا لم يجد من يحمله.
  • الإقامة في المكان الذي تؤدى فيه صلاة الجمعة، أو أن يكون الشخص مقيمًا في مكان لا يبعد عن مكان إقامة الصلاة بمسافة أكثر من 3 أميال وثلث ميل.
  • صلاة الجمعة غير واجبة على الشخص الكفيف الذي لا يستطيع أن يذهب إليها بنفسه أو لا يجد من يقوده إليها، أما في حال قدر على ذلك فهي واجبة عليه.
  • ألا يكون المسلم شيخًا هرمًا.
  • الحرية، لأنها غير واجبة على العبد ولكنها تصح منه إذا قام بأدائها.
  • عدم وجود حرّ أو برد قوي.
  • عدم الخوف من التعرض إلى ظلم السلطان.
  • ألا يكون الشخص خائفًا على ماله أو على عرضه إذا كان ضياع ذلك ظالمًا له.

2- شروط صحة صلاة الجمعة

أيضًا هناك شروطًا محددة يجب أن تستوفى لكي تكون صلاة الجمعة صحيحة، وذلك حسب المذهب المالكي الذين حددوها في خمس شروط وهي:

  • الاستيطان وهي تعني استيطان الناس للمكان استيطانًا دائمًا يقدم لهم الأمان البعيد عن الطوارئ الغالبة.
  • أن يكون هناك 12 رجل على الأقل لصلاة الجمعة غير الإمام.
  • أن يكون هناك إمامًا ويشترط في الإمام شرطين، أولهما أن يكون خطيب الجمعة من يصلي بالناس فإذا صلى بهم شخص غيره بطلت الصلاة، وثانيهما أن يكون مقيمًا أو مسافرًا نوى أن يقيم لمدة لا تقل عن 4 أيام.
  • وجود خطبتان.
  • وجود جامع لأن الصلاة في البيت أو المكان البراح لا تصح، كما أنه يشترط أن يكون مبنيًا وأن يكون مساويًا في بنائه لما اعتاد عليه أهل البلد في بنائهم، كما يجب أن يكون قريبًا من البلدة بحيث يصله دخانها، وأن يكون مسجدًا جيدًا تقام فيه صلاة الجمعة.

حكم تعدد الجُمع

ترددت أقاويل متعددة بين الناس حول تعدد الجُمع أي أن يتم إقامة أكثر من صلاة جمعة في اليوم الواحد، إلا أن أهم الآراء في هذا الصدد انحصرت فيما يلي:

1- الرأي الأول

ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنه لا يجوز تعدد الجُمع لغير الحاجة إلى ذلك وهذا رأي الشافعية والمالكية والحنابلة، كما قالت المالكية بأن الصلاة تصح في المسجد الذي أقيمت فيه أول صلاة جمعة داخل البلد.

بينما قالت الشافعية بأنه إذا أقيمت أكثر من صلاة جمعة دون الحاجة فتصح فقط الجمعة السابقة لتكبيرة الإحرام.

2- الرأي الثاني

رأى أصحاب هذا الرأي أنه يجوز تعدد الجمع حتى في غير الحاجة لذلك ولقد مال إلى هذا الحنفية، ولكنهم وضعوا شرطين لم يضعهما غيرهم، الأول هو أن يكون الأمير أو نائبه مثل وزارة الأوقاف التي تكون هي المسؤولة عن تعيين إمام وخطيب الجمعة.

أما الشرط الثاني فهو أن يكون هناك إذن من الجهة المختصة بأن تفتح المساجد أبوابها للمصلين.

اقرأ أيضًا: حكم الشك في الوضوء بعد الانتهاء من الصلاة

فضل صلاة الجمعة

إن يوم الجمعة هو واحد من أفضل أيام الله وهو اليوم الذي خُلق فيه سيدنا آدم عليه السلام، وتُقام فيه كل أسبوع صلاة الجمعة التي فرض الله على المسلمين أداؤها وفقًا لما ورد في كتابه العزيز.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الجمعة: 9].

أما عن فضل صلاة الجمعة فلقد جعلها الله تعالى فرض عين على كل رجل مسلم عاقل حر قادر ومقيم، فهي غير واجبة على المرأة، ولا على الطفل، ولا العبد، ولا على من كان بلا عقل ولا على المريض، وفضلها عظيم وفقًا لما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ” [رواه مسلم].

إن حكم صلاة الجمعة في البيت عند المالكية لا شيء فيه من التعنت بالمرة، فإن الله جعل أحكامها وشروطها بسيطة جدًا ومُيسرة ولم يجعلها فرضًا قاسيًا على المسلمين.