جلوس الرضيع في الشهر الثالث قد يؤثر بشكل سلبي على مراحل نموه، حيث يسيطر القلق على بعض الآباء إن لاحظوا تأخر أبنائهم في تطور بعض المهارات الحركية، لذلك سنوضح تفاصيل أكثر عن جلوس الرضيع في الشهر الثالث، وعن الأضرار التي قد تحدث بسبب إجبار الطفل على الجلوس من خلال موقع القمة.

جلوس الرضيع في الشهر الثالث

هناك الكثير من التساؤلات التي تطرح من قبل الأمهات بشأن جلوس الرضيع في الشهر الثالث، وهذه التساؤلات تنبع من المخاوف إذا كانت هناك بعض المشكلات الصحية عند الطفل، حيث تكون هذه المشكلات مرتبطة بالعمود الفقري أو بالعظام.

وأحيانا قد تكون نتيجة رغبة الوالدين المتسرعة في رؤية المعالم الأولية لتطور نمو طفلهم الرضيع وخاصةً إذا كان طفلهم الأول، ويعتبر جلوس الرضيع في الشهر الثالث غالبا ليس أمرًا طبيعيًا، بل على العكس قد يؤثر ذلك على مراحل نمو الرضيع وتطوره في الحركة.

لذلك يعتبر الشهر الثالث من عمر الرضيع بمثابة الفترة الزمنية الضرورية من أجل تأهيل وتدريب الرضيع على تطوير حمل رأسه ومهارته الحركية، ويتم ذلك عن طريق وضع الطفل على بطنه لفترات كافية، وذلك من أجل تقوية العضلات اللازمة للحركة والتي تضم عضلات العنق والكتف والصدر والظهر والذراعين والأرجل.

ولكن متوسط العمر المناسب من أجل جلوس الرضيع هو من 4 إلى 9 أشهر، وهذا يختلف من طفل إلى آخر اعتمادًا على مسار التطور الحركي لكل طفل على حدٍ سواء.

اقرأ أيضًا: علامات الطفل الذكي منذ الولادة

متى يجلس الرضيع مسنود

تزداد قوة عضلات الرقبة والرأس عند الطفل الرضيع منذ بداية الشهر الرابع، وذلك لكي يتمكن من الجلوس بصورة صحيحة، حيث إن عضلات الرقبة والظهر تكون قوية بصورة كافية من أجل إبقائه مستقيمًا في جلسته.

ثم يبدأ الطفل بعدها في مرحلة تعلم الزحف، ومن ثم تأتي مرحلة الوقوف ثم المشي، وذلك بسبب أن تطور نمو العضلات في الأطفال يبدأ من الرقبة والرأس وينتهي إلى القدم، وليس علينا أن نقوم بمحاولة جعل الطفل يجلس قبل ذلك، لأن ذلك يؤدي إلى وجود أضرار جلوس الطفل في الشهر الثالث، أو ما قبل ذلك.

أما بخصوص سؤال متى يجلس الرضيع مسنود؟ علينا أن نعرف أن العمر الذي يتمكن فيه الرضيع من الجلوس مستقلًا فهو بين عمر أربعة إلى سبعة أشهر، وعند قدوم ذلك الوقت يكون الرضيع قد أتقن سند رأسه وأصبحت عضلات رقبته قوية، ومعظم الأطفال يستطيعون الجلوس في عمر الستة أشهر، لكن الأطفال الذين لديهم مشكلات صحية أو ولدوا مبكرًا يكون تعلمهم للجلوس متأخر قليلًا مقارنة بغيرهم من الأطفال.

كما أنه من الممكن أن نقوم بمساعدة الرضيع على الجلوس من خلال مساعدته في رفع رأسه، وذلك من أجل تقوية عضلات الرقبة، ويمكن ذلك من خلال تشجيعه على اللعب، عن طريق جعل رأسه إلى الأسفل مع محاولة لفت انتباهه وجعله ينظر إلى أعلى، ويفضل أن يتم إبعاد أي مصدر صوت آخر قد يشتت من انتباهه، وذلك من أجل القدرة على الجلوس وتعلم التوازن.

احتياطات عند تعليم الطفل الجلوس

هناك بعض الاحتياطات التي يلزم مراعاتها عند بداية جلوس الطفل، وذلك من أجل الحفاظ على سلامته، وتتمثل هذه التعليمات في النقاط الآتية:

  • يتم إخلاء المنطقة التي يجلس فيها الطفل من كافة الأدوات والمواد التي قد تلحق الضرر به، مثل: الزجاجيات والمواد التي يمكن أن تسبب للطفل تسمم أو اختناق.
  • يجب إغلاق مخرج الغرفة التي يجلس فيها الطفل.
  • يجب عدم وضع الطفل على مكان مرتفع، مثل: الكرسي دون مراقبة من أجل الحفاظ على سلامته.

أضرار جلوس الرضيع في الشهر الثالث

إجبار الرضيع على جلوس في الشهر الثالث يعد من الأساليب والعادات غير الصحيحة وخاصة في شهره الثالث، وسنتعرف على أضرار جلوس الرضيع في الشهر الثالث من خلال الفقرات الآتية:

1ـ عدم قدرة الرضيع على الجلوس في الأشهر المتقدمة

يؤدي حث الرضيع أو مساعدته على الجلوس خلال الأشهر الأولى من حياته إلى تأثير غير صحي على الرضيع، مما يؤدي ذلك إلى منع تقوية العضلات الضرورية من أجل الحركة بدلًا من تعزيز قوتها.

لذلك يجب على الأمهات إتاحة الفرصة لأطفالهن من أجل تقوية عضلاتهم بأنفسهم، ويتم ذلك عن طريق وضع الطفل على بطنه، حيث تساعد هذه الوضعية طفلك في تقوية العضلات الضرورية من أجل الحركة وتحسين مهارته الحسية والحركية، لكي يصل إلى نقطة يكون فيها الطفل باستطاعته رفع رأسه بمفرده وقادرًا على دفع نفسه ومن ثم الحبو أو الزحف.

2ـ تعرض العمود الفقري إلى انحناءات (تقوسات) غير طبيعية

عندما يولد الرضيع في حالة طبيعية يكون شكل العمود الفقري على هيئة حرف C، وخلال فترة نمو الرضيع وتطوره يبدأ العمود الفقري بالتطور إلى الشكل الطبيعي ذو الانحناءين (القوسين) عند الفقرات القطنية والعنقية.

من الجدير بالذكر أن هناك علاقة وثيقة بين تطور القدرة الحركية وتطور العمود الفقري لدى الطفل الرضيع، ومن الدلائل الأكثر أهمية التي تشير إلى تطور انحناءات العمود الفقري بالشكل السليم هي قدرة الطفل على رفع رأسه والحفاظ على توازنه والجلوس والزحف والوقوف ومن ثم المشي.

إن سيطر الطفل على وضع الجلوس في سن مبكرة أو قبل أن يتمكن من تثبيت جسمه بصورة مستقلة، فهو يعتبر بمثابة بذل ضغط مضاعف على العمود الفقري مما قد يؤدي ذلك إلى انحناءات أو تقوسات غير طبيعية في شكل العمود الفقري.

ذكاء الرضيع في الشهر الثالث

لقد أكدت العديد من الدراسات الحديثة أن ذكاء الأطفال لا يرتبط بالعامل الوراثي فقط، وتوجد عدة علامات تدل على مدى ذكاء الطفل، وسنوضحها في النقاط الآتية:

1ـ التفاعل الاجتماعي

هناك الكثير من الأطفال الذين يفضلون الجلوس في الأماكن المزدحمة، ويحبون الضوضاء، ويعد هذا دليل على أنهم على قدر مرتفع من الذكاء، فهم يرغبون في التفاعل مع من حولهم ولكن لا يتمكنون من ذلك بحكم صغر سنهم، كما يلاحظ في عمر الثلاثة أشهر أن الرضيع يقوم بالتركيز على الأصوات التي قد يعرفها، مثل صوت الأم والأب والأخوة.

2ـ التركيز في الأشياء

يعتبر التركيز في الأشياء من أبرز العلامات التي تدل على ذكاء الطفل، وذلك يتم من خلال ملاحظة أنه يأخذ وقت أكثر من اللازم عند البحث عن شيء، أو أنه يقوم بالتركيز في شيء ما من حوله بتمعن، وأثناء القيام بعرض الصور الملونة أو المتحركة للطفل تقوم بلفت انتباهه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز دخول الطفل الرضيع الحمام

3ـ النوم لفترات قليلة

أن الأطفال الأذكياء ينامون عدد ساعات قليلة في اليوم، حيث يتميز هؤلاء الأطفال بفرط الحركة، وحب الاستطلاع، ولديهم الرغبة القوية في اكتشاف الأشياء المحيطة بهم.

4ـ تطور المهارات الحركية للطفل

تطور المهارات الحركية عند الأطفال أحد علامات الذكاء، وخاصة أثناء الشهر الثالث، والمقصود بهذه المهارات ليس تحريك القدمين أو اليدين فقط، حيث تعد الابتسامة من علامات ذكاء الطفل أيضًا، فقد يبتسم الطفل عند السن الثلاثة أشهر أثناء سماع صوت الأم أو الأب، أو عند سماع أي صوت اعتاد على سماعه.

على كل أم أن تعلم كل ما يتعلق بجلوس الرضيع في الشهر الثالث، وكذلك معرفة أنه في السنة الأولى عادة ما ينمو الرضيع حوالي 25سم، وعند عمر 5 سنوات يصبح طوله الضعف عن طول الولادة، أما بالنسبة للأولاد يتم اكتساب نصف القامة كبالغين في عمر سنتين تقريبًا.