يعتبر الزواج الركيزة الأساسية لقيام حياة زوجية بين الرجل والمرأة، العقد المنظّم للعلاقة بينهما، وهو سبيل بناء المجتمعات، ولقد نظم الدين الإسلامي العلاقة بين الزوج والزوجة ووضع عدة أسس لتستقيم عليها الأسرة، ومن بينها الإنفاق ومسؤولية الزوج تجاه زوجته، سنتعرف في المقال على حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته وموقف الشرع من ذلك.
ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته وأسرته؟
مما لا جدال فيه أن نفقة الزوجة تجب على زوجها سواء كان غنيًا أو فقيرًا، بينما إذا رفض الزوج الإنفاق على زوجته على الرغم من استطاعته المادية يأثم شرعًا، حيث قال رسول الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول)، وقوله جل وعلى في سورة الطلاق: (لينفق ذو سعة من سعته وإذا قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا).
ومن الجدير بالذكر أن الرجل الذي لا ينفق على أسرته وأولاده يعتبر مبدد للأمانة وسيحاسب حسابًا عسيرا لأنهم مسؤوليته، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
حكم إنفاق الزوج على زوجته الموظفة
أكد العديد من الفقهاء أن نفقه الزوجة تجب على زوجها بالإجماع كما ورد في القرآن والسنه، ولقد قال سبحانه وتعالى: (اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن)، بينت الآيات السابقة إلزام الزوج بنفقة زوجته.
حكم ترك الزوج زوجته معلقة ولا ينفق عليها
أكدت دار الإفتاء أن الرجل الذي لا ينفق على زوجته وأسرته ويترك زوجته معلقة نهى الشرع الحنيف عن ذلك ولا يتقبله كما ينزع الله البركة من صلاته وصيامه وقيامه، وينتقص أجر أعماله الصالحة فزوجته وأولاده أحق بالنفقة، ولقد ورد في القرآن الكريم في سوره النساء، الآية 129 قوله تعالى: (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) في هذه الآية الكريمة إشارة إلى أن الشرع لا يعترف بأي شيء معلق فيما عدا المعاني الحسنه فعلى سبيل المثال الجنة معلقة على أداء الأمانات والتوحيد وإكرام الجار وغيرها من المعاني الحسنة.
أبواب إنفاق الزوج على الزوجة والأبناء
مما لا شك فيه أن الأبناء والزوجة لهم حق معروف في الإنفاق ومن أبواب النفقة بالمعروف الكسوة والطعام، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن).
وأتاح الشرع للزوجة في حالة بخل زوجها ان تأخذ من ماله دون علمه لتنفق على نفسها بالمعروف، فلقد ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها: (أن هند بنت عتبه قالت: يا رسول الله ان أبا سفيان رجل شحيح ولا يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
بينما في حالة احتياج المرأة إلى علاج فلقد اختلف العلماء بشأن نفقات العلاج فمنهم من قال أن نفقة علاج الزوجة تجب على زوجها لأنه من تمام المروءة أن ينفق عليها اثناء المرض قدر استطاعته، وبعض العلماء اتجه إل9 وجوب نفقة علاج الزوجة على أهلها.
ومن الجدير بالذكر أن من الظلم والجور أن يأخذ الزوج ذهب زوجته وعدم رده لها إذا كان في استطاعته ذلك.
والى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال عن ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته وأسرته؟ و تعرفنا على أبواب إنفاق الزوج على زوجته وأبنائه وحكم ترك الزوج لزوجته معلقة وعدم إنفاق عليها أرجو أن تكونوا قد استفدتم منه ونال إعجابكم.