لماذا عملة الكويت مرتفعة و قوية سؤال يمكن الإجابة عليه من قبل أي شخص مهتم أو غير مهتم بالعملات والاقتصاد، وإذا كان الدينار الكويتي هو العملة الأغلى والأكثر قيمة في العالم، فهل هذا يعني بالضرورة أن الكويت لديها أقوى اقتصاد في العالم؟ أو في ظل وجود إمبراطوريات اقتصادية كبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، هل هناك أي متغيرات إضافية قد تساعد في هذا الأمر؟

لماذا عملة الكويت مرتفعة و قوية

على الرغم من حقيقة أن الدينار الكويتي هو أغلى عملة في العالم، فإن الدولار الأمريكي هو ثاني أغلى العملات في العالم،  ولأنها أموال محلية نادرة يتم تداولها على مستوى العالم، لذلك، فهو غير مدرج ضمن العملات العالمية المستخدمة في التجارة الدولية.

في ضوء حقيقة أن الدينار الكويتي هو العملة الأكثر تكلفة في العالم، سيحاول هذا المقال الإجابة عن بعض الأسئلة حوله، وأيضًا التعرف على الأسباب والاستراتيجيات التي تستخدمها الدول لتحديد التحكم في أسعار صرف عملاتها.

حقائق عن الدينار الكويتي

الدينار الكويتي هو إحدى العملات الأكثر تكلفة في العالم مقارنة بالدولار الأمريكي (أقوى عملة احتياطية للبنوك المركزية العالمية) بسبب ميل الكويت للحفاظ على مستوى مرتفع من الأسعار من أجل تعزيز عائدات تصدير النفط.

الدينار هو وحدة العملة في الكويت، وهو قابل للقسمة إلى 1000 فلس. أصدر بنك الكويت المركزي، منذ إنشائه عام 1961، عملات ورقية من ست فئات مختلفة (ربع دينار، ونصف دينار، ودينار، و 5 دنانير، و 10 دنانير، و 20 ديناراً).

وبحسب البيانات، لا تحتاج الكويت إلى خفض قيمة عملتها من أجل زيادة صادراتها غير النفطية، والتي لا تشكل أكثر من 5-10٪ من إجمالي صادراتها، والتي يشكل النفط منها 90٪ على الأقل.

وتشير النظريات إلى أن رفع سعر العملة له تأثير سلبي على الصادرات، لكن الكويت تمتلك 10 في المائة من احتياطيات النفط العالمية وتشكل صادرات النفط 95 في المائة من دخل الدولة، مما ينتج عنه فائض تجاري (قيمة الصادرات أكبر من قيمة الواردات) وفائض في ميزان المدفوعات.

وتعتبر سياسة البنك المركزي فيما يتعلق بسعر صرف الدينار الكويتي عنصر حاسم في الحفاظ على الاستقرار النسبي لسعر صرف الدينار الكويتي مقابل العملات الأخرى.

وساهمت هذه السياسة في تعزيز الاستقرار وحماية الاقتصاد المحلي من تداعيات التضخم المستورد، مما يعكس أهمية سعر الصرف للاقتصاد الكويتي الخالي من رأس المال.

ونتيجة لذلك، اتبعت “الكويت المركزية” منذ 18 مارس 1975 حتى نهاية عام 2002 سياسة تثبيت سعر صرف الدينار الكويتي في سلة عملات أجنبية مرجحة.

ويحدد البنك المركزي سعر صرف الدينار بناءً على سلة عملات مرجحة محددة من البلدان التي لها علاقات اقتصادية ومالية مهمة بدولة الكويت.

طريقة تحديد تكلفة العملة

للإجابة على هذا السؤال، يجب أولاً فهم الآلية التي تحدد سعر الصرف. وبحسب عادل عبد الفتاح، رئيس شركة ثمار للأوراق المالية، فإن قيمة عملة الدولة تحددها عوامل مختلفة، بما في ذلك احتياطياتها من الذهب.

وذكر أن “حجم الإنتاج والفرق بين التصدير والاستيراد لهما تأثير كبير في تحديد قيمة العملة بالنسبة إلى العملات الرائدة في العالم وعلي رأسها الدولار الأمريكي”.

وأشار إلى أن حجم الطلب على العملات في سوق تداول العملات مرتبط بشكل كبير بالمؤشرات الاقتصادية مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي وعجز الميزانية والتضخم ومعدلات البطالة.

المتطلبات الأولية للمحافظة على قيمة الدينار الكويتي

كما أشرنا سابقًا، هناك عدد من العوامل التي تساهم في ارتفاع قيمة العملات المحلية، والتي سنقوم الآن بتحديدها.

  • الميزان التجاري المناسب هو أحد العوامل الأساسية التي تساهم في ارتفاع قيمة العملة المحلية.
  • تعتبر احتياطيات النقد الأجنبي الهائلة في خزانة الدولة من أهم العوامل التي تجعل الدينار الكويتي العملة الأكثر قيمة في العالم.
  • إن المحدد الأساسي لنجاح العملية أو فشلها هو دقة السياسات النقدية التي تستخدمها السلطات المختصة.
  • إن يكون تصدير المواد إستراتيجية أساسية وإيجاد بدائل.
  • وتجدر الإشارة إلى حقيقة أن الكويت، وهي دولة صغيرة، تمتلك 10 في المائة من احتياطي النفط في العالم، كدولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 4.5 ملايين نسمة، فإن الكويت لديها القدرة على إدارة سعر الصرف في ظل هذه الظروف، لذلك، فإن حجم الواردات وخسارة صرف العملات الأجنبية ضئيل بالنسبة للدخل.