تجربتي مع جلسات الكهرباء تعد من أكثر التجارب الغريبة التي مرت في حياتي، ربما لأنني لم أظن يومًا أن الحال سيصل بي إلى درجة اللجوء إلى تلك الوسيلة للعلاج ولكنه قد كان، وإلى كل من قد تتشابه تجربته معي سأشاركه الجزء الخاص بي عسى أن ينتفع، وذلك من خلال موقع القمة.

تجربتي مع جلسات الكهرباء

جلسات الكهرباء تلك الكلمات التي ارتبطت في أذهاننا بالمشهد السينمائي الذي يصرخ فيه البطل باكيًا أثناء مقاومته للممرضين الذي يحاولون تقييده، وينتهي المشهد باستسلامه لصعقات الكهرباء لتسمع الأرجاء دوي صرخاته المتألمة.

في حقيقة الأمر أن المشهد السابق لا يُطبق الطريقة الصحيحة لجلسات الكهرباء التي تعد من المحطات الأخيرة من العلاج التي يلجأ إليها الطبيب مع مرضاه حينما لا تظهر عليهم أي استجابة للأدوية الكيميائية، خاصةً لمرضى الاكتئاب والتوتر الشديد، وحاملي الأفكار الانتحارية.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع تخفيض الوزن وترهل الجلد

كيفية عمل جلسات الكهرباء

كيفية عمل جلسات الكهرباء

من خلال تجربتي مع جلسات الكهرباء، فإن الطبيب هو من يحدد ضرورة لجوء المريض لهذا العلاج، ليقوم بعدها بالذهاب إلى إحدى المستشفيات المتخصصة صائمًا لعدد من الساعات، حيث يتم تخديره عن طريق حقن الوريد بأحد المواد المخدرة، وذلك لتجنب إصابة المريض بأي نوبات.

على الرغم من أن المريض يكون غير واعٍ أثناء جلسات الكهرباء، إلا أنه من الضروري وضع قماشة في الفم، حتى لا يتم عض اللسان في حال حدوث تشنجات نتيجة الكهرباء.

يقوم الطبيب بوضع قطبي الكهرباء على رأس المريض، ليتم تمرير تيار كهربائي محدد حسب حالة المريض، وذلك لعدة دقائق يستيقظ بعدها المريض وهو شاعر ببعض التحسن.

أنواع جلسات الكهرباء

في إطار عرض تجربتي مع جلسات الكهرباء، فإن تلك الجلسات وكما سبق الذكر يقوم الطبيب بتمرير التيار من خلال الأقطاب الكهربائية الملامسة لرأس المريض، وعليه فإن أنواع تلك الجلسات تنقسم حسب طريقة وضع تلك الأقطاب، وذلك على النحو التالي:

1- جلسات أحادية الاتجاه

في جلسات الكهرباء أحادية الاتجاه، يتم وضع أحد قطبي الكهرباء على الجزء العلوي من رأس المريض، أما القطب الآخر فيتم وضعه على الجزء الأيمن من الرأس.

يرجع ذلك بسبب أن الجزء الأيسر من الدماغ هو المسؤول الأول عن الذاكرة، وعليه يتم تجنبه للتقليل من فرص إصابة المريض بأي مشكلات في الذاكرة أو الإدراك كأعراض جانبية عن الجلسات الكهربائية.

2- جلسات ثنائية الاتجاه

في جلسات الكهرباء ثنائية الاتجاه، يتم تمرير التيار على الدماغ بأكمله، من خلال وضع الأقطاب على جانبي الرأس الأيسر والأيمن، وفي تلك الحالة يحرص الطبيب على أن تكون مدة الجلسة سريعة جدًا كي لا تحدث أي آثار سلبية على الذاكرة.

مميزات جلسات الكهرباء

كما سبق الذكر من خلال تجربتي مع جلسات الكهرباء، أن وسيلة العلاج في ذيل قائمة العلاجات التي تطبق على المريض، عندما لا يأتي بنتيجة مع الوسائل العلاجية الأخرى، ولكن الاستخدام الصحيح لجلسات الكهرباء ينتج عنها عدة فوائد نذكر منها ما يلي:

  • علاج الاكتئاب المزمن، في حال عدم أداء المهمة بواسطة الأدوية الكيميائية.
  • المساهمة في علاج مرضى الاكتئاب الذين تعرضوا للانتكاسة، أي عادوا للاكتئاب بعد الشفاء منه.
  • تخفيف التوتر والقلق الذي ينتج عنهما التفكير في الانتحار.
  • الحد من أعراض الخرف المتمثلة في الانفعالات الشديدة.
  • لا تؤثر على صحة الجسم، ما دامت تستخدم بطريقة سليمة.

عيوب جلسات الكهرباء

بطبيعة الحال ولأن تلك الوسيلة عبارة عن جهد كهربائي داخل إلى الجسم، فمن الضروري الانتباه عند معالجة المريض بها، لتفادي حدوث أي أعراض صحية أو جانبية سلبية، والتي نذكر منها الآتي:

  • الإصابة بالصداع الشديد، والغثيان، وربما فقدان مؤقت في الذاكرة طويل أو قصير المدى، وذلك بعد الجلسة بشكل مباشر.
  • الشعور بالتوتر والارتباك والقلق من بعض المرضى، وذلك بعد انتهاء الجلسة.
  • عدم انتظام معدل نبضات القلب، والتي في بعض الأحيان قد تؤدي إلى حدوث نوبات قلبية، خاصةً لمرضى القلب، والشريان التاجي.
  • نادرًا ما قد تحدث وفاة المريض أثناء الجلسة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع هرمون النمو للبالغين

الحالات المرضية التي تستخدم معها جلسات الكهرباء

بعد عرض تجربتي مع جلسات الكهرباء، من الجدير الإشارة إلى الحالات المرضية، التي قد يختار الطبيب معها عمل الجلسات الكهربائية، والتي نوضحها على النحو التالي:

  • مرضى الاكتئاب.
  • مرضى الهوس، والخرف.
  • مصابي اضطراب ثنائي القطب.
  • مصابي المرض الذهاني الهوسي.
  • مرضى الفصام.
  • مريض الذهول الجامودي.
  • النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة.

تظل الجلسات الكهربائية من الأمور التي لا يحب أن يتعرّض لها الناس حتى لو بهدف العلاج، لكن الحفاظ على الحياة هو الأولوية، لذلك حين يخبرك الطبيب بضرورتها يجب الانصياع وراءه.