هل يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب الدراسة؟ وما هو حكم الجمع بين فروض الصلاة؟ تلك الأسئلة كثيرًا ما تطرح من قبل فئات متعددة من الطلاب المسلمين الذين يحرصون على تأدية صلاتهم والالتزام بها، ولكن يخشون حمل وزرًا لتأخير الصلاة بسبب المدرسة أو الدرس، وسوف نجيب عن هذه الأسئلة بالتفصيل عبر موقع القمة مدعمين الأجوبة بالأدلة القاطعة من الكتاب والسنة.

هل يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب الدراسة

هل يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب الدراسة

يتساءل بعض الطلاب المسلمين هل يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب الدراسة والإجابة القاطعة عن هذا السؤال هي لا، حيث إن تقديم الصلاة وأدائها قبل حيان موعدها لا يجوز ولا يصح بأي حال من الأحوال، وفي حال قام المسلم بصلاتها قبل موعدها أو قبل الأذان يتوجب عليه إعادتها مرة أخرى في موعدها الصحيح.[1]

(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [سورة النساء، الآية رقم 103].

إن هذه الآية الكريمة تنفي وبشكل قاطع صحة القول بأنه يجوز صلاة الفرض مقدمًا قبل أن يحين موعده، فإن لكل واحد من فروض الصلاة الخمسة اليومية موعدًا محددًا يجب أداؤه فيه ولا يجوز التقديم عن هذا الموعد.

لقد ورد حديثًا شريفًا عن النبي يشير إلى هذه النقطة الهامة، وجاء نص الحديث كالآتي:

“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمَّني جبريلُ عندَ البيتِ مرَّتينِ فصلَّى بيَ الظُّهرَ حينَ زالتِ الشَّمسُ وَكانت قدرَ الشِّراكِ وصلَّى بيَ العصرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثلَهُ وصلَّى بيَ يعني المغربَ حينَ أفطرَ الصَّائمُ وصلَّى بيَ العشاءَ….”

“… حينَ غابَ الشَّفَقُ وصلَّى بيَ الفجرَ حينَ حرمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائمِ فلمَّا كانَ الغدُ صلَّى بيَ الظُّهرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثلَهُ وصلَّى بي العصرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثليهِ وصلَّى بيَ المغربَ حينَ أفطرَ الصَّائمُ وصلَّى بيَ العشاءَ إلى ثلثِ اللَّيلِ وصلَّى بيَ الفجرَ فأسفَرَ ثمَّ التفتَ إليَّ وقالَ يا محمَّدُ هذا وقتُ الأنبياءِ من قبلِكَ والوقتُ ما بينَ هذينِ الوقتينِ [رواه عبد الله بن عباس، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود].

اقرأ أيضًا:  حكم تأخير الصلاة عن وقتها عمدا بغير عذر

حكم الجمع بين فروض الصلاة

إن الجمع بين فروض الصلاة أمر غير مقبول بالمرة عند جمهور فقهاء وعلماء المسلمين، فلا يجوز للمسلم أن يؤجل جميع فروضه متعمدًا نتيجة للتكاسل أو تفضيل وتقديم أي عمل آخر على الصلاة وتأديتها جميعًا في وقت وآن واحد.

فالصلاة يجب أن تؤدى بوقتها وإن تعمد الشخص تجاهلها وتأخيرها للجمع بينها عليه بقضائها في اليوم التالي كل فرض مع ما يماثله.

اقرأ أيضًا: ما حكم تقديم صلاة العشاء على صلاة المغرب؟

أسباب تبيح تأخير الصلاة عن موعدها

أن أسباب تأخير الصلاة تختلف من شخص لآخر فهناك من يؤخرها للانشغال بالعمل أو للدراسة أو للنوم وغيره من الأسباب، إلا أن جميع هذه الأسباب لا تجيز ولا تحلل تأخير الصلاة لأنها كما سلف وأشرنا كتابًا موقوتًا، ولكن على سبيل المثال في الحروب بالرغم من أنه يتوجب على المسلم أن يصلي حسب حالته في الحرب.

إلا أنه إذا غلبه وأخذه القتال في سبيل الله يمكنه أن يؤخر الصلاة قليلًا إلى ما بعد انتهاء الحرب مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الأحزاب، حيث قام في هذا اليوم بتأخير صلاة الظهر والعصر حتى صلاها بعد صلاة المغرب وهذا ما يسمى بجمع التأخير

بالإجابة عن سؤال هل يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب الدراسة يتضح لنا أنه لا عذر يجيز للمسلم أو المسلمة تأخير الفرض الواجب لأي غرض دنيوي مهما كان ضروريًا.