سنن الرسول (ص) في ليلة الزفاف يحتاج أن يتعرف عليها الشباب المقبلين على الزواج ليقوم بالحفاظ على أدائها بأمل أن يبارك لهما الله في هذه الزيجة، ويجعلهما سكن وسكنة لبعضهما، إذ إن ما يبدأ على طاعة فإن الله يحفظه ويصونه، ومن خلال موقع القمة نعرض عدد من السنن التي يفضل اتباعها في ليلة الزفاف.

سنن الرسول (ص) في ليلة الزفاف

سنن الرسول (ص) في ليلة الزفاف

أسعد ليالي العمر ليلة الزفاف إذ يكون العروسين المتحابين في الخطوة الأولى ببداية حياتهما ويسعون ليكونوا معًا بعد كل ما خاضوا من تحضيرات وتجهيزات جاء وقت الخروج من نمط الحياة التي اعتدوها، ليبدأوا حياة جديدة خاصة بهم فقط لذلك ينوون أن تكون هذه البداية على السنة النبوية وطاعة لله.[1]

ومن سنن الرسول (ص) في ليلة الزفاف هي تقديم التهاني والدعاء للعروسين من واجب المسلم أن يفرح لفرحة أخيه المسلم، ففي حال كان أحدهم على وشك الزواج أو في ليلة الزفاف، فإنه من اللائق أن يقال له مبارك عليك وأن يدعو له بالبركة “بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.

اقرأ أيضًا: سنن الرسول في التعامل مع الناس

ما يجب فعله في ليلة الزفاف من السنة النبوية

استكمالًا لعرض سنن الرسول (ص) في ليلة الزفاف فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى المسلمين عند الزواج بالقيام بعدد من السنن والتي تضمن لهم حياة زوجية سعيدة وتجعل الله راضٍ عنهم والتي تتمثل فيما يلي:

  • على الشاب أن يقوم بإخلاص النية الصادقة لله بأنه يستعين بهذه الزيجة ليحافظ على الطهر والعفاف فقد ورد عن محمد عليه الصلاة والسلام “ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم: المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والمُكاتِبُ الَّذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ” [صحيح الترمذي – الراوي: أبو هريرة].
  • إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينصح الناس بتقديم الولائم عند الزواج مهما كانت بسيطة إذ ورد عنه صلى الله عليه وسلم “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ رأى عبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ وعليْهِ رِدعُ زعفرانٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ مَهيِم فقالَ يا رسولَ اللَّهِ تزوَّجتُ امرأةً قالَ ما أصدقتَها قالَ وَزنَ نواةٍ من ذَهبٍ قالَ أولِم ولو بشاةٍ” [صحيح أبي داود – الراوي: أنس بن مالك].
  • صلاة ركعتين أوصى النبي الصحابة أن يقوموا بصلاة ركعتين في غير الفريضة عند ليلة الزواج من أجل أن ينعم المرء بالبركة في العلاقة، ويشعر بالرضا والسعادة بهذه الليلة.
  • المداعبة الزوجة لكسر التوتر والحرج في ليلة الزفاف من الأشياء التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بها إذ ورد في حديث عن الرسول يقول:

كنتُ صاحبةَ عائشةَ الَّتي هيَّأْتُها وأدخلتُها على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ومعي نِسوةٌ، فما وجدْنا عندَهُ قِرَى إلَّا قدحًا مِن لبنٍ، فشرِبَ منهُ، ثمَّ ناولَهُ عائشةَ، فاستحيَتِ الجاريةُ، فقُلنا: لا تَرُدِّي يدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ خُذي منهُ. فأخذتُ منهُ على حياءٍ فشرِبتُ. ثمَّ قال: ناوِلِي صَواحِبَكِ. فقُلنا: لا نشتهِيهِ. فقال: لا تجمَعْنَ جوعًا وكذِبً” [سير أعلام النبلاء – الراوي: أسماء بنت عميس].

  • ذكر الله قبل العلاقة الحميمة من الأمور الضرورية إذ إنه قد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم “لو أنَّ أحَدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَهُ قال: بسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جنِّبْنا الشَّيطانَ، وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا، ثمَّ قُدِّرَ أن يكونَ بينهما ولَدٌ في ذلك لم يضُرَّهُ شيطانٌ أبدًا” [سنن أبي داود – الراوي: عبد الله بن عباس].

اقرأ أيضًا: دعاء اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا وسنن يجب القيام بها فى ليلة الزفاف

آداب الزواج في الإسلام

إننا نأخذ الرسول قدوة صالحة في كل أمور الدين والدنيا وقد ورد عن سنن الرسول (ص) في ليلة الزفاف، ومن المهم التعرف على هذه الآداب ليقوم بها المرء المسلم وتتمثل فيما يلي:

  • يضع الزوج يده على رأس الزوجة ويدعو لها بقول الرسول الكريم في الحديث الشريف “إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادمًا فليقلِ اللَّهمَّ إني أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبَلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها وشرِّ ما جبلتَها عليهِ. وإذا اشتَرى بعيرًا فليأخُذْ بذِروةِ سَنامِهِ وليقُلْ مثلَ ذلك وفي روايةٍ ثمَّ ليأخُذْ بناصيتِها وليدْعُ بالبرَكَةِ في المرأةِ والخادمِ” [الأذكار للنووي – الراوي: جد عمرو بن شعيب].
  • تسمية الله وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “لو أنَّ أحَدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَهُ قال: بسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جنِّبْنا الشَّيطانَ، وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا، ثمَّ قُدِّرَ أن يكونَ بينهما ولَدٌ في ذلك لم يضُرَّهُ شيطانٌ أبدًا” [سنن أبي داود – الراوي: عبد الله بن عباس].
  • يفضل أن يتوضأ الزوجين بعد العلاقة الحميمة ” إذا أتى أحدُكم أهلَه ثم أراد أن يعودَ فلْيتوضَّأْ” [صحيح الجامع – الراوي: أبو سعيد الخدري].
  • من غير المقبول أن يذكر الزوجين تفاصيل العلاقة الزوجية للآخرين لقو الرسول ” إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا” [صحيح مسلم – الراوي أبو سعيد الخدري].
  • حرم الله أن يأتي الرجل زوجته وهي حائض أو أن يأتيها في دبرها ويوجد أدلة على ذلك من الكتاب والسنة.
  • أوصى نبي الله صلى الله عليه وسلم العباد بالتعامل مع زوجتهم بالملاطفة والإحسان فقد قال في خطبة الوداع قالَ ألا واستَوْصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّما هنَّ عَوانٍ عندَكُم” [صحيح الترمذي – الراوي: عمرو بن الأحوص].

الزواج من الأشياء التي فطر الله عليها البشر، فكل روح تريد روح أخرى تسكن إليها وتواسيها وتساندها في المواقف الصعبة والفواجع، كما تشاركها اللحظات الحلوة والمسرات، وفي حال الالتزام بتعاليم الإسلام يتم بناء أسرة صالحة.