هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12؟ وما حكم تأخير صلاة العشاء بدون عذر؟ فقد يتعرض البعض منَّا إلى التأخير في تلبية النداء، منَّا من يكون له عذره ومنَّا من لا عُذر له، وفي ذلك تختلف الأحكام التي على المُسلم الالتزام بها، ومن خلال موقع القمة سنعرض الحُكم على الجميع بمُختلف الأحوال مع توضيح الوقت الذي تنتهي به صلاة العشاء.

هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12

قد يؤخر بعض الأشخاص أداء صلاة العشاء إلى ما بعد الساعة 12 مساءً بعد منتصف الليل، وتلقت دار الإفتاء الكثير من الاستفسارات بشأن هذا الأمر، وأجاب أحد المفتين أن وقت صلاة العشاء يكون من غياب الشفق الأحمر وحتى الثلث الأول من الليل.[1]

وذلك بُناءً على الحديث النبوي الشريف، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صَلَّيْتُمُ الفَجْرَ فإنَّه وقْتٌ إلى أنَّ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ، ثُمَّ إذا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ فإنَّه وقْتٌ إلى أنْ يَحْضُرَ العَصْرُ، فإذا صَلَّيْتُمُ العَصْرُ فإنَّه وقْتٌ إلى أنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، فإذا صَلَّيْتُمُ المَغْرِبَ فإنَّه وقْتٌ إلى أنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ، فإذا صَلَّيْتُمُ العِشاءَ فإنَّه وقْتٌ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ” [المحدث: مسلم].

ففي هذا الحديث تبينت الأوقات الرسمية للصلاة، وفي حال التأخير إلى الساعة الأخيرة المتاح بها الصلاة يكون هناك عُذر يسمح له بذلك.

كما أن إجابة المفتي أسندها إلى قول أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد عن رسول الله: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لا يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِ صَلَاةِ العِشَاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَكانَ لا يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَلَا الحَدِيثَ بَعْدَهَا. قالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقالَ: أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ” [المحدث: مسلم].

وهو ما كان يفصل به الرسول، وكان يعلم به أمته الأوقات الصحيحة للصلاة، وخير الهُدى هو هُدى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ بما كان يلتزم به من تعاليم دينية تجاه الله سبحانه وتعالى، ففي الالتزام بها بركة وهداية للجميع.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة

واجبات من أخّر صلاة العشاء إلى منتصف الليل دون عذر

واجبات من أخّر صلاة العشاء إلى منتصف الليل دون عذر

فيما يخص رأي ابن باز بمن أخّر صلاة العشاء إلى منتصف الليل دون عذر فقد أشار إلى واجبه في هذه الحالة، وهو أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى عما فعله، ويتوجب عليه أدائها على الفور مع التوبة وإخلاص النية لله بعدم تكرار الأمر مرة أخرى.[2]

كما يتوجب عليه الاستغفار عن فعله، وقد أوضح الوقت الواجب على المُسلم أداء الصلاة به وهو إلى نهاية الثلث الأول من الليل ويكون قبل الساعة 12 مساءً، أما ما بعد ذلك يمكون عليه التوبة وعدم تأجيلها إلى هذا الحد وصلاتها قضاء.

حكم تأخير صلاة العشاء ابتغاء الثواب الجزيل

أخذ الثواب الصحيح من الصلاة يكون بالاجتماع مع المُصلين في المسجد، فهو الواجب على كل مُسلم، ولا خير في تأخير الصلاة، ولا جزاء أفضل من صلاتها فور تلبية نداء الأذان في الحال.

لكن في حال كان المُصلي معذورًا بأمر ما كالتأخير بسبب المرض أو ما غير ذلك من أمور أخرى أباح له بها الدين الإسلامي فمُتاح له تأجيلها إلى نصف الليل، ولا يجوز تأخيرها عن نصف الليل.

هل يجوز للنساء تأخير صلاة العشاء

في بعض الفتاوى الخاصة بصلاة العشاء، والتي طُرحت من بين الاستفسارات المماثلة لهل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12 هو الاستفسار عن تأخير الصلاة للنساء.

فليس مكروهًا على الإطلاق تأخيرها، ولكن أهم ما يجب مراعاته في هذه الحالة أن يكون التأخير إلى الوقت المباح فقط وهو نصف الليل، فلا يُباح للمرأة أو الرجل التأخير عن نصف الليل على الإطلاق، ولا تفرقة بين الجنسين في أحكام الدين الإسلامي وحكم المشروعية في كل ما يقوم به المرء.

كذلك يتوجب في حال تأخيرها ألا يكون على الرجل أو المرأة مشقة في ذلك، والتأخير هنا لا يخالف صحة الصلاة، بل هي صحيحة ومقبولة من المُصلي بإذن الله تعالى.

هل يجوز صلاة العشاء قبل الفجر بقليل

من بين التساؤلات التي تدور حول جواز تأخير صلاة العشاء وذلك إلى ما بعد الفجر، وهو الوقت الذي يتعدى الثلث الأول من الليل وهو ما قبل الساعة 12 م.

وهو ما يخالف الحُكم الشرعي الذي يُباح به تأخير صلاة العشاء، لذا يجب على المُسلم أداء الصلاة حاضرًا، وفي حال كان يرغب في التأخير عن أدائها فإنه يكون خلال الفترة المباحة فقط.

بالتالي وبُناءً على ما حدث فإنه لا يجوز تأخير صلاة العشاء إلى موعد صلاة الفجر، سواءً قبل الفجر أو بعدها، ويُعد صلاتها في هذا الوقت قضاء، وفي حال لا يوجد عُذر أو مبرر لتأخيرها فيتوجب عليه التوبة عما فعل.

تأخير صلاة العشاء سنة

من بين التساؤلات التي تشابه هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12 الاستفسار عن صلاة العشاء وسُنة تأخيرها، فهي بالفعل سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويُستحب للرجال والنساء تأخيرها، ولكن الصلاة في جماعة من أحب ما يمكن للمُسلم فعله، لذا يؤخر المؤذن إقامة صلاة العشاء عن موعد الأذان قليلًا، وهو ما تختلف به هذه الصلاة عن غيرها من الصلوات.

والتأخير هنا مُتاح إلى الوقت المباح به فقط، فمن غير المباح التأخير إلى ما بعد منتصف الليل، فلا علاقة لهذا التأخير بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لذا يمكن القول إنه لا بأس على من يرغب في تأخير صلاة العشاء إلى ما قبل منتصف الليل.

استحباب تأخير صلاة العشاء

مُستحب بالفعل القيام بالشكل الذي كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم وهو تأخير صلاة العشاء إلى ما قبل منتصف الليل إلا في بعض الحالات المهمة الغير مُستحب بها التأخير، وهي:

  • حال كان في هذا التأخير مشقة، أي في حال كان المسلم بحاجة إلى النوم ويشقى بانتظار صلاتها في موعد متأخر.
  • إذا كان التأخير سيتسبب في التكاسل عنها يتوجب عليه صلاتها باكرًا.
  • إذا سيتسبب التأخير في ضياعها بالنوم أو ما شابه فيجب عليه التبكير بها.

وبُناءً على الحالات السابقة يكون من المستحب تأخير صلاة العشاء في حال كان تأخيرها إلى ما قبل منتصف الليل، لم يشقى المصلي بهذا التأخير، إذا لم يغلب عليه النوم، وإذا وجد جماعة يُصلي بها في هذا الوقت، وذلك يعود إلى أصل وجوب الجماعة في صلاة العشاء.

اقرأ أيضًا: هل يجوز رؤية عورة الزوجة على النت

حكم تأخير صلاة العشاء عند المالكية

من المذاهب التي يهتم عدد كبير من المسلمين بمعرفة رأيهم بشأن الحكم الشرعي في بعض الأمور مذهب المالكية، حيث نوه عن أن تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد الثلث الأول من الليل دون وجود عذر لذلك فإنه قد ارتكب إثمًا، وذلك في حال كان الصلاة أداء لا قضاء.

الالتزام بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وإحياء سُنته أمر مُستحب لجميع المُسلمين، وما أجبنا به عن هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12 كان بُناءً على ما أتت به الأحاديث النبوية الشريفة، وبها دلالات تؤكد على الموعد الصحيح والطريقة التي بها الأجر الأكبر في صلاة العشاء.