وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله يحتاج المرء المسلم أن يعلمه كي يقوم بالاستفادة منه، ليسأل الله عما يشغل باله وما يرغب به قلبه، لأن الدعاء أحد أهم العبادات التي تساعد المرء المسلم في تجاوز كل المواقف الصعبة، وتمنحه القدرة على الصبر على البلاء واجتياز المحن، ونوضح من خلال موقع القمة هذه الأوقات.

وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله

وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله

الدعاء يربط بين العبد وربه ويساعده على الشعور بالاتصال معه، فيتمكن من مرء التنفيس عما يجول بفكره ويرهق كاهله من هموم، فأحيانًا يشعر المرء بالعجز عن التعامل مع شؤون الحياة المليئة بالتقلبات والمآسي، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186].

وقد خص الله سبحانه وتعالى مجموعة من الأوقات ببركة وخير، حيث يُستجاب فيها لدعاء العباد المخلصين، وفيما يلي نعرض وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله:

1- الدعاء بين الأذان والإقامة

إن الصلاة عماد الدين، وأهم الأركان في الإسلام، لذا فكل شيء يتعلق بهذا الطقس الروحاني يعد أمر مقدس بدءً من الوضوء، وحتى في الطريق للمسجد تحط الخطايا وتُعطى الحسنات، لذا فإن الدعاء بين الأذان والإقامة أحد الأوقات المباركة فقد ورد عن النبي “الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ” [المصدر سنن الترمذي – الراوي: أنس بن مالك].

اقرأ أيضًا: دعاء للزواج من شخص تريده باذن الله

2- عند السجود في الصلاة

السجود من أكثر اللحظات التي يتجلى بها العبد، حيث يكون شاعر بقربه من الله ومخلص له بكل جوارحه، إذ وضح النبي هذه الحالة في الحديث الشريف قائلًا

أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ” [المصدر صحيح مسلم – الراوي: أبو هريرة].

 3- الدعاء عند التقلب ليلًا

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في حال صحى المسلم من مرقده وتوضأ ودعا الله، فإنه سيستجيب له كما جاء في الحديث:

“مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ[صحيح البخاري – الراوي: عبادة بن صامت].

4- عند صلاة الجمعة

إن وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله هو آخر نهار الجمعة بعد صلاة العصر، إذ ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف:

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا” [المصدر صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة].

5- الدعاء في جوف الليل

إن الدعاء أو ذكر الله عمومًا بأي شكل من الأشكال أمر كله خير وبركة في جوف الليل، لأنه من المعروف أن الله سبحانه وتعالى ينزل للسماء الدنيا، كما جاي في الحديث القدسي ليعطي السائل، ويغفر للمخطئ وهو كما يلي:

يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له” [المصدر صحيح البخاري – الراوي: أبوهريرة].

فضل الدعاء

يسأل المرء المسلم إن كان هناك وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله، وكذلك يحتاج بعض المسلمين أن يعلموا فضل الدعاء، ليكون دافعًا لهم لكي يقوموا بذكر الله بشكل أكثر كثافة ليس فقط في أوقات الضيق بل في وقت اليسر والرخاء، وتتمثل فضائل الدعاء فيما يلي:

  • الدعاء عبادة وأدائها يعد امتثال لأمر الله حيث قال الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60].
  • الدعاء من السبل التي تقرب العبد بربه حيث قال الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي ” من ذكرني في نفسِه ذكرتُه في نفسي ومن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منه، ومن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقربْتُ منه ذراعًا ومن تقرَّبَ إلى ذراعًا تقربتُ منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً ” [المصدر مجموع الفتاوى].
  • الدعاء يشعر الإنسان بشعور رائع لا يمكن وصفه، إذ يكون في حزن وكدر ثم يصلي ويقف بين يدي الله يسأله الرحمة ويطلب منه أن يجعل له من كل ضيق مخرجًا لينزاح الهم من صدره ويعود حرًا باسم الثغر.
  • الدعاء يعين العبد على أن ينال مراده إيًا كان، حيث إن بالدعاء تمكن زكريا من إنجاب ولد على كبره وعقم زوجته، وبالدعاء أعان الله هاجر وإسماعيل حين دعا إبراهيم عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم:

{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [سورة إبراهيم: 37].

  • الدعاء ينصر المظلوم ويهد قوى الظالم إذ إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [سورة النمل:62].

شروط الدعاء الصحيح

في إطار التعرف على وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله من المهم الانتباه، إلى أن هناك مجموعة من الشروط التي حددها الله للمرء المسلم كي يتمكن من النظر له واستجابة دعائه، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  • اليقين بالله عز وجل وبقدرته على تحقيق المعجزات وليس فقد رفع حمل ثقيل عن عبد من عباده.
  • الإخلاص لله والإيمان بأنه لا منجى من المهالك إلا هو.
  • الإلحاح في الدعاء والتوسل والتذلل لله.
  • استحضار النية وحضور القلب.
  • ذكر الله في كل وقت وحين وليس فقط في أوقات الشدة.
  • الدعاء بالخير فالملائكة ترد ولك بالمثل ” إذا دَعا الرَّجُلُ لِأخيه بظَهرِ الغَيبِ قالتِ المَلائِكةُ: آمينَ، ولكَ بمِثلٍ” [المصدر سنن أبي داود – الراوي: أبو الدرداء].
  • الجزم في الدعاء وإن كان المرء لا يدري ما يريد يسأل الله أن يختار له الخير.
  • التوبة من الذنوب والامتناع عن المال الحرام.

اقرأ أيضًا: دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

آداب الدعاء

في ظل الحديث عن وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله، فمن الضروري أن نوضح الآداب التي يجب مراعاتها عند القيام بالدعاء كي يرى الله منا ما يرضيه عنا ليستجيب الدعاء، وتتمثل هذه الآداب فيما يلي:

  • استقبال القبلة ورفع اليدين مع ضمهم للدعاء.
  • يبدأ الدعاء بالثناء على الله وحمده ثم يقوم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • يراعى أن يكون صوته منخفض.
  • يفضل أن يحدد المسلم وقت من أوقات استجابة الدعاء مع العلم أن الله سميع مطلع في كل وقت وحين.
  • يتجنب التكلف في الدعاء واستخدام السجع.

إن للدعاء أوقات مميزة عبارة عن نفحات ربانية مثل الدعاء بعد الصلوات المكتوبة، والدعاء في السفر، وفي ليلة القدر أيضًا الدعاء بظهر الغيب، وكذلك دعاء يوم عرفة والدعاء بين التشهد وقبل السلام.