ما هي كيفية احياء ليلة القدر؟ وما هو فضل ليلة القدر؟ لا يخفى عن المسلمين أن ليلة القدر هي أعظم الليالي في شهر رمضان الكريم، ولذلك يحرص المسلمون على تحري ليلة القدر المباركة ومعرفة العلامات التي تدل عليها حتى يقوموا بإحياء شعائرها، ولذلك سنعرض لكم الطريقة الصحيحة لإحياء ليلة القدر لالتماس الرحمة والمغفرة من الله عز وجل وذلك من خلال موقع القمة.

كيفية احياء ليلة القدر

إن ليلة القدر هي ليلة مباركة والعبادة فيها خير من ألف شهر، ولذلك يجب على كافة المسلمين تحري تلك الليلة المباركة والعمل على معرفة كيفية احياء ليلة القدر، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في تلك الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان في الصلاة وتلاوة القرآن والذكر.

فقد جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ” [صحيح مسلم].

وسوف نتعرف أكثر على كيفية احياء ليلة القدر من خلال السطور التالية بشيء من التفصيل:

1- كثرة الصلاة

إن الصلاة هي أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم وهي أولى العبادات التي يسأل عنها المرء عند موته، وهي من أبسط الأمور التي يمكنك القيام بها لإحياء ليلة القدر.

نجد أنه من المستحب أن يصلي المسلم العشاء والفجر في جماعة ولقد جاء الدليل على ذلك من السنة النبوية، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه:

سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ [صحيح مسلم].

اقرأ أيضًا: دعاء للمتوفى في ليلة القدر جميل جداً مستجاب بإذن الله

2- قيام الليل

إن قيام الليل له فضل وثواب عظيم، ولذلك فإن قيام ليلة القدر من أفضل الأعمال التي يلتمس فيها المسلم المغفرة والرحمة من الله عز وجل في تلك الليلة المباركة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه:

مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ [صحيح البخاري].

 3- تلاوة القرآن

إن قراءة القرآن من الأعمال الجليلة التي يكسب منها المسلم ثواب عظيم، فالحرف الواحد بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها، فما بالك في ليلة يعظم فيها الخير والثواب، ومن الجدير بالذكر أن ليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، كما أنزل فيها سورة القدر التي توضح فضل وعظمة ليلة القدر.

ولقد جاء الدليل على ذلك من القرآن الكريم حين قال الله تعالى:

{إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر: 1]

لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن في تلك الليلة المباركة، ولقد جاء في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراجع القرآن في كل ليلة مع جبريل عليه السلام في شهر رمضان.

4- الذكر والدعاء

إن الدعاء وذكر الله باستمرار من خير الأعمال وأجمل الصور التي يتقرب فيها العبد من الله عز وجل، ولقد جاء في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لسانه رطب بذكر الله سبحانه وتعالى.

ولذلك يستحب الإكثار من الدعاء وذكر الله في ليلة القدر حتى نتقرب من الله ونلتمس المغفرة والرحمة في تلك الليلة المباركة، ولقد جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

“قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي” [أعلام الموقعين].

 5- العمل الصالح

لا يوجد خير أكثر من أن يتقرب العبد من الله عز وجل بالعمل الصالح، ومن الجدير بالذكر أن العمل الصالح في ليلة القدر له أجر وثواب عظيم فهو يعادل ثواب العمل الصالح في ألف شهر، فهي ليلة مباركة يقسم الخير الكثير فيها، ولقد جاء الدليل على ذلك من قول الله عز وجل:

{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3].

6- الاعتكاف في العشر الأواخر

يأتي الاعتكاف على قائمة الأعمال الصالحة والمستحبة في الليالي العشر الأخيرة في شهر رمضان، ومن الجدير بالذكر أنها سنة عن نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان الرسول يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان التماسًا في ليلة القدر والحصول على الرحمة والمغفرة من الله عز وجل.

ونجد أن الدليل على ذلك جاء من السنة النبوية فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ [صحيح البخاري].

اقرأ أيضًا: أكثر دعاء كان يردده الرسول

كيفية احياء ليلة القدر للحائض

إذا كانت المرأة حائض فإن ذلك لن يمنعها من أن تنال الثواب والأجر في تلك الليلة المباركة، خاصة أن ذلك العذر خارج عن إرادتها، فكل ما عليها فعله في ليلة القدر هي أن تنوي إحياء ليلة القدر.

فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى[مجموع الفتاوى]

ومعنى ذلك أنه إذا نوى المسلم القيام بعمل صالح ولكن منعه عذر قاهر يتقبله الله عز وجل يثاب عليه.

بالإضافة إلى عقد النية فلا يوجد مانع من أن تقوم الحائض بالدعاء والذكر والتكبير والتسبيح والاستغفار فيجب عليها أن تكثر من الدعاء والاستغفار وذكر الله لكي تلتمس الرحمة والمغفرة من الله عز وجل في تلك الليلة المباركة.

وجاء أفضل دعاء لتلك المباركة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

“قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي” [أعلام الموقعين].

ومن الجدير بالذكر أنه يمكن للمرأة أن تستمع إلى القرآن وتردد معه أو تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف أو تمسكه بحائل، بالإضافة إلى ذلك يمكن للمرأة الحائض أن تنال ثواب تلك الليلة المباركة بأن تحث زوجها وأهل بيتها على الطاعة والقيام في تلك الليلة المباركة.

وقد جاء فضل ذلك في السنة النبوية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

رحمَ اللَّهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى وأيقظَ امرأتَهُ، فإن أبت نضحَ في وجهها الماءَ، رحمَ اللَّهُ امرأةً قامت منَ اللَّيلِ وصلَّت وأيقظت زوجَها فإن أبى نضحَت في وجهِهِ الماءَ [خلاصة الأحكام للنووي].

إن تعلم كيفية إحياء ليلة القدر واجب على كل مسلم ومسلمة، كما أنها من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك يجب علينا اتباع تعليمات الله عز وجل وسنة نبيه محمد حتى نلتمس الرحمة والمغفرة من الله عز وجل.