كيف اخراج زكاة الفطر؟ وما هي شروط إخراج زكاة الفطر؟ حين فرض الله الإسلام على المسلمين فرض عليهم أركان الإسلام الخمسة، حيث تعد الزكاة هي الركن الثالث، وهي أحد الأمور التي يجب القيام بها وإلا وقع المسلم في إثمٍ كبير، بالإضافة إلى أن الزكاة لها العديد من الشروط التي سنتعرف عليها وطريقة إخراجها من خلال موقع القمة.

كيف اخراج زكاة الفطر

تعتبر زكاة الفطر هي التي يخرجها المسلم بعد الإفطار من شهر رمضان المبارك، كما أنها تسمى صدقة الفطر حيث إن المسلم يقوم بالتصدق على الفقراء والمحتاجين بالعديد من الأشياء المختلفة.

في إطار سؤال كيف اخراج زكاة الفطر جدير بالذكر أنه اختلف في طريقة إخراجها العلماء، وذلك على النحو التالي:

1- القول الأول في اخراج زكاة الفطر

يرجع جمهور أهل العلم إلى القول بعدم جواز إخراج زكاة الفطر بدفع قيمتها بصورة نقدية لعدم ورود أي نص يدل على صحة الأمر، ولأن قيمة الشيء في حقوق الناس لا تكون إلّا في حال الرضا بين الطرفين، وهذا الأمر لا يمكن تطبيقه على زكاة الفطر لعدم وجود شخص محدد يملكها.

اقرأ أيضًا: 10 معلومات عن شهر رمضان

2- القول الثاني في إخراج زكاة الفطر

قالت الحنفية بجواز دفع القيمة في إخراج زكاة الفطر؛ من باب التسهيل والتيسير على الفقراء، فيقضي بها الفقير ما يحتاجه من الأشياء التي قد تغيب عن علم مُؤدّي الزكاة.

أمّا في أوقات الشدّة وعدم وفرة الحبوب، فالأولى دفع العَين من باب مراعاة مصلحة الفقير، وقد أفتى الإمام ابن تيمية بجواز إخراج القيمة في حال كانت أنفع للفقير واقتضتها مصلحته، أو اختارها الفقير بنفسه لكونها أنفع له.

سبب تسمية زكاة الفطر بهذا الاسم

تسمى زكاة الفطر بزكاة الرؤوس، والرِقاب والأبدان، وتسمى صدقة الفطر حيث إن اللفظ يطلَق على الزكاة التي تجب على المسلم، كما وردت تسميتها في العديد من النصوص سواء القرآن الكريم والسنة النبوية، وتُسمى بزكاة الفِطرة أي الخلقة من الفطرة.

تعد زكاة الفطر هي زكاة للنفس، وتطهير لها، حيث إنها فرضت في السنة الثانية للهجرة، في السنة ذاتها التي تم فرض الصيام على المسلمين، وقد ذكر أهل العلم وجهان لتسميتها بزكاة الفطر:

  • الوجه الأول: أن المقصود بالفطر ما يقابل الصوم أي الإفطار من الصوم، ويكون الأمر في حين اكتمال شهر رمضان، وبدء شهر شوال.
  • الوجه الثاني: الفطر أي الخلق من الخَلقة حيث تم اعتبرها من زكاة الجسد، قال -تعالى-: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30].

شروط إخراج زكاة الفطر

في إطار حديثنا عن كيف اخراج زكاة الفطر، لا بد من الحديث عن أن الزكاة لها العديد من الشروط لكي تكون صحيحة ويتقبلها الله من العبد المسلم عند إخراجها، وتتمثل هذه الشروط في النقاط التالية:

  • الإسلام: فزكاة الفطر واجبة على كل مسلم سواءً كان رجل أو امرأة، حُرّاً أو عبداً، صغير أو كبير؛ وجاء الأمر من خلال الاستدلال بالحديث النبوي رُوِي

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهماـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ” [صحيح مسلم].

  • دخول الوقت: حيث إن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم بغروب شمس آخر يومٍ من أيام شهر رمضان وذلك بعد الاستدلال من الحديث النبوي إذ رُوِي عن ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ” [صحيح مسلم].
  • القدرة المالية: هي التي تعني قدرة الشخص المسلم ما يكفيه من قُوته، وقُوت عياله، وزيادة على يوم العيد وليلته، مع توفر الحاجات الأصلية.
  • النية: إن زكاة الفطر عبادة من العبادات وركن من أركان الإسلام الخمسة، ولا بد من عقد النيّة فيها لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى” وتتحقق النية في القلب قبل أداء الزكاة، ولكن لا تصح بعده، كما لا يصحّ تبديلها أو تغييرها.

أنواع طعام زكاة الفطر

أشرنا في السابق إلى كيف اخراج زكاة الفطر، حيث تجدر الإشارة إلى أن زكاة الفطر اختلف على المحتوى الذي يخرجه المسلم من الطعام بين العلماء والفقهاء، حيث يوجد الكثير من الأقاويل التي تتمثل في الآتي:

  • القول الأول في أنواع طعام زكاة الفطر: يقول جمهور مذهب الحنفية أن الطعام الذي يجب إخراجه يكون من بين 4 أنواع أطعمة، والتي تتمثل في القمح والزبيب والتمر والشعير.
  • القول الثاني في أنواع طعام زكاة الفطر: جاء على لسان جمهور الشافعية، والمالكية بوجوب زكاة الفطر من غالب قوت أهل البلد، وتم تحديدها من قبل المالكيّة بتسعة أصناف لا يصح أداء الزكاة من غيرها وهي: القمح، والشعير، ونوع منه يطلق عليه (السُّلت)، ونوع من النبات يسمى (الدخن)، والتمر، والزبيب واللبن اليابس.
  • القول الثالث لأنواع زكاة الفطر: جاء به جمهور الحنابلة وهو وجوب زكاة الفطر كما نصت عليه الأحاديث النبوية وتكون من القمح، والشعير، والتمر، والزبيب واللبن اليابس، وفي حالة إذا لم يتوفّر أحدها، فإن زكاة الفطر تقدم من الحبوب، والثمار المأخوذة من قوتها طعام لأهل البلد.

مشروعية زكاة الفطر

عند الحديث عن كيف اخراج زكاة الفطر، تجدر الإشارة إلى أن مشروعية إخراج الزكاة جاءت من خلال ورودها في العديد من النصوص سواء القرآنية أو من السنة النبوية والتي تتمثل في الآتي:

1- القرآن الكريم

يعد القرآن الكريم هو الدستور الذي يسير عليه المسلم من خلال تنفيذ كافة الأوامر والضوابط التي فرضت عليه، ومن أهم هذه الضوابط هي الزكاة حيث جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى:

{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى{ [الأعلى: الآية 14].

اقرأ أيضًا: أحكام الصيام في القرآن

2- السنة النبوية

تعد السنة النبوية هي المنهاج الذي يسير عليه المسلمين بعد القرآن الكريم، وهي الضوابط التي أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم لكي يبلغها للناس ليعملوا بها في حياتهم، ومن أبرز الأحاديث التي تحدثت عن الزكاة الآتي:

  • عن عبد الله ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”[صحيح البخاري].

زكاة الفطر واحدة من الأمور التي فرضها الله على المسلم البالغ العاقل الذي يقدر على إخراجها، كما أنه يجب اتباع القول الصحيح في الإخراج والالتزام بالشروط المنوط بها من قبل القرآن والسنة.