ما حكم تكرار سبحان ربي الاعلى في السجود؟ وما هي آداب الدعاء في الإسلام؟ يعد الدعاء في الركوع والسجود من أهم الأركان والثوابت في جميع الصلوات، ولكن يتساءل العديد من المسلمين عن حكم تكرار التسبيح باسم الله الأعلى خلال السجود إلى حد معين، وسوف نجيب عن هذا السؤال بدقة وتفصيل عبر موقع القمة.

ما حكم تكرار سبحان ربي الاعلى في السجود

عند الإجابة عن سؤال ما حكم تكرار سبحان ربي الاعلى في السجود يجب أن نشير أولًا إلى حقيقة هامة، ألا وهي أنه قد اختلف جمهور العلماء حول حكم التسبيح في الركوع والسجود، ولقد انقسمت الآراء إلى ما يلي:

1- رأي الحنابلة والظاهرية

ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن التسبيح في كل من الركوع والسجود أمر واجب، وهذا رأي الحنابلة والظاهرية وبعض من أهل الحديث وبن عثيمين أيضًا، ولقد استدلوا في ذلك بما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: فلَّما نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “اجْعَلوها في رُكوعِكم”، فلمَّا نَزَلَتْ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قالَ: “اجْعَلوها في سُجودِكم”.

حدثه عبد الحق الإشبيلي، المصدر: الأحكام الوسطى.

كما استدلوا بحديث نبوي شريف آخر يؤكد على جواز ووجوب قول سبحان ربي الأعلى في السجود وهو:

“عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: أنَّهُ صلَّى معَ رسولِ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ فسمعَهُ حينَ كبَّرَ قالَ اللَّهُ أَكبرُ ذا الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ وَكانَ يقولُ في رُكوعِهِ سبحانَ ربِّيَ العظيمِ وإذا رفعَ رأسَهُ منَ الرُّكوعِ قالَ لربِّيَ الحمدُ لربِّيَ الحمدُ وفي سجودِهِ سبحانَ ربِّيَ الأعلى وبينَ السَّجدتينِ ربِّ اغفر لي ربِّ اغفر لي وَكانَ قيامُهُ ورُكوعُهُ وإذا رفعَ رأسَهُ منَ الرُّكوعِ وسجودُهُ وما بينَ السَّجدتينِ قريبًا منَ السَّواءِ“.

حدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي.

اقرأ أيضًا: حكم شرب الماء اثناء اذان الفجر في صيام القضاء

2- رأي المالكية والشافعية والحنفية

يرى أصحاب هذا الرأي أن التسبيح في الركوع والسجود سنة وهذا مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنفية، واستدلوا للتأكيد على ذلك بهذا الحديث الشريف:

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَدَّ وقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صَلَّى…

…ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقالَ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وافْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا”

حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.

كيفية الدعاء في السجود

إن الدعاء من أسمى درجات العبادة لكل مسلم ومن أعظم محاولاته للتقرب من الله، وفيه يلجأ العبد إلى ربه ويتضرع إليه سائلًا إياه ما يريد؛ ولقد أوصى الله سبحانه وتعالى عباده بالدعاء دومًا في قوله:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة، الآية رقم 186].

أما فيما يتعلق بكيفية الدعاء فهو يكون بالأدعية والأذكار المأثورة والمتوارثة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما يمكن للعبد أن يدعو ربه بما يفيض به قلبه من أدعية عامة؛ حتى وإن لم يكن يحسن صياغة الدعاء فإن الله مطلع على ما في قلبه وأعلم به.

اقرأ أيضًا: ما هو حكم طلاق الحائض والنفساء في المنزل

آداب الدعاء

إن للدعاء عددٌ من الآداب التي يجب أن يراعيها المسلم في ركوعه وسجوده وبوجه عام، ومن بين هذه الآداب:

  • الوضوء واستقبال القبلة.
  • حمد الله والثناء عليه.
  • الصلاة على النبي.
  • رفع اليدين خلال الدعاء.
  • التوبة إلى الله والاعتراف بالذنب.
  • الإلحاح في الدعاء.
  • عدم تعجل إجابة الدعاء.
  • عدم التكلف في صياغة الدعاء.
  • خفض الصوت في الدعاء.
  • حضور القلب أثناء الدعاء.
  • الإخلاص في سؤال الله.
  • الدعاء في العسر واليسر.
  • عدم الدعاء على الأهل أو النفس أو المال أو الولد.
  • رد الحقوق إلى أهاليها.

إن الإجابة عن سؤال ما حكم تكرار سبحان ربي الاعلى في السجود تؤكد لنا أن الدين الإسلامي ميسرًا في كل شيء ولا عسر فيه، فلم يضع الدين شروطًا وقيودًا للدعاء وجعل الأمر يسير.