ما حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد؟ ومتى تصلى صلاة العيدين؟ من الأحكام التي يتساءل حول مدى صحتها فريق كبير من المسلمين هي وجوب رفع اليدين في التكبير لصلاة العيد من عدمه، وسوف نتعرف إلى حقيقة الحكم الصحيح من خلال موقع القمة، وذلك وفق ما ورد في السنة النبوية الشريفة.

حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد

يتساءل العديد من المسلمين عن حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد هل هو جائز أم غير جائز، والإجابة أنه من الأفضل أن يتم رفع اليدين وإن لم ترفع اليد فلا مشكلة في ذلك أيضًا، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم برفع يديه في تكبيرات الجنازة وتكبيرات العيد.

أي أن السنة رفع اليدين لأنها تكبير؛ وهذا أشبه بتكبيرة الاستفتاح وتكبير الركوع حيث ترفع اليد في الصلوات كلها، فكان النبي إذا كبر رفع وإذا كبر للركوع رفع، وقد جاء في ذلك حديث نبينه أدناه:

“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وإذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَهُما كَذلكَ أَيْضًا، وقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وكانَ لا يَفْعَلُ ذلكَ في السُّجُودِ“.

حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، التخريج: أخرجه مسلم.

اقرأ أيضًا: حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره

صلاة العيد

صلاة العيد هي صلاة يقوم بتأديتها المسلمون في يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى، وهي شريعة من شرائع الله الظاهرة وهي أيضًا من العبادات الخاصة التي تميزت بها الأمة الإسلامية.

تكون هذه الشعيرة ختامًا لعبادتين من أعظم العبادات وهي صيام شهر رمضان وحج البيت الحرام، وتعتبر الصلاة ضربًا من ضروب شكر الله على إتمام هذه العبادات، وتصنف ضمن أهم النوافل التي يؤجر المسلم على تأديتها.

حكم وجوب صلاة العيد

إن حكم وجوب صلاة العيد مختلف عليه من قبل أئمة المذاهب الأربعة، وفيما يلي نتعرف إلى هذه الأحكام:

1- رأي الحنفية

رأى أصحاب المذهب الحنفي أن صلاة العيد واجبة؛ حيث أوجبوها على كل من تجب عليه صلاة الجمعة، ولكنهم لم يوجبوا فيها الخطبة وأكدوا على أنها سنة واستدلوا في ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب عليها.

2- رأي الشافعية والملكية

أكد الشافعية والمالكية على أنها سنة على من تجب عليه صلاة الجمعة، وصلاة الجمعة واجبة على كل ذكر بالغ حر يقيم في البلد التي تقام فيها الصلاة.

كما قالت الشافعية إنها تشرع للمنفرد كما تشرع للجماعة ومشرعة أيضًا للمسافر والصغير والمرأة، بينما لا تشرع عند المالكية للمرأة والصبي والمسافر، ولقد استدلوا لتأكيد رأيهم بهذا الحديث الشريف:

“عن طلحة بن عبد الله قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”.

حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، التخريج: أخرجه مسلم والبخاري.

3- رأي الحنابلة

رأى الحنابلة أن حكم صلاة العيدين فرض كفاية فإذا قامت به مجموعة من المسلمين سقطت عن البقية، ولقد قام بها النبي صلى الله عليه وسلم ومن خلفه من الصحابة، إلا أنها ليست فرض عين على كل مسلم وأقل عدد لأدائها هو 40 شخص.

متى وقت صلاة العيد

يبدأ وقت صلاة عيد الأضحى تحديدًا عند ارتفاع الشمس في السماء بقدر رمح، أما عن وقت صلاة عيد الفطر فهي تبدأ عند ارتفاع الشمس بقدر رمحين.

مكان صلاة العيد

إن السنة في صلاة العيد أن تكون في مصليات خارج البلدة فيسن مثلًا الخروج إلى الصحراء لصلاة العيد هناك ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بذلك، ولقد اتفق أئمة المذاهب الأربعة على ذلك.

أشاروا إلى أن تأديتها في المساجد لا يكون إلا لأمر طارئ يحول دون إمكانية الصلاة في الخارج مثل المطر والريح الشديدة، بينما رأت الشافعية أن الصلاة في المسجد تكون أنظف وأشرف وأجازوا الصلاة خارج المسجد فقط في حال عدم اتساع المسجد لجميع المصلين.

اقرأ أيضًا: حكم شرب الماء اثناء اذان الفجر في صيام القضاء

طريقة إقامة صلاة العيد

إن عدد ركعات صلاة العيد هم ركعتان باتفاق جمهور الفقهاء وفقًا لما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاةُ السَّفرِ رَكعتانِ وصلاةُ الجمعةِ رَكعتانِ والفطرُ والأضحى رَكعتانِ تمامٌ غيرُ قصرٍ على لسانِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ

حدثه الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، التخريج: أخرجه النسائي وأحمد وابن ماجه، أما عن كيفية صلاة العيد فهي تحددت في آراء الأئمة الأربعة كالآتي:

  • رأي الحنفية: تبدأ صلاة العيد بتكبيرة الإحرام وبعدها ثلاث تكبيرات في الركعة الأولى قبل القراءة، وثلاث تكبيرات بعد القراءة في الركعة الثانية.
  • رأي المالكية والحنابلة: صلاة العيد تكون 6 تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية وكل التكبيرات تكون قبل القراءة.
  • رأي الشافعية: صلاة العيد تكون 7 تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الثانية وكل التكبيرات تكون قبل القراءة.

إن حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد يؤكد لنا أن السنة النبوية لم تترك شيئًا مهما كان بسيطًا إلا وأوضحته وبينته للمسلمين؛ لكيلا يكون هناك جدلًا ومفارقات كثيرة بين صفوف المسلمين.