حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره من الأحكام التي يجب على الجميع الإلمام بها، مع العلم أنها من الأحكام التي لم يختلف عليها الكثير من أهل العلم، والتي يتفادى بها المسلم التعرض إلى أي مخالفة لما يوجبه عليه دينه الإسلامي، وعبر موقع القمة سنعرض جميع تفاصيل هذا الحكم.

حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره

الجميع يبحث عن حكم في الانشغال عن خطبة الجمعة، وبدون التطرق إلى التفاصيل ذَكر أهل العلم الحكم الموحد في ذلك، حيث أشاروا إلى أن الإنصات إلى خطبة الجمعة واجب ويحرم على المرء الكلام أثناء الجلوس لسماعها.

واستدلوا على ذلك بأن خطبة الجمعة يتم بها قول الآيات القرآنية، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بالإنصات جيدًا للقرآن الكريم عندما تقرأ آياته مع فهمها وتدربها.

كما استدلوا في ذلك من السنة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا” [الراوي: مسلم].

والجدير بالذكر أن الدليل هُنا بقول من مس الحصى فقد لغا يُشير إلى أن الانشغال عن صلاة الجمعة بأي شكل من الأشكال التي يمكن أن ينشغل بها المرء، أو اللهو عنها بأي شكل من الأشكال التي تتيح هذا اللهو فلا جمعة له.

فمن الأفضل والمستحب للمسلم في هذه الحالة أنه إذا حضر إلى صلاة الجمعة التزم بآدابها من أجل أخذ ثوابها كاملًا، ويجب عليه في هذه الحالة الجلوس لسماع الخطبة والاستفادة من القيم والأحكام التي يلقيها المؤذن على المصلين، وألا ينشغل بأي شيء قد يأخذ بفكره إلى مجال آخر غير ما يُلقى في الخطبة.

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة الإمام ابن باز

ذَكر الإمام ابن باز حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره لمن يتساءل عنه، وذلك لمساعدته في بلوغ أقصى درجة من درجات الأجر التي يمكن الوصول إليها بحضور صلاة الجمعة.

فهي صلاة لها ثواب عظيم، لا داعي لأن يفقده المسلم هباءً بسبب الحديث والانشغال عن الخطبة بأي شكل من الأشكال، وفي حكم ابن باز نذكر أنه قال إن الأمر لا يجوز، أي لا يجوز الكلام مع الناس والإمام يخطب، ومن الواجب الإنصات جيدًا لسماع ما يلقيه الخطيب من دروس.

إلا في حال كان المصلي يرغب في الحديث مع الإمام في أمر من أمور الدنيا وفي إطار موضوع الخطبة من أجل الاستفسار منه عن أمر مهم أو إنكار شيء لا بُد من إنكاره.

فقد أشار ابن باز أن الكلام من الخطيب لا مشكلة به، وذلك لأنه يكون بكل تأكيد في إطار خطبته، مما قد يشتمل على المزيد من المعلومات المهمة بإطار الخطبة التي يلقيها الإمام وتعود على الجميع بالنفع.

ومن يفعل غير ذلك ويتحدث إلى أي شخص خلال خطبة الجمعة فقد ذهب عنه ثوابها، حتى وإن كان كلامه في أمر طيب من أمور الدنيا أو من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فله فعل ذلك بعد انتهاء الخطبة لا مع قولها.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية

رأي المذاهب الأربعة في الانشغال عن الخطبة بالكلام

الكلام مقياس لغيره من السلوكيات المتبعة والتي قد تشغل المصلي عن خطبة صلاة الجمعة، لذا نأخذه مثال على جميع أنواع ما يشغل المرء عن سماع الخطبة، وفي ذلك نوضح رأي المذاهب الأربعة في حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره.

فقد اتفق مذهب الشافعية، الحنفية، الحنابلة والمالكية على أنه لا يجوز الكلام أثناء صلاة الجمعة، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وتبين في ذلك أن الحكم بها لا اختلاف عليه من أي شخص سواءً من جمهور أهل العلم أو ما غير ذلك، فهو حكم قطعي.

حكم الإشارة في خطبة الجمعة

قد يكون هناك حاجة ملحة لشخص ما في صلاة الجمعة ولا بُد له من لفت الانتباه إليها، ولأن الحديث أمر لا يجوز ويُذهب عن صاحب ثواب الصلاة فقد أتت الإشارة على عكس ذلك.

حيث بيّن أهل العلم أن الإشارة في خطبة الجمعة لا مشكلة بها، وذلك بحسب ما جاء عن المذاهب الأربعة في هذا الحكم، وقد تم الإجماع على هذا القول.

ما يستثنى من تحريم الكلام في خطبة الجمعة

يوجد بعض الحالات التي يستثنى منها تحريم الكلام في خطبة الجمعة، وهي الحالات كذلك التي اتفق عليها الجميع بموجب ما استدلوا به من السنة النبوية الشريفة، وهي الحالات التي سنوضحها من خلال عرض حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره، وهي:

  • قبل الخطبة وبعدها: من الأوقات التي لا يحرم بها الكلام، أي في وقت خروج الإمام وأخذ الخطبة ووقت النزول منها وفتح الصلاة.
  • ما بين الخطبتين: يُباح الكلام بين الخطبتين حال الحاجة الضرورية إليه، وهذا بحسب ما تم ذكره في المذهب الشافعي والحنابلة والحنفية واتفق عليه ابن باز، ابن عثيمين وابن حزم.

اقرأ أيضًا: ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء

حكم ذكر الصلاة على النبي أثناء الخطبة

من بين الأحكام التي يسأل عنها بعض الناس هي الصلاة على النبي أثناء الخطبة وهي مشروعة في جميع المذاهب، واتفق عليه السلف، وذلك لأن الصلاة على النبي في صلاة الجمعة أمر مؤكد الاستحباب، وبه اختلاف في وجوبها، فمن الممكن قولها ويمكن لا، فمثلها كمثل التأمين على الدعاء الذي يذكره الإمام في الخطبة.

في حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره تبينت الكثير من الآراء، والتي في النهاية اتفقت على عدم جواز الحديث أثناء الخطبة، ولا بُد من الإنصات لها والتركيز لتعلم ما يلقيه الإمام على المصلين، فهذا من آدابها.