هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة؟ وما هي مشروعية زكاة الفطر والحكمة منها؟ حيث إن زكاة الفطر هي واحدة من العبادات والطاعات والأعمال المشروعة والواجبة على جميع المسلمين في نهاية شهر رمضان الكريم، حيث إنها لا تسقط عن المسلم حتى يقوم بتأديتها لذلك نتعرف من خلال موقع القمة على التفاصيل.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة

يتساءل العديد من الأشخاص عن جواز إخراج زكاة الفطر إلى خارج بلد الإقامة، ومن الجدير بالذكر أن هذا جائز حيث يجب أن يتم دفع زكاة الفطر إلى مستحقيها فقط من القراء والمساكين وهذا استنادًا إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما “فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصائمِ من اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمةً” (هداية الرواة).[1]

كما أن الأصل في زكاة الفطر أنها يجب أن تُنفق على فقراء البلد التي صام بها المقيم، حيث إنها مواساة لأهل البلد التي يوجد بها، وإن دعت حاجة إلى نقلها مثل أن يكون فقراء البلد التي يقوم بنقل الزكاة إليها أشد حاجة أو من أقرباء الشخص المزكي إلى جانب كونهم فقراء أو ما إلى ذلك.

مشروعية زكاة الفطر والحكمة منها

من الجدير بالذكر في إطار التعرف على إجابة هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة أن أصل الزكاة في اللغة هي الطهارة والنماء والبركة كذلك، وزكاة الفطر هي الزكاة المقدرة شرعًا على كل مسلم، ويكون سببها هو الفطر من صوم شهر رمضان الكريم.

تكون هذه الزكاة واجبة على كل مسلم باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وقد شرعها الله عز وجل لعبادة لحكمة بالغة منه جل وعلا، حيث إنها طهره للصائم من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين والفقراء من المسلمين، وهذا حتى يستغنوا بها عن السؤال في يوم العيد.

بالإضافة إلى اشتراكهم مع الأغنياء في فرحة العيد كذلك، كما أنها زكاة للأبدان أن أبقاها الله عامًا وأنعم عليها بالبقاء والحياة، وهي كذلك شكر لله عز وجل من الصائمين على ما رزقهم من الصيام، ويتحصل من خلالها المسلم على الأجر إن أدائها في أوقاتها ولمستحقيها، كما أن بها يتم سرور المسلمين في يوم العيد ويتم رفع خلل الصوم كذلك والله أعلى وأعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المزكي ابن باز

قام أهل العلم ببيان أن أصل زكاة الفطر هو أنها زكاة تتبع بدن المسلم، فهي تكون في البلد التي يقيم هو فيها، أما إذا وجدت مصلحة في نقلها فإن نقلها يعتبر مباح، وحين سئل الشيخ ابن باز رحمة الله عن حكم نقل زكاة الفطر وإخراجها في غير بلد الإقامة أجاب بما يلي:

لكن الصواب والأولى والأحوط: أن تخرجها عن نفسك في محلك، وعن أسرتك زوجتك، ومن تحت يدك في محلك في البلد التي أنت فيها؛ لأن كثيرًا من أهل العلم يوجبون إخراجها في بلد المزكي التي هو مقيم فيها، فعليك أن تحتاط لنفسك وأن تخرجها أنت، ولو أخرجها هو، عليك أن تخرجها في بلدك الذي أنت فيه عن نفسك، وعن أهل بيتك؛ لأنها مواساة لفقراء البلد، وإحسان إليهم، وكف لهم عن السؤال؛ حتى يتفرغوا لما يتفرغ له إخوانهم من السرور والفرحة بالعيد، وعدم التشاغل بسؤال الناس

ما هو وقت زكاة الفطر

في إطار التعرف على هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة، يرجى العلم بأن زكاة الفطر تجب عند غروب الشمس في ليلة العيد، حيث إن هذه هي الفترة التي يكون فيها الفطر من رمضان، كما أن لها وقتان للإخراج وقت الفضيلة ووقت الإباحة، ويكونان على النحو التالي:

  • وقت الفضيلة: حيث يتم إخراجها قبل صلاة العيد في الصبح.
  • وقت الإباحة: وهو إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ومن غير الجائز تأخيرها عن صلاة العيد، ومن قام بإخراجها بعد الصلاة فتعتبر صدقة، وهذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ” (شرح البخاري لابن الملقن).

اقرأ أيضًا: قيمة زكاة الفطر في سلطنة عمان

ما هي أصناف زكاة الفطر ومقدارها

في إطار التعرف على إجابة هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة، يرجى العلم بأن الأصناف التي يتم إخراجها لزكاة الفطر هي صاع من الشعير أو ساع من التمر أو صاع من الزبيب أو صاع من الأقط أو صاع من السلت.

هذا لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن أقِطٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ” (صحيح البخاري)، حيث إن الواجب هو إخراج قوت أهل البلد من الأصناف السابقة.

من الجدير بالذكر أن الصاع يعادل كيلوين ونصف أي 2500 غرام، ولا يُجزى إخراج قيمة الطعام، حيث إنه مخالف لفعل نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، ولأن زكاة الفطر هي عابدة يتم فرضها على جنس معين فلا يجوز إخراجها من غير هذا الجنس المحدد، كما لا يجزئ إخراجها في غير الوقت المحدد لها.

تعتبر زكاة الفطر في الإسلام دين على كل مسلم وحق لكل الفقراء والمساكين في ماله، ومع اقتراب موعدها يبحث الكثير من المسلمين عن الأحكام الشرعية التي تعمل على ضبط إخراجها.