فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه شهر شعبان يعتبر بالنسبة للمسلمين هو شهر ترويض النفس وإعدادها لاستقبال الشهر الكريم وهو شهر رمضان، حيث ينشغل المسلمين فيه بالعبادات، والتي من أفضلها الصيام سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم واقتداءًا به، حيث تتعدد وتكثر فضائل هذا الشهر، وأهم ليلة وهي ليلة النصف منه، حيث يغفر الله لعباده ويستجيب دعواتهم ويرحمهم برحمته ويفرّج كروبهم، ويعتق رقابهم من النار، ويكتب لهم الأرزاق، في السطور القادمة من هذه المقالة سوف نتناول معًا فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه، فتابعونا.

فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

https://youtu.be/ZEXwmp8KMd0

عند قدوم شهر شعبان يكثر المسلمون من الصيام، وقراءة القرآن، والصلاة على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث ذكر المفسرين أن الآية الكريمة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت في شهر شعبان، وهي قوله تعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”، وهو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال، وشَهد العديد من الفضائل.

تابع فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

كافة أعمال شهر شعبان هي تهيأه لشهر رمضان العظيم، وكما أن أفضل الصدقة في شهر رمضان، فأيضًا أفضل الصوم في شعبان لتعظيم شهر رمضان، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث سئل، أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ قال: “شعبان لتعظيم رمضان”، قيل: فأى الصدقة أفضل؟ قال: “صدقة في رمضان”، ومن الأحاديث التي وردت عن فضل الصوم في شهر شعبان، قد روى أبى داود قالت السيدة عائشة : “كان أحب الشـهور إلى رسـول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان”.

رفع الأعمال

من المعروف أن شهر رمضان هو شهر رفع الأعمال، لذلك من أحب الأعمال فيه الصيام، فلا شيء أفضل من أن ترفع أعمال المسلم وهو صائم، ونستدل على ذلك من الحديث الشريف “عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم”.

فضل قراءة القرآن

جميعنا نعلم فضل قراءة القرآن في كل وقت وحين، ولكن تتأكد عظمة قراءة القرآن في الأشهر المباركة كشهر رمضان وشهر شعبان وبالطبع في ليلة النصف من شعبان حيث يتجلى الدعاء ويستجاب بإذن الله وهذا من فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه، فقد جاء عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – أنه قال: “كان المسلمون إذا دخل شعبان أقبلوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان”.

فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

تحويل القبلة

في شهر شعبان حدث تحويل القبلة إلى الكعبة حيث كانت بيت المقدس من قبل، وذلك ما كان ينتظره الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتطلع في كل يوم إلى السماء مترقبًا الوحي من الله عزّ وجل، حتى أرضاه الله وقر عينيه، ونزلت الآية الكريمة قول الله تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”، وتحقق ما تمناه حبيب الله محمد حيث قالت السيدة عائشة له: “ما أرى ربك إلاّ يسارع في هواك” رواه البخاري.

وذلك أيضًا تصديقًا لقول الله تعالى: “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى” صدق الله العظيم، ولا يرضي الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام إلا ما يرضي الله، وعلى ذلك صلّى المسلمون في المسجد لمدة 17 شهر و 3 أيام، وقدم الحبيب محمد إلى المدينة يوم الاثنين وهو الموافق ل 12 ليلة من ربيع الأول، حيث باستقبال الكعبة في يوم الثلاثاء للنصف من شهر شعبان.

  • ترفع فيه الأعمال إلى الله: ونستدل على ذلك بحديث أسامة بن زيد -رضي الله عنه-  عندما سأل الرسول عن كثرة صيامه في شهر شعبان، فأجاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: (ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ).
  • مغفرة الذنوب: اختص المولى عز وجل ليلة النصف من شعبان بفضل عظيم، فقد وعدنا فيها بالعفو والمغفرة،
    ونستدل على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام قال:
    (يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ).
  • عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه،
    فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” ورواه الطبراني،
    وحسنه الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع.
  • استجابة الدعاء: قال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان.

الحكمة من صيام شعبان

عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ – رضي الله عنهما – قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
  1. “أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولًا عنه وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك.
  2. فيه إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
  3. وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة وأن ذلك محبوب لله – عز وجل – ولذلك فُضِلَ القيام في وسط الليل لغفلة أكثر الناس فيه عن الذكر.
  4.  في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها: أنه يكون أخفى وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ومنها: أنه أشق على النفوس: وأفضل الأعمال أشقها على النفوس.
  5. ومنها إحياء السنن المهجورة خاصة في هذا الزمان وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء».   وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:  «العبادة في الهرج كالهجرة إلي» وخرجه الإمام أحمد ولفظه: «العبادة في الفتنة كالهجرة إلي» وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به متبعًا لأوامره مجتنبا لنواهيه ومنها أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم.
  6. أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرفع العمل لله -تعالى-والعبد على أفضل حال وأحسنه وأطيبه لما في الصوم من فضائل عظيمة، وليكون ذلك سببًا في تجاوز الله -تعالى-عن ذنوب العبد حال توسله بلسان الحال في هذا المقام.

وهنا قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا عن فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه، ونتمنى أن تكون مقالتنا قد تناولت استفساراتكم بالأدلة من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.

رائج في قسم ادعية

دعاء المساءدعاء للميت
دعاء السفردعاء الاستخارة
دعاء الصباحدعاء للمريض
دعاء الرزقدعاء يوم الجمعة
دعاء تحصين النفسدعاء الشفاء
دعاء جميلدعاء تسهيل الامور