هو الرجل الذي أضحك الأدب الساخر بقوانينه، فكانت كتاباته الساخرة بمثابة جريمة حرب ضد من يكونون مادة خصبة لها، مقالنا اليوم سوف يكون عن الكاتب والصحفي الساخر محمود السعدني.

معلومات عن محمود السعدني

  • كان محمود السعدني أحد أعضاء جريدة الثورة التي صدرت بعد عام ١٩٥٢، وكان الرئيس السادات وقتها رئيسا لمجلس إدارة تلك الصحيفة، وأيضا أحد الذين تم الاستغناء عنهم حيال تولي السادات رئاسة البرلمان، ومن بينهم كذلك بيرم التونسي.
  • عمل بعد ذلك محمود السعدني مديرا للتحرير بمجلة روز اليوسف، وذلك عندما كان إحسان عبد القدوس رئيسا لتحريرها.
  • انضم محمود السعدني إلى ما يعرف بالتنظيم الطليعي، تميز هذا التوقيت بنجاح الوحدة بين مصر وسوريا، وعندها طالبه الحزب السوري الشيوعي بتوصيل رسالة إلى الرئيس عبد الناصر، ودون أن يعلم ما بها، قام بتسليم تلك الرسالة للسادات، فعندما فتحها وجد بها وعيد شديد لناصر، وعلى إثر ذلك تم سجنه لمدة عامين.
  • عقب خروج محمود السعدني من السجن، تم تعينه رئيسا لمجلة صباح الخير.
  • دخل محمود السعدني السجن مرة أخرى بعد وفاة عبد الناصر، عقب تخلص السادات من مراكز القوى التي كانت تعمل ضده، حينها وجهت أصابع الاتهام إلى السعدني، على أنه أحد المتآمرين.
  • توسط القذافي عند السادات لمحاولة الإفراج عن السعدني، ولكن قوبل طلبه بالرفض، فتذرع السادات بأن السعدني قد أطلق النكات ضد زوجته جيهان السادات، متوعدا له بأنه لن يفلت من العقاب.
  • عقب ذلك تم منع محمود السعدني من ممارسة مهنة الصحافة، فقرر حينها السفر والعمل من خارج البلاد.

كم عمر محمود السعدني؟

  • ولد محمود السعدني عام ١٩٢٧، واسمع بالكامل محمود عثمان إبراهيم السعدني، فهو الشقيق الأكبر للفنان صلاح السعدني.
  • تميز محمود السعدني منذ صغره بروح الدعابة، فكان يداعب اشقاؤه واصدقاؤه بخواطر فكاهية وساخرة في نفس الوقت، اشتهر كذلك المقالب الكوميدية.
  • امتهن محمود السعدني الصحافة فكان عميد السخرية بها، فلم يكن تقليديا في نكاته، فالجميع كان ينتظر أن يتفوه لكي يتضاحكون ويتسامرون، فكان جليس الرؤساء مثل القذافي والكثيرين غيره.
  • كان محمود السعدني ممن أثروا كثيرا في عمالقة الفن في ذلك الوقت، فتربى في بلاطه عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي.
  • توفي محمود السعدني عام ٢٠١٠، عن عمر ناهز ال٨٢ عاما، تاركا ثروة أدبية كبيرة.

قصص محمود السعدني في المنفى 

  • بعد التضييق على السعدني في مصر، سافر إلى لبنان لمحاولة العمل هناك، فوجد عملا بجريدة السفير بالكاد مقابل أجر زهيد للغاية لا يرقى لأجر مبتدئ في المهنة، وذلك بسبب خوف الصحف اللبنانية وقتها من غضب الرئيس السادات، في وقت كانت فيه لبنان على شفا حرب أهلية.
  • بعد ذلك انتقل محمود السعدني إلى ليبيا، فاقترح عليه القذافي عمل جريدة جديدة يترأسها في لبنان، فخاف السعدني على نفسه حتى لا يتم اغتياله على يد اللبنانيين الذين سوف يرون فيه تهديدا لتجارتهم، فعرض عليه القذافي العمل في جريدته التي كان يطلق عليها الفجر الجديد، وبدون قصد تهكم على اسمها السعدني، واصفا لها بالفقر الجديد، فعلى إثر ذلك رفض القذافي مقترح السعدني بإنشاء جريدة له في ليبيا.
  • وبعد ذلك سافر محمود السعدني إلى الإمارات، ولكن بسبب الضغوط الإيرانية لعدم استضافته، رحل السعدني إلى الكويت ومنها إلى العراق ثم إلى لندن، بسبب حلقة التضييق والخناق التي تعرض لها بسبب عداؤه القديم مع الرئيس السادات.
  • بعد وفاة السادات عاد محمود السعدني إلى مصر، واستقبله حينها الرئيس مبارك بالقصر الجمهوري، لتبدأ رحلة جديدة في حياة محمود السعدني الذي عرف بلقب الولد الشقي.

الأعمال الأدبية للكاتب محمود السعدني 

  • كتب محمود السعدني الكثير من الكتب الساخرة التي تحمل في طياتها فكرة ورسالة هادفة، ومن بينها سلسلة الولد الشقي، والتي كتبها في أربع أجزاء، تضمنت حياته وسيرته المهنية وأصعب الظروف التي مر بها.
  • كتاب الموكوس في بلد الفلوس.
  • كتاب أمريكا يا ويكا.
  • مذكرات ابن عطوطة.
  • السعلوكي في بلاد الأفريكي، وغيرها من الكتب التي لا تخلو من السخرية.

محمود السعدني من الكتاب الذين أثروا الأدب الساخر بشكل لا يصيب قارئه بالملل على الإطلاق، استطاع الولد الشقي أن يبرهن أن الكتابة الساخرة فن حقيقي وليست مجرد أضغاث كلمات.