هل يجوز الصيام على جنابه في غير رمضان ويصبح حينها الصيام صحيحًا، أم يلزم القضاء؟ كانت تلك الاستفسارات من المحاور الأساسية التي تدور حولها أسئلة المسلمين الذين يقضون صيامًا في غير الشهر المبارك، والراغبين في الإلمام بأكبر قدر من الأحكام التي تجعل صيامهم سليمًا، وهذا ما سنوضحه لهم من خلال موقع القمة.

هل يجوز الصيام على جنابه في غير رمضان

هل يجوز الصيام على جنابه في غير رمضان

الصيام سواءً كان الفريضة أو غير الفريضة له العديد من الأحكام والضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها حتى لا يدخل المرء في طريق ما هو مُحرّم.[1]

فكان رأي الفقهاء في هذا الصدد أنه يجوز للصائم أن يكون على جنابة ويكون صيامه صحيحًا ولا يشوب صيامه شائبة، بالطبع إذا انتهى الجماع قبل دخول الفجر لكنه لم يغتسل بعد.

يأتي ذلك لكون عدم الطهارة من الجنابة لا تُعد من مبطلات أو مُفسدات الصيام، أما في حال كان الجماع في نهار الصيام فكان ذلك إثمًا لو كان الصيام فريضة مثل القضاء أو النذر، ومفسدًا لصيام النافلة دون وقوع إثم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام رمضان وأنا على جنابه

الدليل الشرعي على جواز الصيام على جنابه

استندت آراء الفقهاء على الرد بالإيجاب عن هل يجوز الصيام على جنابه في غير رمضان، على واحدٍ من زمرة الأحاديث الشريفة التي تعد منهاجًا ودليلًا على السير في الطريق السليم في هذا الأمر، وهو ما يلي:

“عن عائشة أم المؤمنين قالت: أنَّ رَجُلًا جَاءَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسْتَفْتِيهِ، وَهي تَسْمَعُ مِن وَرَاءِ البَابِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ، أَفَأَصُومُ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَأَنَا تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ فأصُومُ،

 فَقالَ: لَسْتَ مِثْلَنَا يا رَسولَ اللهِ؛ قدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ: وَاللَّهِ، إنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بما أَتَّقِي” [رواه مسلم].

يتبين لنا من هذا الحديث الشريف أن الجنابة لا تُبطل الصيام، ويجوز تأخير الاغتسال منها إلى ما بعد دخول وقته، مع العلم أن التأخير لا يكون لدرجة ضياع الصلوات المفروضة.

حيث إنه لا يجب الاعتماد على كون الجنابة لا تُبطل الصيام، ونسيان أن الصلاة يجب أن تؤدّى في أوقاتها دون تأخير مُتعمّد حيث إن ذلك يعد إثمًا أكبر.

هل الصيام على جنابه يلزمه القضاء

يظن الكثير من الناس وجوب قضاء اليوم الذي نام فيه الصائم على جنابة، وفي ذلك خطأ حيث إنه ما دام لم يقع الإثم، وصحّ الصوم، إذًا لا يلزم القضاء، وهذا ما يؤكده الحديث النبوي الشريف:

“عن عبد الرحمن بن الحارث أنَّ مَرْوَانَ أَرْسَلَهُ إلى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ يُصْبِحُ جُنُبًا، أَيَصُومُ؟ فَقالَتْ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ وَلَا يَقْضِي” [رواه البخاري ومسلم].

كيفية الاغتسال من الجنابة

من الأمور التي من الضروري عرضها وأن يكون كل مسلم مُلمًّا بها هي الطريقة السليمة للاغتسال من الجنابة، وذلك نوضحه في عدة نقاط على النحو التالي:

  • النية وهي محلها القلب، واعتبرها الجمهور من فرائض الاغتسال، بينما الحنفية اعتبروها سُنة.
  • يجوز تعميم سائر الجسد بالماء وهذا يكفي لرفع الحدث.
  • يجوز التقسيم من خلال غسل اليدين إلى المرفقين، ثم الفرج، ثم الوضوء عدا القدمين، ثم غسل شق الجسد الأيمن، ويليه الأيسر، ثم غسل القدمين.

ما هي مفسدات الصيام

من الجدير بالذكر في ضوء الإجابة عن هل يجوز الصيام على جنابه في غير رمضان، أن نُلقي الضوء على الأمور التي يؤدي حدوثها أو وقوعها إلى فساد الصيام بالفعل، وذلك على النحو التالي:

  • تناول الطعام أو الشراب على غير نسيان.
  • خروج دم الحيض والنفاس.
  • التقيؤ بشكل مُتعمّد.
  • الجماع في نهار الصيام.
  • الاستمناء، وهو تعمّد الإنزال بالنسبة للرجل أو المرأة.
  • الحجامة وهي في موضع خلاف بين الفقهاء.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق

التواصل مع دار الإفتاء

بعد الإلمام بأهم التفاصيل التي تطرقت إلى صحة الصيام في حال الجنابة وغيرها، فمن الجدير الذكر أنه يمكن التواصل مع دار الإفتاء في حال وجود أي أمر يلزمه فتوى بعينها، وذلك من خلال إحدى الطرق التالية:

الموقع الإلكترونيمن هنا
فيس بوكمن هنا
تويترمن هنا
يوتيوبمن هنا
رقم الهاتف0225970400

يواجه العديد من المسلمين مشكلة الخلط في كون الصيام على جنابة سواءً في رمضان أو غير رمضان يؤدي إلى فساده أم لا، حيث يعد ذلك الأمر من أهم أحكام الشريعة الإسلامية التي يجب معرفتها وأوضح الفقهاء أنه جائز.