هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر؟ وما هي شروط جمع وقصر الصلاة؟ حيث إن السفر في أغلب الأوقات يستغرق الكثير من الساعات، وهذا يعنى فوات عدة فروض على المسافر؛ لذا أباح الله تعالى أن يجمع ويقصر المسافر في الصلاة خلال السفر تبعًا لعدة شروط وضوابط معينة، ومن خلال موقع القمة سوف نوضح تلك المسألة.

هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر

هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر

في وقتنا الحالي صار هناك العديد من الأشخاص يسافرون إلى بلاد ومحافظات أخرى حتى يقضوا حوائجهم أو أشغالهم، فيتم الإكثار من تساؤل هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر، فلا بد من توضيح أن شرع الله تعالى للمسافر أن يقصر ويجمع في الصلاة.[1]

أي أنه نعم يجوز للمسلم أن يقصر ويجمع في الصلاة خلال السفر وهي سنة مؤكدة في حال كان السفر يُبيح القصر، وهذا ترغيبًا له في أداء الفرائض والتخفيف عليه، ورفع الله تعالى الحرج والمشقة التي قد يعاني منها المسافر، وجاء هذا الحكم لكي يُيسر عليه أداء حق من حقوق المولى – عز وجل – التي فرضها عليه.

جاء في القرآن الكريم قول الله – سبحانه وتعالى –:

{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} [سورة النساء: 101]

وهذا دليل على مشروعية القصر في الصلاة أثناء السفر.

بالإضافة إلى أن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقال:

“جمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ في المدينةِ من غير خوفٍ ولا مطرٍ قلتُ لابنِ عباسٍ: لِمَ فعل ذلك قال: كي لا يُحرجَ أُمَّتهُ” (المحدث: أحمد شاكر).

اقرأ أيضًا: هل يجوز أخذ عمره مرتين في نفس اليوم

شروط جمع وقصر الصلاة للمسافر

خلال الحديث حول إجابة سؤال هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر، فمن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الشروط التي تخص الجمع وأخرى تخص القصر في السفر، ويجب العلم بها جيدًا حتى يتم تجنب ارتكاب أي إثم أو خطأ، وهي تأتي على النحو الآتية:

شروط الجمع في السفرشروط القصر في السفر
أن تكون المسافة المقطوعة تُبيح للمسافر القصرإن المسافة التي تُبيح للمسافر القصر في الصلاة هي “80,5 كم”
أن يمضي في سفره ويجد فيهوجود نية السفر شرط أساسي، فإذا خرج من المنزل ولا يعرف إلى أين يذهب فليس له القصر
أن المسافر سفرًا محرمًا ليس له أن يقصر الصلاة، فيجب أن يكون مباحًا أو سفرًا لطاعة
——عدم وجود نية للإقامة، فإذا نوى الإقامة يمتنع عن قصر الصلاة

الوقت المناسب للجمع والقصر في الصلاة للمسافر

في إطار الحديث حول إجابة سؤال هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر، فمن المهم توضيح أن الأئمة الأربعة اختلفوا في أي وقت يمكن للمسافر ابتداء الجمع والقصر في الصلاة، وجاءت آراؤهم على النحو التالي:

1- رأي مذهب الشافعية

اشترط الشافعية خروج المسافر من سور بلده في حال وجود سور مُحيط بها، أو الخروج من العُمران الذي يُعج من سور بلده أو ما يُعرف بأنه سور لهذه البلد، وذلك في حال السفر برًا، بينما إذا كان السفر بحرًا فيمكن للمسافر الجمع والقصر عند ابتداء جريان السفينة أو القارب بعد ركوبه والابتعاد عن الساحل.

2- رأي مذهب الحنفية

اشترط مذهب الحنفية أن يجاوز مكان إقامة المسافر أو ما اتصل به، أو اعتبر من ضمنه من أماكن مثل مدافن الموتى، ولكن البساتين المُتصلة ببناء المدينة لا تعتبر من عُمرانها.

3- رأي مذهب المالكية

يوجد رأيان في مذهب المالكية، فالرأي الأول هو أن يبتعد المسافر عن بيوت البلد التي يسكن فيها، ولا يرى منها أي شيء سواء من اليمين أو اليسار، والرأي الآخر أن يبتعد المسافر مسافة 3 أميال عن بيوت بلده، وأقل من هذه المسافة يُعد ضمن بلده وليس له حق الجمع أو القصر في الصلاة.

4- رأي مذهب الحنابلة

يمكن للمسافر البدء في أحكام السفر عندما يفارق حدود مدينته ويُشترط العمران، فإن فارق العامر منها ووصل إلى الخارب منها الذي لا يسكنه أحد يجوز له ابتداء الجمع والقصر، وفي حال البادية فله أن يقصر عندما يفارق خيام قومه بالكامل.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء يوم الجمعة

كيفية الجمع والقصر في الصلاة خلال السفر

بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر، فمن الجدير بالذكر أن المسافر إذا نوى الجمع بين الصلوات فإن له الجمع بين صلاتي الظهر والعصر معًا، والمغرب والعشاء معًا، فيقوم بصلاة الظهر مع العصر في وقت الظهر وذلك يُعرف بـ “جمع تقديم” أو يُصلي الظهر والعصر في وقت العصر بما يُسمى “جمع تأخير”.

في حال رغب المسافر في الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء فإما أن يُصليهما في وقت المغرب أو يتم تأخير صلاتهما إلى وقت العشاء، ويجب مراعاة الترتيب في أيٍ من هذه الأحوال.

إن مسألة قصر الصلاة في السفر تكون بأن يقوم المسافر بصلاة الظهر ركعتين بدلًا من 4 ركعات، وأيضًا العصر والعشاء، ولكن لا يجوز للمسافر أن يقصر في كل من صلاتي المغرب والفجر، فيتم صلاة المغرب 3 ركعات والفجر اثنتين.

إن الدين الإسلامي جاء دين يُسر وليس دين عسر، وهذا تم توضيحه في مسألة السفر، فإذا كان المسلم على سفر بالمسافة المشروعة فيجوز له الجمع والقصر في الصلاة إذا كان وقتها قد يفوت خلال ساعات السفر.