هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش أم لا، حيث إن صيام الفرض هو واجب شرعي لا يجوز التغافل أو التهاون فيه بأي شكل من الأشكال وأن من يفعل ذلك من دون عذر شرعي من الأعذار التي يبيحها الإسلام وجبت عليه الكفارة والقضاء، لذلك ومن خلال موقع القمة نتعرف على الأحكام الصحيحة للإفطار في صيام القضاء.

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش

إن الصيام فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغين وعاقلين، وبأنه لا يمكن التهاون في مثل هذه الفريضة حيث إنها أمر شرعي تم تكليف المسلم به، كما تم ذكر فضله الكبير في آيات الذكر الحكيم، ولكن من الممكن أن يأتي على المرء بعض الأوقات التي يشعر فيها بعدم القدرة على مواصلة الصيام لعدة أسباب.[1]

حيث إن هناك بعض الأعذار المقبولة والتي يمكن على إثرها أن يفطر المرء ولا إثم عليه، ولكن وجب القضاء في أيام أخرى بعض شهر رمضان الكريم، ولكن هناك من يفطر لبعض الأسباب الأخرى التي تتمثل في العطش أو الجوع الشديد لذلك فلا بد من معرفة مدى جواز ذلك وجاءت الإجابة على النحو الآتي:

  • يعتبر الإفطار جائزًا بالنسبة لمن خاف على نفسه من الهلاك أو التعرض لمرض من شدة العطش، نظرًا لعدم تحمله مشقة الصيام ولكن لا يجب أن يكون الإفطار لمجرد الوهم أو استسهال الأمر.
  • من المباح أن يقوم الشخص بالمضمضة أو صب المياه على رأسه حتى يتخلص من شعوره بالعطش الشديد.
  • اشتملت أقاويل العلماء مثل الإمام النووس رحمه الله حين قال “قال أصحابنا وغيرهم: من غلبه الجوع والعطش، فخاف الهلاك لزمه الفطر، وإن كان صحيحا مقيما، لقول الله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إنَّ الله كان بكم رحيما“.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وعليه أن يقضي ما أفطره مثله مثل المريض.
  • قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله “إذا خاف العطش، لكن ليس المراد مجرد العطش بل العطش الذي يُخَاف منه الهلاك أو يُخَاف منه الضرر“.
  • إيجاز ابن قدامة لمسألة الإفطار بسبب العطش الشديد حين قال “والصحيح إذا خاف على نفسه من شدةً العطش أو الجوع أو نحو ذلك، فله الفطر“.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

آراء المذاهب الأربعة في صيام القضاء

آراء المذاهب الأربعة في صيام القضاء

في إطار التعرف على إجابة سؤال هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش، يرجى العلم بأن المذاهب الأربعة قامت بتوضيح إجازة الإفطار في صيام القضاء بسبب شدة العطش أو الجوع أو لأي أسباب أخرى، وجاءت الآراء على النحو التالي:

1- رأي الحنابلة

جاء رأي أهل الحنابلة في أنه إذا نوى الشخص المكلف أن يصوم وشرع بالفعل في ذلك فلا يجوز له أن يفطر بأي حال من الأحوال من دون وجود عذر شرعي مُباح بالفعل، أما في حال كانت نيته أن يصوم يوم القضاء ولكن لم يدخل في اليوم فيُباح حينها الإفطار وأن يتم تأجيل صيام هذا اليوم في أيام أخرى.

بالإضافة إلى شمول ذلك على كافة الصيام الواجب مثل النذور أو الكفارة، كما لا يجوز قطعها من دون وجود سبب شرعي مثل المرض أو الحيض عند النساء أو بسبب الجوع أو العطش في حال كان في ذلك هلاك لصحة الشخص.

2- رأي المالكية

جاءت المالكية توضح بأنه وجب القضاء لكل من كان صيامه فرض أو تطوع، مع اختلاف بعضهم بشأن وجوب قضاء الأصل ووجوب قضاء القضاء، فإذا أفطر الفرد في صيام القضاء فيجب عليه حينها أن يصوم مرتين، مرة عن الأصل ومرة أخرى عن القضاء، أما في حال كان الإفطار سهوًا منه فلا يكون عليه إثم وصيامه صحيح.

3- رأي الحنفية

رأى أهل الحنفية بأنه لا يجب الإفطار من دون وجود عذر شرعي أو سبب من الممكن أن يؤدي إلى الهلاك، بالإضافة إلى أنهم أوجبوا قضاء الصيام على من أفطر لبعض الأسباب الشرعية أو غير الشرعية كذلك إلا في حال أن يكون مكلفًا بعذر مثل المرض ولا يتمكن من القضاء فحينها لا شيء عليه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية

4- رأي الشافعية

رأت الشافعية أن الإفطار المتعمد ودون وجود عذر شرعي واجب القضاء، أما في حال أفطر الشخص المكلف لبعض الأسباب التي من الممكن أن تسبب التهلكة للنفس أو لأعذار مباحة في الإسلام فيكون حينها القضاء واجب في أيام أخرى.

يعتبر الإفطار في صيام القضاء أمر غير جائز إلا في بعض الحالات التي من الممكن أن تكون مهلكة أو فيها إضرار بصحة الفرد وليس فقط العطش أو الجوع الشديدين حتى لا يأثم الشخص بسبب إفطاره.