هل يجوز الأضحية عن الميت؟ وما الحكمة من أمر الأضحية؟ إن الأضحية من أعظم الفرائض التي أنزلها علينا الله سبحانه وتعالى، وجاءت من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا إسماعيل عليه السلام، وبذلك تم الذبح فدية عن سيدنا إسماعيل عليه السلام، وهناك اختلاف بين المذاهب الإسلامية على وجوب الأضحية عن المتوفى إذا أوصى من عدمه، لذلك عبر موقع القمة نوضح تلك الآراء والاختلافات.

هل يجوز الأضحية عن الميت

يختلف العلماء هل يجوز الأضحية عن الميت أم لا، ويتحدد حكم الأضحية عن الميت من خلال بعض العناصر مثل إذا أوصى الميت بالأضحية يجب على أهل الميت والورثة تنفيذ ما جاء في الوصية، وإذا كان له نذرًا أو وقف يجب أن يلتزموا أيضًا بالتضحية عنه، ولكن إذا كانت الأضحية هدية من الورثة أو التبرع للميت، فهنا اختلف العلماء ونعرض ذلك الاختلاف في السطور القادمة، وهي:

  • تابعين المذهب الحنفي والمالكي والحنبلي قالوا إنها جائزة، لأن الموت ليس حاجزًا للطاعات أو إرسال الأجور، فهنا الأضحية تنزل منزل الصدقات، وهذا استنتاج عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث ضحى بكبشين يوم عيد الأضحى وقال إن الأول لنفسه والثاني لمن لم يستطيع من أمته.[1]
  • أما عن تابعين المذهب الشافعي قالوا عدم جواز الأضحية عن الميت بدون وصية أو وقف.
  • يوجد بعض العلماء الآخرين قالوا إن الدعاء أفضل من الأضحية بالنسبة للميت، وقالوا إن الأضحية نزلت للأحياء وأن الله لم ينص عليها للأموات، ولو كانت مستحبة لفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها أو عن عمه حمزة رضى الله عنه وأرضاه، وفى حالات أخرى إذا اشترى الميت وتوفاه الله قبل أن يذبحها، تذبح وتوزع حسب الشرع، ويكون أجرها له إذا لم يكن عليه دينًا، وإذا كان عليه دينًا، فتباع الأضحية وتسدد دينه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الكسوف في البيت

المقصود بالأضحية ومشروعيتها 

المقصود بالأضحية ومشروعيتها 

الأضحية اصطلاحًا باسم الشاة وأي ما يذبح يوم عيد الأضحى أو هي كل ما ينحر بهيمة ويكون الغرض منها التقرب من الله، وهناك العديد من الأدلة التي تثبت أنها أحد الشرائع التي أقرها الإسلام على التابعين له في القرآن وجاءت السنة النبوية لتأكيده، وفى السطور القادمة نقول تلك الأدلة:

  • أكد الله تعالى على أن الأضحية هي أحد شرائع الإسلام التي يجب العمل بها وتعظيمها، وجاءت الآية في كتابه العزيز في سورة الحج حيث قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
  •  أضاف الله تأكيدًا على أن الأضحية من شعائر الإسلام بقوله تعالى {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2]، حيث إن الله هنا جمع بين الصلاة والذبح، ومن المعروف أن الصلاة من أكثر العبادات تقربًا إلى الله.
  • ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف من ضحَّى قبلَ الصلاةِ، فإنما ذبح لنفسِه، ومن ذبح بعد الصلاةِ، فقد تمَّ نُسُكُه، وأصاب سُنَّةَ المسلمِين” وهذا الحديث رواه البراء بن عازب [المصدر صحيح الجامع].
  • أجمع علماء المسلمين على أن الأضحية أحد شرائع الإسلام منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

الحكمة من فرض شرائع الأضحية

الله سبحانه وتعالى لم يفرض ولم يشرع أي فعل من دون حكمة، ولذلك نعرض الآن الحكمة من تشريع الأضحية على المسلمين، وذكرها مقترنة بفرض الصلاة دليلًا على عظمتها أكثر من مرة، وهي:

  • إحياء وتذكرة بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وعندما فرض الله عليه ذبح ابنه، واستجاب سيدنا إبراهيم ولكن الله افتدى ولده بالشاة.
  • الأضحية عبارة شكر لله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة التي أنعم بها على عباده.
  • كجزء من إدخال البهجة والسرور على أهل البيت والمسلمين، لذلك يمكن أن نقول نعم في سؤال هل يجوز الأضحية عن الميت.
  • يتعلم المسلمون منها الكثير من القيم الحميدة مثل إكرام الضيف وافتقاد الجار والإكثار من الإطعام.

شروط صحة الأضحية

الأضحية هي ملزمة لمن يقدرون عليها، وليست ملزمة لغير المقتدر، ويقصد بالقدرة هنا أي القدرة المادية، ولكن اختلف العلماء على مفهوم القدرة المادية، فمنهم من قال إن القدرة المادية تعني فيض المال عن حاجته ليستطيع شراء الأضحية وذبحها، ومنهم من قال إذا كان المسلم قادر الاستدانة من أجل شراء الأضحية وتسديدها بعد ذلك فوجب عليه الأضحية، ولكن هناك بعض الشروط الأخرى التي بدونها لا تجوز صحة الأضحية ولا قبولها، وهي:

  • أن تكون نية المضحي خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، ومن أساس شروط أي عبادة أو عمل صالح هي توجيه النية الخالصة لله.
  • أن تكون الأضحية إحدى بهيمة الأنعام فمثلًا الضأن أو الماعز أو الإبل أو البقر.
  • أيام الأضحية محددة في الإسلام، ولا يجب التضحية في أيام أخرى، والأيام هي أول أيام عيد الأضحى والعاشر من ذي الحجة بالإضافة إلى ثالث أيام التشريق.
  • لا يجوز ذبح أضحية أصغر من السن الذي أقره لها الله، والسن لدى الضأن هو 6 شهور بينما الماعز سنة كاملة، والإبل 5 سنوات، والبقر عامين، والغنم يضحي بها الشخص عن نفسه وأهل بيته، لكن الأبقار والإبل يمكن الاشتراك بها مع أقل من 7 أفراد.
  • يجب أن تكون الأضحية بصحة جيدة، ولا تكون معيوبة أو بها أمراض، ولا يجب التضحية ببهيمة عوراء أو هزيلة أو عرجاء أو هتماء (أي من سقطت اسنانها بسبب كبر سنها) وأخيرًا التي جف حليبها أيضًا بسبب السن.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاستغفار للميت

أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة للميت؟

بعد أن عرفنا هل يجوز الأضحية عن الميت، نوض أنه يمكن أن ننوي الأجر عن المسلمين الأحياء منهم والاموات بشكل عام، وهناك من يقول إن الصدقة للميت أفضل من الأضحية، وهناك الكثيرين يرجحون أنه إذا كنت في مكان يكثر في الأضحية يمكنك التصدق بثمن الأضحية وهذا أفضل، لأن في هذا المكان لا تحتاج إلى اللحوم في هذا الوقت، لكنهم بحاجة إلى شراء الكثير من المستلزمات الأخرى، فمثلًا ألعاب الأطفال والملابس.

إذا كنت في مكان يحتاج إلى الأضحية واللحوم في هذا الوقت، فعليك بالأضحية وتوزيع اللحوم، والتصدق على روح المتوفى حتى بأبسط الأشياء مثل الاستغفار أو قراءة القرآن، إذا قررت أن تضحي فتوزع الأضحية بطريقة الشريعة الإسلامية وهي ثلث لأهل المتوفى وثلث لجيرانه وثلث للفقراء.

سواء كنت ستضحي للميت أو تتصدق فيجب أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى، ليقبلها الله، وأن تدخل السرور إلى أهل البيت والمسلمين، لأن هذا جزء من شروط الأضحية ليقبلها الله.