هل يجوز إخراج زكاة المال طعام أو ملابس؟ وما هي شروط إخراج الزكاة في الإسلام؟ إن الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله عز وجل على المسلمين في كل العالم، بالإضافة إلى أن فرض الزكاة له العديد من الضوابط والشروط التي يجب الالتزام بها، وسنتعرف عبر موقع القمة على شروط صحتها وكيف يتم استخراجها.

هل يجوز إخراج زكاة المال طعام أو ملابس

فرض الله على المسلم البالغ الزكاة وهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة والتي تأتي قبل صيام شهر رمضان والحج إلى بيت الله الحرام، الأمر الذي جعلها من أهم الأركان، والتي تجب على الشخص وفق العديد من الشروط والضوابط.[1]

تجدر الإشارة إلى أن الزكاة يجب أن تخرج من المال الخاص والشخصي للمسلم البالغ، ففي حالة إذا كان الشخص الذي ستتصدق له بالمال يحتاج إلى طعام أو ملابس فيجب شراء كل منها من المال الذي ستخرجه للزكاة.

يقول أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن الأصل في إخراج الزكاة أن تكون مالًا، فالزكاة تخرج من جنسها أموال أما من يريد أن يقدم الزكاة مالا وبعضها الآخر أشياء يحتاجها الفقراء فله أن يفعل ذلك، ولكن ينوي بها الزكاة مثل تجهيز عروس فقيرة أو مساعدة أحد فى شراء ما يحتاجه فيجوز ولا مانع.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الكسوف في البيت

شروط وجوب الزكاة في الإسلام

شروط وجوب الزكاة في الإسلام

في الفقرة السابقة تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز إخراج زكاة المال طعام أو ملابس، لكن في هذه الفقرة سنتحدث بصورة مستفيضة عن الشروط التي يجب أن تتوافر لوجوب إخراج الزكاة في الإسلام، والتي تتمثل في الآتي:

  • البلوغ لصاحب الزكاة: فلا تجب الزكاة على الصبي الصغير الذي لم يبلغ الحلم، ولكنها تجب في ماله، ويخرجها ولي أمره عنه وهذا قول الجمهور العلماء باستثناء جمهور الحنفية.
  • صحة العقل: فلا يجوز للشخص المجنون إخراج الزكاة، ولكنها تجب في ماله ويخرجها الشخص المسؤل عنه وعن ماله، وهذا قول العلماء خلافًا للحنفية.
  • الإسلام: الزكاة من الفروض التي فرضت على الشخص المسلم فقط، وعند رجوع المرتد للإسلام فتجب عليه الزكاة في الفترة التي ارتد فيها وذلك عند جمهور المالكية والشافعية، بخلاف الحنفية والحنابلة الذين يرون سقوطها عنه لأن الإسلام شرط صحة وشرط وجوب.
  • الحرية: الزكاة لا تجوز على العبد والمكاتب، وذلك باتفاق جمهور كافة العلماء والفقهاء فهو ليس صاحب المال.
  • الاستقلال في الملك أو الملك التام: سواء كان ذلك بملك الأصل أو حيازته باليد، فلا يجب إخراج زكاة في المال لعموم الناس مثل الزرع الذي نبت في أرض لا يملكها شخص، ويشترط القدرة على التصرف في المال فلا زكاة على السيد في مال مكاتبه، ولا زكاة على شخص في مال الآخرين.
  • بلوغ النصاب: فنصاب الذِهب 20 مثقالاً، والفضة 200 درهم، والزروع والثمار 5 أوسق أي بمقدار 653 كيلو، ونصاب الغنم يبدأ من 40 شاة، والإبل عند 5، والبقر عند 30 بقرة.
  • خلو المال من الدين: وهو شرط عند الحنفيّة باستثناء الزروع والثمار، ويرى المالكية ذلك باستثناء النقدين، الحنابلة فيرون خلوه في جميع الأموال، الشافعية فلا يشترطون هذا، ولا تسقط الزكاة بسبب الدين في حالتين الأولى: حولان الحول والعرض عنده، والثانية أن تكون العروض مما يباع كالثياب.
  • حولان الحول: وذلك ما يخص الركاز والمعشر وهو الحول القمري على ملك النصاب وقال البعض من المهم توافر النصاب عند بداية الحول ونهايته، حتى وإن نقص في أثنائه.
  • الزيادة عن الحاجات الأساسية: والتي تزيد عن حاجة الإنسان الشخصية كالنفقة، والسكن، وهو شرطٌ عند الحنفية.
  • ماء المال الذي يزكى أو يكون قابلاً للنماء: وهما الذهب والفضة، وما يحل مكانهما من الأوراق النَقدية، والمعادن والركاز، وعروض التجارة، والزُّروع والثِّمار، والأنعام.

فوائد إخراج الزكاة في الإسلام

في إطار حديثنا عن هل يجوز إخراج زكاة المال طعام أو ملابس، لا بد من الحديث عن الفوائد التي تعم على كل من الفرد والمجتمع من إخراج الزكاة، فهى غير مقتصرة على الفرد الذي يخرجها فقط، حيث إن فوائدها متعددة، وتتمثل في الآتي:

1- فوائد إخراج الزكاة للفرد

إن الشخص المسلم الذي يقوم بإخراج الزكاة يحصل على العديد من الفوائد التي تعود عليه وعلى ماله بصورة كبيرة، ومن أهم هذه الفوائد المذكور أدناه:

  • تطهير مال المزكي وتنميته وحلول البركة وإبعاده عن الفساد والشر.
  • تدريب صاحب المال على الإنفاق والبذل في سبيل الله.
  • شُكر الله على نعمه ومنها المال وإنفاقه في طاعته.
  • تكون دليل على صدق صاحب الزكاة بإنفاقه من محبوباته وهو المال أو غيرها ولذلك أطلق عليها الصدقة في بعض الآيات لأنها تدل على صدق منفقها لوجه الله وطلبًا لرضاه.
  • سبب حلول البركة والخير في مال الشخص، وطريق لرضا الله ومغفرة الذنوب.
  • تطهير النفس من الأنانية والطمع وتطهير نفس الفقير من الحسد والكراهية.
  • تطهير نفس المزكي من البخل الشعور بالفقير والمحروم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا

2- فوائد إخراج الزكاة للمجتمع

لا تقتصر فوائد إخراج  الزكاة على الشخص صاحب المال فقط، لكن هناك العديد من الفوائد التي تعود على المجتمع من مال الشخص المزكي به، وتتضح في النقاط التالية:

  • إعادة توزيع الدخل والثروة من خلال أخذ المال من الغني وإعطائه إلى الفقير لقول الله –تعالى ـ: }مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ{[الحشر: الآية 7].
  • تركز المال في أيدي فئة قليلة من الناس سيؤدي إلى الكره والحسد بينهم.
  • المحافظة على المجتمع من السلوكات الخاطئة كالسرقة والجريمة التي قد يلجأ إليها الفقير عند حاجته وعدم تأدية صاحب المال لزكاة أمواله.
  • العمل على زيادة الدخل القومي لكي تتم مساعدة الفقير بالوصول إلى الحد الأقصى من المنفعة وهذا المقدار يكون زائدًا عن الحاجات الأساسية لصاحب المال.
  • نشر المودة والرحمة والشعور بالغير بين أفراد المجتمع من خلال مساعدة المحتاج منهم، كالفقير واليتيم والمحتاج وغير القادر
  • يساهم في تحقيق الأمان في المجتمع.
  • تحويل أفراد المجتمع من مستهلكين إلى أفراد منتجين من خلال محاربة البطالة، فيعطى الفقير من مال الزكاة ليقوم بالعمل الذي يستطيع الإنتاج من خلاله وتوفير احتياجات الآخرين من خلال العمل.
  • إزالة الخوف من المستقبل الذي قد يترتب على الفقير، والشعور بالكرامة التي منحها الله للإنسان حين خلقه على الأرض.

الزكاة هي أحد أهم أركان الإسلام الخمسة كونها تعمل على التوازن بين أفراد المجتمع، ونشر السلام والتعاون ونبذ الكره والحسد والتباغض ومن ثم الإعلاء بالوطن وبنائه.