هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى؟ وما هو أفضل وقت للعمرة؟ حيث تعد تلك الأسئلة من أكثر الأسئلة التي تتردد على أذهان المسلمين المتوجهين من أجل أداء مناسك العمرة، حيث لكل منا شخص متوفي عزيز على قلبه ويريد أن يبره ويهديه الثواب، ولذلك يطرح موقع القمة التفاصيل اللازمة عن الموضوع.

هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى

جاء رد العلماء عن سؤال هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى، بأنه لا يجوز أن يتم عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى بنفس النية وفي نفس الوقت كذلك، نظرًا إلى أن العمرة من أحد العبادات المفردة والتي لا يمكن أن تكون إلا عمن قام بأداها بنفسه أو عن شخص سواء أكان حي أو متوفي.[1]

كما استند العلماء في هذا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بفعل ذلك ولم يقم أي أحد من الصحابة بذلك أيضًا، كما أكد العلماء وجود اختلاف بين أن ينوي الشخص العمرة وبين إهداء ثواب العمرة.

حيث إن نية العمرة لا تجوز في حال كانت لأكثر من شخص أما في حالة إهداء الثواب فإن هذا جائز للشخص بعد أن يقوم بالاعتمار لنفسه أولًا وأن يهدي ثواب هذا لمن يشاء، حيث يصل الثواب لكل واحدًا منهم ويكون الأجر للمعتمر بإذن الله تعالى.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة

هل يجوز تكرار العمرة عن الشخص المتوفى

هل يجوز تكرار العمرة عن الشخص المتوفى

بعد الاطلاع على إجابة السؤال الشائع هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى، نجد أن العلماء قدر ردوا على سؤال هل يجوز تكرار العمرة عن الشخص المتوفي بتوضيح.[2]

حيث إنه لا يوجد مانع من أداء العمرة للشخص المتوفى، كما لا يوجد مانع شرعي كذلك من تكرار العمرة، كما قام بعض العلماء بتوضيح عدة ضوابط لا بد من اتباعها من أجل القيام بذلك والتي تتمثل فيما يلي:

  • يجب أن يكون الشخص الراغب في أداء العمرة عن المتوفى قد قام بأداء العمرة عن نفسه أولًا من قبل، حيث لا يجوز له أن يعتمر عن غيره من دون الاعتمار لنفسه أولاً.
  • في حال انطبق الشرط السابق فيجوز حينها للشخص أن يعتمر عن المتوفى وأن يكرر ذلك كيفما ومتى شاء كذلك.
  • لا بد من توضيح نية العمرة عند الإحرام مثل أن يقول الشخص

 (لبيك اللهم بعمرة عن.. ويذكر أسم الشخص المتوفى).

مع العلم بوجود اختلاف في ضوابط العمرة عن الشخص المتوفي والشخص الحي، فإن كان الشخص حيًا فلا بد من أخذ موافقته أولًا قبل أدار العمرة له أو نيابةً عن.

فمن الممكن أن يكون شكل الموافقة لفظًا أو كتابةً أو بأي طريقة أخرى، أما في حال كان الشخص متوفيًا فيجوز حينها الحج أو الاعتمار عنه حتى وإن لم يكن قد وصى بهذا.

ما هو حكم توضيح النية عند العمرة عن الشخص المتوفي

تم التوضيح من خلال الرد على السؤال السابق الضوابط والشروط اللازمة والتي لا بد من الأخذ بها عند الاعتمار عن أي شخص آخر، والتي من أهمها توضيح النية سواء أكانت في السر أو في العلانية.

مع ضرورة معرفة أنه لا يجوز للشخص المعتمر القيام بتغيير أو تعديل نيته بعد الإحرام، ولكن في حال قام المعتمر بتغيير رأيه قبل أن يقوم بالإحرام فلا يوجد مانع في هذا، حيث إن الإحرام في هذا الوقت لم ينعقد على نية أخرى.

ما هو وقت العمرة المستحب، وما هو فضلها للمتوفى؟

من الجدير بالذكر أن تأدية العمرة الى بيت الله الحرام من الممكن أن تتم في أي وقت، حيث لا يوجد وقت مخصص لذلك، كما ينطبق ذلك على كل شهور السنة ما عدا وقت الحج.

فلا يجوز في مثل هذا الوقت أن يقوم الشخص بمناسك العمرة، فإن العمرة لها فضل كبير على كل من قام بها أو حتى عن المتوفى الذي تم تأدية العمرة من أجله، حيث يترتب على أداء العمرة أجر وثواب كبير، حيث قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ” (صحيح البخاري)،

بالإضافة إلى أنه قد أمر كذلك بالحج والعمرة عن الميت لما لها من ثواب وفضل عظيم ينتفع به، كما أكد العلماء أيضًا على جواز القيام بالعمرة عن المتوفى بغض النظر عن كونه قريب لك أم لا.

أو أن المتوفي قد قام بالعمرة وهو على قيد الحياة أم لا، حيث إن الأجر يعود على المعتمر على كل حال كما يعود على المتوفى بالرحمه والمغفرة والرفع في الدرجات بإذن الله، ويعتبر هذا من البر والإحسان.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للرجل ان يتزوج اخت ارملته

ما هو دليل مشروعية العمرة عن الغير للمتوفى

تعددت الأدلة التي تثبت صحة الاعتمار عن الغير مع اشتراط ألا تتم لأكثر من شخص في نفس الوقت من خلال ما يلي:

  • عن أبي يزيد العقيلي: أنه قال “قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبي شَيخٌ كبيرٌ لا يَستطيعُ الحَجَّ والعُمْرةَ والظَّعْنَ، قال: حُجَّ عن أبيكَ واعتَمِرْ” (تخريج مشكل الآثار)، ويعد هذا قول صريح من النبي، بأنه من الجائز قيام الفرد بالعمرة لوالده المتوفي حتى لأحد الأهل على شرط أن يكون لمرة واحدة وليس لأكثر من شخص.
  • جاء في الموسوعة الفقهية: لا ضرر من القيام بالعمرة للغير مثل الشخص الميت، ولكن لا تصح للشخص الحي إلا في حال طلب ذلك ورغبته كانت مبينة حتى يتم قبولها من الشخص المؤدي.
  • جاء عن مذهب الحنفية: لا توجد مشكلة في قيام المعتمر بأدائها مرتان مرة له ومرة للشخص المتوفى، مع نفي وجودها للحي إلا وفقًا لشروط.

أمر الله عز وجل بأداء مناسك الحج والعمرة لمن استطاع إليها سبيلًا، لذلك يرغب العديد من الأشخاص في الحج أو الاعتمار لأجل أشخاص آخرين سواء أكانوا أمواتًا أو أحياء، لذلك فلا بد من التعرف على مدى جواز ذلك.