كيفية توزيع العقيقة للأنثى؟ وما هو السن المناسب للذبيحة؟ إن العقيقة من الأمور التي يقوم بها الآباء حين يرزقهم الله بمولود ويفكر في القيام بشيء لإظهار هذه الفرحة فيقوم بذبح أضحية، وذلك من السنن التي أخذناها عن النبي صلي الله عليه وسلم، ومن خلال موقع القمة نعرض أحكام وشروط العقيقة.

كيفية توزيع العقيقة للأنثى

إن الإنجاب والحصول أبناء يحملون اسم المرء يعتني به ويكون مسؤولًا عليهم فإذا كبروا كان هو مسؤولًا منهم أمر فطري وغريزي لأن الله خلق البشر محبين للبقاء في جماعات ولتكوين أسرة، كما أن الذرية الصالحة ليست أمل الناس العادية فقد بل وحتى الأنبياء، إذ ورد في القرآن الكريم على لسان زكريا عليه السلام {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].[1]

لذا فحين يأتي اليوم الموعد ويصبح المرء أب فإنه يكون راغب بأن يحصل على رضا المولى عز وجل وأن يحتفل بهذه المناسبة السعيدة بالوقت ذاته، لذلك يختار القيام بالعقيقة الأمر الذي يدفعه للتساؤل عن كيفية توزيع العقيقة للأنثى، والتي نوضحها تاليًا:

يوجد رأي يقول إن تقسيم وتوزيع العقيقة لا يشترط أي شيء إذ يجوز أن تؤكل كلها أو يتم التبرع بها كلها أو توزع على أفراد العائلة، إذ أكد ابن الباز أن أمر توزيع العقيقة واسع فيمكن تقسيمها كيفما اتفق ويمكن منح الأهل والأصحاب والجيران أو التبرع بها كلها.

لكن أغلب الفقهاء مثل ابن قدامة فيضلون تقسيم الأضحية إلى ثلاث أجزاء فيأكل المرء ويطعم من يريد من الثلث ويتصدق على المساكين من الثلث، وذلك استنادًا للحديث الذي يقول فيه رسول الله:

يُطعِمُ أهلَ بيتِه الثُّلثَ، ويُطعِمُ فقراءَ جيرانِه الثُّلُثَ، ويَتصدَّقُ على السؤَّالِ بالثُّلثِ” [إرواء الغليل – الراوي: عبد الله بن عباس].

وذهب البعض الآخر إلى التقسيم على نصفين يأكل نصف هو وعائلته ويتصدق بالنصف الآخر، لأن التقسيم على ثلاث أجزاء يخص الأضحية ولم يشترط بالضرورة العقيقة أيضًا.

مقدر عقيقة الأنثى

مقدر عقيقة الأنثى

بعد أن تناولنا كيفية توزيع العقيقة للأنثى من اللازم إدراك أن الذبيحة الخاصة بالمولود الذكر تختلف عن الأنثى، إذ يقوم الأهل بالعقيقة للمولود بأن يذبح للولد شاتان متقاربتان في السن والشبه وللبنت شاة واحدة.

فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه “عن الغلامِ شاتانِ مُكافِئتانِ، وعن الجاريةِ شاةٌ” [تخريج سنن أبي داود – الراوي: أم كرز الخزاعية الكعبية] وغالبًا ما يكون الذبح في اليوم السابع لشكر الله على النعمة والهبة العظيمة التي منحها للأبوين.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12

حكم عقيقة الأنثى

إن العقيقة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأثم من لم يقم بها، ولكن ينال حسنات وبركة من يوفقه الله على القيام بها ويسأل الناس عن كيفية توزيع العقيقة للأنثى لهذا السبب فقد ورد العديد من الأحاديث عن هذه الذبيحة أن الرسول كان يوصي بعمل العقيقة للمولود وقد ورد “أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عقَّ عن الحسنِ والحُسينِ بكبشَينِ كبشَينِ” [إرواء الغليل – الراوي: عبد الله بن عباس].

شروط عقيقة الأنثى

إن التعرف على كيفية توزيع العقيقة للأنثى أمر ضروري من شروط ذبح العقيقة للمولود، والتي من اللازم التعرف عليها لئلا يقوم المرء بعمل ما لا يليق فيضيع الثواب والأجر، وتتمثل هذه الشروط بما يلي:

  • يلزم أن تكون الذبيحة من الأنعام وهي الضأن والمعز والإبل والبقر.
  • يجب أن تكون الذبيحة سليمة خالية من العيوب فلا يقبل أن تكون عرجاء أو عوراء.
  • لا يصح أن يظهر مرض في الذبيحة لأن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب.
  • من غير اللائق أن تكون عجفاء وهزيلة إذ يلزم أن تكون سمينة وطيبة.
  • أجاز بعض العلماء أن يتم التصدق بالمال الذي يأتي من بيع الجلد والسواقط في الذبيحة.
  • يفضل جمهور العلماء ألا يوزع اللحم نيئًا بل يفضل أن يطبخ ويتصدق به للفقراء.

أكد الإمام مالك على الطريقة المُثلى للقيام بالعقيقة بعد طبخها إذ إنه قال ما يلي:

“عققت عن ولدي وذبحت ما أريد أن أدعو إليه إخواني وغيرهم وهيأت طعامهم ثم ذبحت شاة العقيقة فأهديت منها للجيران وأكل منها أهل البيت وكسروا ما بقي من عظمها وطبخت فدعونا إليها الجيران فأكلوا وأكلنا … فمن وجد سعة فأحب له أن يفعل هذا ومن لم يجد فليذبح عقيقة ثم ليأكل وليطعم منها

سن ذبيحة العقيقة

السؤال الذي يعد أهم من كيفية توزيع العقيقة للأنثى هو السن المناسب لاختيار الذبيحة والذي قام العلماء والخبراء في هذه المسائل بتحديده، ونتعرف عليه من خلال ما يلي:

  • خمس أعوام للإبل.
  • عامان للبقر.
  • عام واحد للتيس والماعز.
  • ستة أشهر للشاة والضأن.

فضل العقيقة وأهميتها

لا يمكن أن يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأي شيء ولا يكون به فائدة عظيمة لنا، لذا حين نعلم أن هناك سنة عن النبي بأي شأن من شئون الحياة، فإننا نهرع لنقوم بها ونحن متأكدين أن فضائل القيام بها عظيمة جدًا ونعرضها فيما يلي:

  • في حديث نبوي يشبه النبي العقيقة بأنها الفدية التي تعتق رقبة الرهينة للدلالة على أن العقيقة تحمي المولود من الضرر إذ قال:”كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلقُ ويسمَّى” [سنن أبي داود – الراوي: سمرة بن جندب].
  • إن السبيل للحفاظ على أي نعمة هو شكر الله عليها وإن تقديم الأضحيات في سبيل رضا المولى عز وجل أمر له أجر عظيم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” مع الغلامِ عقيقتُه، فأهرِيقوا عنه دمًا وأميطوا عنه الأذَى” [التمهيد – الراوي: سلمان بن عامر الضبي].

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة العمرة مع مجموعة نساء

الحكمة من تقديم العقيقة

من خلال الحديث عن كيفية توزيع العقيقة للأنثى؟ نفتح بابًا للتساؤل بخصوص الحكمة من القيام بالعقيقة والهدف المرجو منها، والذي نتعرف عليه من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • إن الهدف الأساسي من العقيقة هو شكر الله عز وجل على نعمة الإنجاب والتي هي من أعظم النعم إذ قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [سورة الكهف: 46].
  • إن العقيقة تحمي المولود من الشيطان وتحرره من سطوته وتسلطه عليه.
  • العقيقة وسيلة لربط بين أعضاء المجتمع الإسلامي، إذ إن الشخص يجمع الأهل والأصحاب والجيران لتناول وجبة شهية احتفالًا بفرحة الولد مما يزيد المشاعر الطيبة والألفة بين الأشخاص.

القيام بالعقيقة من السنن النبوية والتي تزيد الشعور بالبهجة والراحة بين المسلمين، الذين يحبون أن يشاركوا اللحظات السعيدة مع الأهل والأصدقاء احتفالًا بالمولود الجديد.